الخميس، 11 ديسمبر 2014

كتاب (تاريخ العرب في الإسلام - السيرة النبوية) - عرض وتعريف








بطاقة الكتاب:
اسم الكتاب: تاريخ العرب في الإسلام (السيرة النبوية)
المؤلف: الدكتور/ جواد علي
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد
تاريخ الطباعة: الطبعة الثانية – 2004م
عدد الصفحات: 250 صفحة
عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم


التعريف بالكتاب:
لا يخفى على صاحب اهتمام بالتاريخ، أن للدكتور/ جواد علي يد طولى في إعطاء التاريخ صبغة حضارية ومختلفة عما سبقه من المؤلفين في العصر الحديث، فقد أتى هذا الكتاب بعد الانتهاء من موسوعته (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، وغيرها من الأبحاث التي سبقت هذا الكتاب الذي نحن بصدده، نشر بعضها كتباً والأخرى أبحاثاً في مجلات علمية.

ومن يتعرّف على أسلوب المؤلف يحتاج إلى التريّث في تقبل فكرة ما، ذلك أن المؤلف صاحب ثقافة موسوعية في مجالات عدة، ففي هذا الكتاب يتعرض إلى أربعة محاور، (1) خطورة تاريخ الإسلام وكيفية تدوينه. (2) مكة المكرمة. (3) من الميلاد إلى البعث. (4) محمد رسول الله. وهذه المحاور تعرّض لها المؤلف بشئ كبير من الإشباع، وفي بعضها لم يشبعها بحجّة أنه استطراد أو ليس بذي أهمية أو أنه سيأتي على ذكره في صفحات أخرى من هذا الكتاب الذي لم يُسجل أن يكون موسوعة أخرى ككتابه (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام).

ففي المحور الأول يشير المؤلف إلى نقد بعض الكتب التاريخية ومنها (السيرة الحلبية) ص15 التي يرى أن فيها كثير من حشو وقصص اسرائيلي نبه عليه العلماء، وهذا ما دعا بعض المستشرقين يتشبثون بها وبالروايات الضعيفة، وذلك بأن معظم القصص بثها مسلمة اليهود في صدر الإسلام وألصقوها بابن عباس ص49، موضحاً في الوقت نفسه أن مشكلة طرأت في صدر الإسلام وهي مشكلة التدوين، وقد عالجها معالجة فنّية، حيث أشار إلى بعض الأسباب وترك الباقي لئلا يخرج عن صلب الموضوع.

أما المحور الثاني  الذي ركز فيه على فهم سيرة الرسول والإسلام من التحدث عن مكة وأحوال سكانها وحالة الناس فيها، باعتبار أن هذه المسائل من الأمور المهمة في تاريخ السيرة النبوية، فقد تعرض إلى أمور عدة، منها: وضع القبائل واتصالهم بالقبائل الأخرى وخصوصاً عرب الشمال، وأوضاعهم الاقتصادية والعبادية وعن طرق اتصالهم التجاري بعرب الشمال، وكذلك عن وضع مكة في ذلك العهد ومركزيتها من بين الأماكن الأخرى.

يأتي المحور الثالث والذي يتحدث عن ميلاد النبي وتسميته وبعض العادات والتقاليد التي يراعيها الجاهليون كالعقيقة وحلق الرأس ونحو ذلك، وقد أسهب المؤلف حول التسمية باعتبار أن هناك بعض الآراء التي تثار في هذا الصدد من تسمية النبي محمد (ص) بـ(قثم) أو (أبو قثم)، مستعرضاً الآراء بحيادية الباحث ومناقشة الآراء الكثيرة. وكذلك تناول قضية الإرضاع والسبب الذي انتهجته قريش في هذه المسألة، وعن وضع كفالة عبدالمطلب لحفيده رسول الله (ص)، ومن بعده كفالة أبي طالب له، حيث ذكر من الآراء المثيرة في هذا الصدد ص151 (أن القصائد التي تنسب إلى أبي طالب هي مفتعلة)، وللأسف لم يشبع هذه الجزئية التي طرحها بطريقة خالية من التحقيق!!. كذلك تعرض إلى تجارة خديجة ودخول النبي (ص) فيها، وعن زواجه بها، وكل ما يرتبط بهذه المسألة.

يختتم المؤلف محوره الرابع، والذي يتحدث فيه عن رسالته ومجريات الأحداث التي رافقت الدعوة في بدء سنيّها، وفي هذا المحور بعض الإثارات التي لم يناقشها، كقضية نزول الوحي عليه وذهاب خديجة لورقة بن نوفل وتأكيد أمر النبوة ص175+208، وحول عبادة عبدالمطلب الأوثان ص222-223، وبعض المسائل التي تعد عند بعض المسلمين من المسلمات، كذلك تعرض المؤلف إلى قضية تخفي الدعوة قبل الجهر بها وما جرى لها من ملابسات تاريخية وذلك حيال مسألة المسلمين الأوائل وترتيبهم، وأنها قضية ليست بذي بال عند مسلمي صدر الإسلام وأنها حالة طارئة على التاريخ وتحمل أبعاداً سياسية.

بهذا ينتهي المؤلف كتابه الذي لا أعلم هل أن هناك أجزاءً أخرى له (وهذا ما لا أتوقعه)، وهو كتابٌ حافل بالمعلومات المهمة حول تاريخ السيرة النبوية والبعثة بداية الصدع بها.

       

       

كتاب (ثورة الحسين .. حدثاً وإشكاليات) - عرض وتعريف















الكتاب: ثورة الحسين .. حدثاً وإشكاليات
المؤلف: د/ إبراهيم بيضون
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر – بيروت
التاريخ: الطبعة الأولى – 2001م
عدد الصفحات: 206 صفحات
عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

التعريف بالكتاب:
ينطلق المؤلف من وجهة نظر تاريخية، وذلك بقراءة النصوص التاريخية قراءةً واعية لا يشوبها شئ من التعصب لرأيٍ ما، أو التحامل على رأيٍ يخالفه، حيث تتضح المنهجية العلمية في هذا الكتاب الشيّق، والذي يحتاج إلى عدة قراءات ليصل القارئُ إلى بعض الحقائق، خصوصاً وأن المؤلف لا يسهبُ في ذكر بعض النصوص، وإنما يكتفي بالنص التاريخي الذي يخدمُ البحث، وهذا الطرح بحاجة إلى إنسان يمتلك معنى الاختلاف في الرأي.
وثورة كثورة الحسين بحاجة إلى قراءة تاريخية منصفة، وهذا ما لم يتوفر إلا للقليل من الباحثين المنصفين، فهو يبحث الثورة من بداية تاريخ الصلح الذي جرى بين الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية كتمهيد لاستقراء الأحداث، ولا ينسى في الوقت ذاته قراءة الشخصيات البارزة في ثورة كهذه، كمسلم بن عقيل وانتدابه لهذه المهمة الصعبة، وسليمان بن صرد الخزاعي والمختار الثقفي وإبراهيم بن الأشتر وغيرهما من الشخصيات القيادية في الكوفة.

ولا يكتفي بذلك!! بل إنه يبحث الكوفة كموقعٍ اختاره الإمام الحسين عليه السلام، رغم التحذيرات التي أتت من شخصيات كبيرة في المدينة المنورة كعبدالله بن عمر وعبدالله بن العباس وغيرهما.

يضاف إلى ذلك أن بعض الآراء التاريخية التي تطرّق لها وبحثها بحثاً منهجياً، فإنه يفرّق بين ما يُطرح على المنابر والذي يسمّيه بـ(نص العزاء) وما هو موجود في بطون الكتب التاريخية والذي يسميه بـ(نص التاريخ)، فإنه – المؤلف – يرى أن هناك بوناً شاسعاً بين هذين النصّين، ولا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر، لأن في بعض نصوصهما ما يقود إلى الحقيقة، إلا أنه ينبذ فكرة الإضافات واختراع الأساطير وتهويل الصغير وتصغير الموقف الكبير، وهكذا.

وليس باستطاعتي التطرق إلى رأي واحدٍ، لأن الآراء التي تطرّق لها كثيرة وجديرة بالاحترام، خصوصاً من باحثٍ كرّس نفسه لخدمة التاريخ الإسلامي، فإنه لا يكاد يغفل مسألة إلا وتطرّق لها وبحثها في كلمات متراصّة، واختزال لغوي بارع.


كتاب (التراجم والسير) - عرض وتعريف


اسم الكتاب: التراجم والسير
اسم المؤلف: محمد عبدالغني حسن
الناشر: دار المعارف – القاهرة
عدد الصفحات: 111 صفحة
تاريخ الطبع: الطبعة الثالثة – 1980م

عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

التعريف بالكتاب:
يضع الأستاذ/ محمد عبدالغني حسن هذا الكتيّب ذي الحجم الصغير، وذي الفائدة العظيمة الكثير من الفوائد المرتبطة بمسألة "التراجم والسِيَر"، وذلك لاختلاف الأساليب عند بعض أصحاب هذا الفن، باعتباره إحدى الفنون الرائدة عند المسلمين؛ لارتباطه بتاريخهم وحضارتهم.
وهو إذ يُعرض على القارئ كيفية تناول أولئك المؤلفين الطرق المختلفة في تدويناتهم، إلا أنه يستدرك الكثير من أمّهات المسائل المهمّة والمرتبطة بهذا الفن، ويتضح ذلك من خلال كمية المعلومات وكيفية تتبعه لها، مما يدلل على أنه لم يكتب أي حرفٍ إلا وله اطلاع على تلك الكتب التي كتب عنها، ورغم مشقّة البحث في هذا الجانب، إلا أنه ذلَّلَ الصِّعاب أمام القارئ ومحيلاً في الوقت ذاته إلى المصادر التي رجع إليها القديمة والحديثة، ولا ينكر جهود الباحثين في هذا الجانب سواءً من القدماء أو المعاصرين، من المسلمين أو المستشرقين.

ثم إنه أوضح بداية التدوين في كل صنف من أصناف السِّيَر والتراجم، حيث فصّل بين التراجم العامّة والتراجم الخاصة، وكذلك لم يغفل منذ البداية عن الفرق بين السيرة والترجمة، حيث يشير في ذلك أن الترجمة تعني التعريف اليسير بالشخص، في حين أن السيرة تعني الاستطراد والتفصيل في كل محطة من محطات صاحب الترجمة، موضّحاً في الوقت ذاته التفصيلات التي أخذها أصحاب التراجم والطبقات، مثل: طبقات الأطباء، وطبقات المحدثين، وطبقات اللغويين والنحاة، ... الخ، وهذا في حقيقة الحال تستلزم من الباحث إلى قراءة كل ذلك الإنتاج على مرِّ التاريخ، ولو بالاطلاع العام والذي في نفس الوقت يُعدُّ جُهداً لا يستهان به.
وختم بحثه بضوابط الكتابة في هذا الفن المهم، من حيث التحقيق في اسم المترجم له، وتاريخ ولادته ووفاته، وأهم أعماله وغير ذلك مما له شأن في هذا الجانب، موضحاً إلى أهمية بعض الكتب التي كتبها المعاصرون، مثل: أعلام النساء لعمر رضا كحّالة، والأعلام لخير الدين الزركلي، مبدياً أهميتهما لكل باحث، مع عدم إغفاله لكثير من الكتب في هذا الجانب.

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

اليوم العالمي للغة العربية


اليوم العالمي للغة العربية

بقلم: عبدالله بن علي الرستم
 
يطل علينا اليوم العالمي للغة العربية الموافق 14/ ديسمبر/2014م، وفي تصوري كعربي أن اللغة العربية حاضرة بشكل يومي في حياتي، فهي كلغة عملية وعلمية ينبغي أن نستحضرها في ثقافتنا بشكل كبير، ذلك أنها الوسيلة الوحيدة التي من خلالها أوصل رسالتي لأي شخص أتعامل معه في جميع جوانب الحياة، فلا ينبغي أن تكون حبيسة الخطابات الرسمية فحسب؛ بل ينبغي أن نطوّرها بالشكل الذي من خلاله نوصل رسائلنا بشكل واضح لأي فرد نتعامل معه.

وفي حقيقة الأمر أنه ومنذ دخول بعض الأجهزة الحديثة، بات الكثير يدمج بين اللغة العربية ولغة أجنبية أخرى، مما شكّل ابتعاداً ملحوظاً في لغة التواصل مع الشريحة التي نعيش معها، وألاحظ ذلك في تعسر بعض الأشخاص ممن أتعامل معهم في إيصال رسالته بلغته الأم، مما يجعله يركنُ إلى لغة أجنبية أو كلمة دارجة ليوصل رسالته، ولا أعلم هل المشكلة في المتحدث أم المتلقي؟! بيد أني أحيل المشكلة إلى الطرفين في بعض الأحيان؛ لغياب التواصل المباشر والاعتماد على الأجهزة الحديثة.

وفي هذه الرسالة القصيرة أحب التركيز على أمر ما، وهو: غياب الجهات الرسمية المعنية في ضبط كثير من التجاوزات اللغوية في اللوائح الرسمية والدعائية، كأن تتحول اللوائح الدعائية إلى طمس بعض المصطلحات اللغوية واستبدالها بلغة أجنبية، أو بوجود الأخطاء الإملائية الفاضحة، وسبب ذلك عدم اهتمام الجهات المعنية باللغة العربية كلغة أم، إضافة إلى ذلك أن الخطاطين الذين يكتبون هذه اللوائح ليسوا عرباً، بل ينتمون إلى قوميّات غير عربية مما يوقعهم في أخطاء نحوية وإملائية وغير ذلك، بل إن الأمر حتى لو كان هذا الخطاط عربياً، فهو يفتقد هذه المسألة في صناعة الغيرة على اللغة العربية، وما أكثر اللوحات التي تشوّه لغتنا دون حسيب أو رقيب، وعلى سبيل المثال لا الحصر: استبدال كلمة الورود إلى Flours، ورجل الأعمال إلى businessman، والعلامة إلى Market، وغيرها كثير.

من خلال ما ذكرتُ ينبغي أن يكون للجهات المعنية دورٌ ملحوظٌ في عدم استخدام أي مصطلح غير عربي؛ إلا إذا كان استخدام المصطلح غير العربي لحالة ضرورية، كأن تكون العلامة لهذه البضاعة أو تلك غير عربية مما يجعل بعض اللوائح الدعائية ممهورة بهذه العلامة التجارية غير العربية، كإطارات السيارات والعطورات ونحو ذلك، وينبغي أن يكون الشخص المعني في هذه الدائرة ذات الاختصاص من أهل الاختصاص في اللغة العربية؛ لأنه يمثل جهة رسمية وليس جهة تطوّعية.

حفظ الله لغتنا الأم من كل مكروه، وإني أناشد أبناء العربية أينما كانوا أن ينهلوا من هذه اللغة ليستطيعوا إيصال رسالتهم بشكل حضاري دون غموض.

السبت، 22 نوفمبر 2014

التراث العلمي عند العرب

التراث العلمي عند العرب

بقلم: عبدالله بن علي الرستم

يعد تراث العرب العلمي من المسائل التي ينبغي أن يتدارسها أبناء هذا الزمان، وذلك للتعرف على الظروف المختلفة التي عاشها أولئك العلماء وكيف نبغوا، فرغم ظروف العيش الصعبة، والتقلبات السياسية، وانعدام الأمن في بعض البقاع، وغيرها من الأسباب المختلفة؛ إلا إنهم وضعوا بصمتهم على جبين الزمن بعطائهم العلمي الزاخر منذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة. وليس الأمر منحصراً في قرن دون قرن، أو دولة دون أخرى، بل إن أولئك الثلة العظيمة من العلماء العرب ما زال صوتهم يدوي في المحافل العلمية والعالمية.
 
وبالبحث في كتب التراجم نرى مجموعة نفيسة من علماء العرب الذين عاشوا في القرون المتقدمة ابتكروا أشياء ما زال علماء هذا الزمن ينهلون من علومهم، وليست الاستفادة محصورة عند علماء العرب المعاصرين، بل إن علماء الغرب ينحنون إجلالاً لهذا التراث العظيم، وعلى سبيل المثال لا الحصر من أولئك الأعلام: جابر بن حيان الكوفي (ت 200هـ) (واضع أسس الكيمياء)، الحسن بن الهيثم (ت 430هـ) (رائد علم الفيزياء والبصريات)، عبدالله بن أحمد بن البيطار (ت 646هـ) (رائد علم الصيدلة والأدوية وإمام علماء النبات والأعشاب)، علي بن أبي الحزم بن النفيس (ت 687هـ) (فيلسوف الأطباء وشيخ الحكماء)، وغيرهم كثير.
 
ولعل التفاتة بسيطة على أقدم من سلف ذكره، وهو جابر بن حيان الأزدي الكوفي، والذي يرجع نسبه إلى قبائل الأزد اليمنية التي هاجرت واستوطنت الكوفة، وليس صحيحاً ما ذكره الزركلي في الأعلام أنه من أصل خراساني. يعد جابر بن حيان من أبرز العلماء العرب والمسلمين وأنبغهم علماً وعملاً في ميدان علم الكيمياء، فلو رجعنا إلى الظروف التي عاشها العالم الإسلامي في القرن الثاني، نجد أن حدثاً سياسياً مهماً حصل فيه وهو سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية مع ما تخللها من ثورات متتالية في كل بقعة من بقاعه، فمع هذه الظروف التي سالت فيها الدماء وزهقت فيها الأرواح، إلا أن النشاط العلمي واللغوي والفقهي بلغ ذروته، وخصوصاً في الكوفة، حيث يعد من المؤشرات المهمة في هذا الميدان، والتي نبغ فيها أمثال جابر بن حيان.
 
ومع قيمة جابر بن حيان العلمية إلى زماننا هذا، إلا أنه من المؤسف أن نجد المهتمين بتراثه هم الغرب وليس العرب، حيث نظرياته ما زالت إلى هذا اليوم تأخذ مجالها عندهم، وقد أكد جرجي زيدان هذا الكلام بقوله: (وإن أعجب شيء عثرت عليه في أمر الرجل أن الأوروبيين اهتموا بأمره أكثر من المسلمين والعرب، وكتبوا فيه وفي مصنفاته تفاصيل، وقالوا إنه أول من وضع أساس الشيمي الجديد، وكتبه في مكاتبهم كثيرة، وهو حجة الشرق على الغرب إلى أبد الدهر). فمن نظريات جابر العلمية (أنه أول من ابتدع طريقة فصل الذهب عن الفضة بواسطة حامض النتريك، وهي الطريقة نفسها التي ما زالت متبعة حتى يومنا هذا لتقدير عيارات الذهب في السبائك الذهبية)، وغيرها من النظريات العلمية التي جعلت فيلسوفاً كـروجر باكون (692هـ) وهو من كبار علماء القرون الوسطى يقول بحق جابر: (أول من علم الناس علم الكيمياء)، حيث ترك جابر خلفه حصيلة علمية ثرية، وهي ما تقدر بنحو 100 كتاب أو أكثر.
أما خير الدين الزركلي فيقول في كتابه الأعلام: له تصانيف كثيرة قيل: عددها 232 كتاباً، وقيل: بلغت خمس مئة. ضاع أكثرها، وترجم بعض ما بقي منها إلى اللاتينية.
ومما بين أيدينا من كتبه - أو الكتب المنسوبة إليه - (مجموع رسائل- ط) نحو ألف صفحة، و(أسرار الكيمياء- ط) و(علم الهيئة- ط) و(أصول الكيمياء- ط) و(المكتسب- ط) مع شرح بالفارسية للجلدكي، وكتاب في (السموم- خ) و(تصحيحات كتب أفلاطون- خ) و(الخمائر- خ) و(الرحمة- خ) وكتاب (الخواص) الكبير المعروف بالمقالات الكبرى والرسائل السبعين، و(الرياض- خ) و(صندوق الحكمة- خ) و(العهد- خ) في الكيمياء. وأكثر هذه المخطوطات رسائل.
 
ولجابر شهرة كبيرة عند الإفرنج بما نقلوه، من كتبه، في بدء يقظتهم العلمية.
قال برتلو: M. Berthelot لجابر في الكيمياء ما لأرسطوطاليس قبله في المنطق، وهو أول من استخرج حامض الكبريتيك وسماه زيت الزاج، وأول من اكتشف الصودا الكاوية، وأول من استحضر ماء الذهب، وينسب إليه استحضار مركبات أخرى مثل كربونات البوتاسيوم وكربونات الصوديوم.
وقد درس خصائص مركبات الزئبق واستحضرها، وقال لوبون (G.Le Bon) (تتألف من كتب جابر موسوعة علمية تحتوي على خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره. وقد اشتملت كتبه على بيان مركبات كيماوية كانت مجهولة قبله. وهو أول من وصف أعمال التقطير والتبلور والتذويب والتحويل إلخ). اهـ.
 
وقد ذكر جابر بن حيان معظم مؤلفي كتب التراجم وفهارس الكتب، وأثنوا عليه ثناء عاطراً قل نظيره، ناهيك أن هناك من أفرد دراسة خاصة فيه، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد صنف الدكتور زكي نجيب محمود كتاباً في حق جابر أسماه (جابر بن حيان)، وهذا الرجل العظيم يستحق كل ما قيل فيه من ثناء، فلا شك أنه أعجوبة زمانه، رحم الله جابراً رحمة الأبرار وجزاه عن العلم خير الجزاء.


نشر هذا المقال في (المجلة العربية) العدد رقم (457)، صفر 1436هـ (ديسمبر 2014م).

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

مدينة الهفوف للدكتور/ محمد جواد الخرس


الهفوف في آثار الدارسين والباحثين
عبدالله بن علي الرستم
أجبرت الظروف الكثير من المهتمين بتاريخ الأحساء بتدوين ما يتعلق بتراثهم وحضارتهم، فقد أتى هذا الكتاب ليسلّط الضوء على هذه المدينة التي يمتد عمرها إلى مئات السنين، فقد حدد الباحث فترة الدراسة 1288-1429هـ، أي ما قبل الطفرة النفطية التي حلت بالبلاد، وما يصحب تلك الطفرة من تغييرات جذرية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، موضحاً أن الدراسات التي سبقت دراسته جاءت بلغة التعميم، وهي مصادر مهمّة في بابها، بينما هذه الدراسة أتت لتخصص منطقة بعينها، وهي مدينة الهفوف، وليكون أول كتاب مخصص لمدينة الهفوف بدراسة مستفيضة.

وهذه الدراسة هي: مدينة الهفوف (مدخل حضاري لدراسة مظاهر الحياة في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء)، لمؤلفها الدكتور محمد جواد الخرس.

يتكون الكتاب من ستة فصول ومطالب عدة في كل فصل، وذلك على النحو التالي:

الفصل الأول: الإطار العام للدراسة، حيث يسلط الضوء على مشكلة وهدف وأهمية وحدود ومنهجية وبيانات الدراسة.

الفصل الثاني: ركز فيه الباحث على أهمية استخدام المصطلحات الواردة في الدراسة، وهي عبارة عن المصطلحات الدارجة المستعملة في الحياة اليومية عند سكان هذه المدينة.

الفصل الثالث: يعرّج في هذا الفصل على تاريخ تأسيس هذه المدينة مع التطرق لأسماء الأحياء التابعة لها، مسلطاً الضوء على مظاهر التفاعل الحضاري في واحة الأحساء، وتحليلها من وجهة نظر الاختصاصيين في مجال الجغرافيا الحضرية. وحول تطويع الأحسائي لإمكانيات البيئة المحيطة به لاحتياجاته في شؤونه العامة والخاصة.

الفصل الرابع: أتى هذا الفصل على ملامح الحياة الاجتماعية لسكان هذه المدينة، والخصائص العامة لأحيائها القديمة، مشيراً في الوقت ذاته إلى الطابع المهني والقبلي والمذهبي كعوامل في تكوين بعض الأحياء.

الفصل الخامس: يواصل الباحث حديثه ليأتي الدور على ملامح الحياة الاقتصادية لسكان مدينة الهفوف وواقع نشاطهم التجاري والصناعي.

الفصل السادس: تحدث المؤلف عن ملامح الحياة العلمية لسكان هذه المدينة، كالطرق التقليدية في التعليم مثل الكتاتيب ودورها في إحياء شعلة التعليم، راصداً أسماء تلك الكتاتيب وأصحابها وتاريخ نشاطهم ونوعه، ولم يغفل المدارس الدينية التي نشأت في ظل التعدد المذهبي في المدينة وانفتاحهم على الآخر، مركزاً في الوقت ذاته على الحضور المذهبي في هذه المدينة، مع ذكر أسماء تلك المدارس، ليختم هذا الفصل بأسماء المدارس النظامية التي نشأت مؤخراً.

في كل ما تم ذكره لم يغفل الباحث تدعيم بحثه بالصور المختلفة التي تعبر عن بعض ما يتعلق بهذه الحاضرة، مختتماً الدراسة بأبرز النتائج التي توصل إليها؛ لتكون خاتمة تضاف إلى الفائدة المطلوبة من هذه الدراسة القيّمة.

بعد التعريف بالكتاب، لنا وقفة على بعض المعلومات الواردة فيه، وهي على النحو التالي:

- ص 26: لم يتم تعريف كلمة (الكَبَت) التي وردت في هذه الصفحة، والتي تعني دواليب مصنوعة من الخشب أو من الحديد.

- تكررت أسماء بعض الدراسات التي ذكرها المؤلف، حيث كان على المؤلف التنبه لهذا التكرار في أسماء الكتب، وهي على النحو التالي:

- أخبار القرامطة في الأحساء ص 33 + ص 39

- تاريخ الأحساء السياسي ص 35 + ص 39

- الدولة العيونية في البحرين ص 34 + ص 34

- تاريخ البحرين في القرن الأول الهجري ص 35 + ص 37

- الوضع الزراعي في واحة الأحساء ص 43 + ص 46

- أنوار البدرين ص 57 + ص 58

يضاف إلى ذلك أن هناك الكثير من الدراسات التي تناولت تاريخ الأحساء، لم يضمنها المؤلف في هذا الرصد، ويبدو أن رصدها يحتاج إلى تتبع كبير.

- ص64: ذكر المؤلف أنه يتبع المدن الخمس (الهفوف والمبرز والعيون والعمران والجفر) 22 قرية، وهذا أمر غير مقبول؛ ذلك أن عدد القرى التابعة لهذه المدن الخمس يفوق هذا العدد الذي استشهد به المؤلف، وهي على النحو التالي:

(التهيمية، التويثير، البطالية، بني معن، الجبيل، الجشة، الجليجلة، الحليلة، الدالوة، الرميلة، الساباط، الشعبة، الشقيق، الشهارين، الفضول، القارة، القرن (الجرن)، القرين، الطرف، الطريبيل، العقار، الكلابية، المراح، المركز، المزاوي، المطيرفي، المقدام، المنصورة، المنيزلة، الوزيه)، يضاف إلى ذلك قرى مدينة العمران (أبو ثور، أبو الحصا، الأسلة، الحوطة، الخضير، الدويكية، السديوية، فريق الرشود، فريق الرمل، الصبايخ، الضاحية، العمران الجنوبية، العمران الشمالية، العليا، الغرس، غمسي، السيايرة، العرامية، الشويكية، الصويدر، واسط).

- ص 67: يقول المؤلف: (يبلغ عدد سكان الأحساء حسب آخر إحصاء أجرته بلدية الأحساء 790.000 نسمة وذلك عام 1415هـ).

وأقول: هذه الإحصائية ليست في محلها، حيث إن المسؤول عن تعداد السكان والمساكن هي (مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات) ويجب الأخذ بأحدث إحصائية في ذلك، وأقرب إحصائية قبل طبع الكتاب هي إحصائية عام 1425هـ (2004م)؛ ذلك أنه بإمكان المؤلف الحصول عليها؛ لأنها قبل طباعة الكتاب بخمس سنوات، حيث يبلغ عدد سكان محافظة الأحساء عام 1425هـ (907734) نسمة تقريباً، راجع في ذلك كتاب (نتائج تفصيلية.. السكان والمساكن للعام 1425هـ (2004م) المنطقة الشرقية ص 39)، وهو موجود على موقع مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، ولا اعتبار لتلك الإحصائية باعتبارها قديمة جداً عن أقرب إحصائية من تاريخ الكتاب.

ثم إن المؤلف حدد فترة الدراسة إلى عام 1429هـ كما ذكر ذلك في ص 14، فكان من المفترض أن يلتزم بهذا التحديد. والكلام كذلك على الإحصائية المذكورة في ص 76، حيث ختم إحصائية سكان مدينة الهفوف حتى عام 1415هـ، وهذا في تصوري خطأ محض، وكان عليه أن يأتي بأحدث إحصائية وهي عام 1425هـ أو حتى عام 1429هـ وإن كانت تقديرية.

- هناك بعض المعلومات لم يوثقها المؤلف، ومنها: قوله ص 214: (وخلال زيارة فيدال للأحساء وصفها.....) وكذا ص 238: (يقول فيدال بينما تكون... إلخ) فإنه لم يوضح أين ذكر فيدال هذا الكلام، مع تحديد رقم الصفحة!! وقد تكررت هذه المسألة في مواضع كثيرة من الكتاب.

- في الكتاب أخطاء لغوية ومطبعية حريٌ بالمؤلف أن يتنبه أكثر في كتاباته القادمة؛ ذلك أن خلوّ الكتاب من هذين الأمرين يجعله ذا أهمية كبيرة.
نشرت هذه المقالة في: صحيفة الجزيرة (ورّاق الجزيرة)، يوم الأحد الموافق 29/7/1431هـ، العدد رقم (13800).

الاثنين، 15 سبتمبر 2014

علي بن الحسن العبدي (ابن المقلة)


علي بن الحسن العبدي

(ابن المقلة) (524 – 599هـ)
 
بقلم: عبدالله بن علي الرستم


تمهيد:

 إنَّ التعرُّفَ على سِيَر العلماء فيه من الفوائد الكبيرة التي لا تُحصى، والعلماءُ يختلفونَ في تحصيلهم العلميّ بدوافع تختلفُ باختلافِ الظروفِ الزمانيّة والمكانيّة، فهناكَ من يتعلّمُ من أجلِ المفاخرةِ، وآخر يتعلَّمُ من أجلِ المتاجرة، وهناك من يتعلم من أجل العلم ...الخ، من خلال هذا المنطلق تم البحثُ في سيرة أبي الحسن علي بن الحسن بن إسماعيل العبدي (ت599هـ)، وهو أحد العلماء المغمورين في بعض جوانب المعرفة، ولما لانتماء هذه الشخصية القَبَلي بصمةٌ في التاريخ في بعض ميادين الحياة المختلفة، تم لملمة أوراق سيرته من بطون الكتب؛ ليكون ضمن تلك السلسلة التي بلا شك أفادت واستفادت من الجوانب العلمية التي وصل لنا شئٌ منها، وغاب عنّا الكثير.

اسمه ونسبه:
هو علي بن الحسن بن إسماعيل بن أحمد [بن معروف][1] بن جعفر بن محمد بن صالح بن حسان بن حصن[2] بن معلى بن أسد بن عمرو بن مالك بن عامر بن معاوية بن عبد الله بن مالك بن عامر بن الحارث بن أنمار [بن عمرو][3] بن وديعة بن الكيدي[4] بن أقصى بن عبدالقيس بن أقصى[5] بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، أبو الحسن العبدي من أهل البصرة، يعرف بابن المقلة[6]، هكذا أملى نسبه على جماعةٍ[7].

وينبغي التنبُّه إلى لقب مترجمنا (ابن المُقْلَة)[8] الذي يشاركه فيه الخطاط محمد بن علي بن الحسن بن مقلة (ت 328هـ) والذي يلقب بـ(ابن مقلة) بدون أل التعريف.

أما أبواه فوالده لم أقع على ترجمةٍ له أو معلومات لها ارتباط بشخصيته، ووالدته هي الفقيهة أم علي الرشيدة بنت الفقيه أبي الفضل بن محمد بن علي بن المؤمل بن تمام التميمي المالكي لَمّا كانت بالبصرة كانت تعيش، وهي مؤدِّبة[9]. ولها شعرٌ سنأتي على ذكره.

 تاريخ ولادته ووفاته:
سُئل العبديُّ عن مولده، فقال: ولدت في شهر ربيع الأول من سنة أربع وعشرين وخمسمائة بالبصرة، وتوفي بها في اليوم الرابع والعشرين من شعبان سنة تسع وتسعين وخمسمائة[10]، وعند ياقوت أنه توفي في الرابع عشر من شهر شعبان عام تسع وتسعين وخمسمائة[11].

 سيرته:

إن سيرة مترجمنا العبدي سيرةٌ مليئةٌ بالعطاءِ في الجانب العلمي، وكذا ترحاله في طلب العلم، وهذا ما نلتمسهُ من خلال قراءتنا لسيرة شيوخه ومراسلاته الشعرية مع والدته، أنها شخصيةٌ هادئةُ الطِّباع، متديّنة متزّنة ومنزوية عن الدنيا وملذّاتها، ولعلّهُ كان يألفُ التِّرحال في أنحاء الأرض، إلا أن التاريخ لم يدوّن عن ترحاله سوى إلى ثلاثة أماكن وهي: بغداد حيث أخذ فيها العلم عن شيوخها الآتي ذكرهم، وكذا البحرين وجزيرة تاروت الواقعة على الساحل الشرقي من الجزيرة العربية، ولم يُفصح لنا التاريخ عن سبب رحلته إلى البحرين وتاروت، إلا أننا يمكن أن نقول ظناً وتخميناً أنه نظراً لقرب البصرة من هاتين الجزيرتين قد تكون تلك الرحلات إليهما زيارات عائلية ونحو ذلك، خصوصاً وأنَّ قبائل عبدالقيس كانت تقطن هذه المنطقة وهو ما يُسمى تاريخياً إقليم البحرين، وإلا لو كانت هجرته للعلم أو للتجارة لنُقل إلينا غرض هذه الزيارة، سواءً سرداً تاريخياً أو شعراً.

 
مكانته:
يبدو أن لأبي الحسن العبدي مكانةً كبيرةً في العِلم، وذلك بناءً على وصف مترجميه له، ولعلَّ وصف معاصره العماد الأصبهاني أبلغ من وصف غيره، خصوصاً وأنه كانت بينهما جَلَسات متعددة، يتم فيها تدارس العلم وخصوصاً الأدب والشعر، فمما قاله العماد الأصبهاني عنه[12]: شابٌ من أهلِ العلم وأصحابِ الحديث، متوقد الذكاء، وله يدٌ في علم العَروضِ والقَوافي.

 وقال الذهبي[13]: واشتغل وحدّثَ وصنّفَ وقال الشعر والترسّل، وثّقه الدبيثي[14] وروى عنه، وأثنى عليه، قال: لقيته بواسط.
 فمع هذه المكانة وإطراء الأصبهاني له بعبارة: (من أهل العلم وأصحاب الحديث) والذهبي في قوله: (وحدّث .. وثقة الدبيثي وروى عنه) دلالة أن له يداً في رواية الحديث، إلا أنه من خلال البحث لم أجد له اسماً في سندِ روايةِ حديث، ومع ذلك لا يمكن لنا التهاون بمكانته العلمية بمجرّدِ عدمِ العُثُورِ على رواية له!! فقد يكون بروز الأدب والشعر على شخصيته أكثر من رواية الحديث.

شيوخه[15]:
إن لأبي الحسن العبدي شيوخاً عِدّة، التقاهم وأخذ عنهم العلم، فقد قرأ الأدب على مجموعة من علماء عصره في البصرة وبغداد، وهم كما ذكرهم القفطي[16]:

-                  أبو علي بن الأحمر ( كان حياً عام 558هـ): الحسين بن أبي منصور، بن حامد بن أبي علي، بن مقلد، ابن الأحمر التميمي. من ولد عاصم بن عمير الحماني. شيخ كبير السن والقدر، غزير الأدب، وقاد الفكر. شعره متكلف جيد، كشعر الأدباء. لكنه متبحرّ في فنّه. أديب، أريب. عربيّ النجار، تميمي الفصاحة. وله رواية عالية بمجمل اللغة[17].

-                  أبو العباس ابن الحريري.

-                  أبو المعز بن أبي الدنيا.

 

وذكر ياقوت[18] آخرين غيرهم، وهم:

-                  أبو محمد جابر بن محمد الأنصاري.

-                  أبو العز طلحة بن علي بن عمر المالكي (ت 535هـ).

-                  أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبدالملك الواعظ.

-                  أبو إسحاق إبراهيم بن عطية الشافعي إمام الجامع بالبصرة.

-                  أبو الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري في بغداد (ت550هـ) له كتاب: المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر[19].

-      أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر البغدادي (ت550هـ): الحافظ الأديب المعروف بالسلامي، كان حافظ بغداد في زمانه وكان له حظٌ وافرٌ من الأدبِ، وأخذَ الأدبَ عن الخطيبِ أبي زكريا التبريزي، وخطه في غاية الصحة والإتقان، وكان كثير البحث عن الفوائد وإثباتها، روى عنه الأئمة فأكثروا، وأخذ عنه علماء عصره منهم الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي، وأكثر روايته عنه، وذكره الحافظ أبو سعد ابن السمعاني في كتبه. وكانت ولادته ليلة السبت خامس عشر شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة[20].

-      أبو بكر بن الزاغوني (ت 552هـ): محمد بن عبيدالله بن نصر البغدادي المجلِّد، حدث عنه ابن عساكر، والسمعاني، وابن الجوزي، وابن طبرزد، والكندي، وابن ملاعب، ومحمد بن أبي المعالي بن البناء، وعبد السلام بن يوسف العبرتي، ومحاسن الخزائني، وأبو علي بن الجواليقي، وعبد السلام بن عبد الله الداهري، وأبو الحسن محمد بن أحمد القطيعي، وآخرون، وآخر أصحابه بالإجازة أبو الحسن بن المقير. قال السمعاني: شيخ صالح متدين، مرضي الطريقة، قرأت عليه أجزاء، وكان له دكان يجلد فيها، طال عمره، وعلا إسناده[21].

 

تلامذته:

إن عَلَماً بحجمه لا يبعدُ أن يكون له عشراتُ من التلاميذ وروّاد العِلم، إلا أن المصادر التاريخية لم تُسعفنا بشيء من ذلك، حيث إن جميع من ترجم له أغفل التعرّض لتلاميذه، وربّما ذلك لعدم بروزهم واشتهارهم، أو لم يتم الترجمة لهم في الكتب المعنيّة، مثل: كتب الأدب والتراجم ونحوها.

مؤلفاته:
ذكر غير واحدٍ من أرباب التراجم كالقفطي في إنباه الرواة، وياقوت في معجم الأدباء .. وغيرهم، أن للعبدي مؤلفات، إلا إنهم لم يذكروا شيئاً من أسماء تلك المؤلفات.

        فمن أقوالهم حول مؤلفاته، قول القفطي[22]: له معرفةٌ بالأدب والعَروضِ، وله في ذلك مصنّفات. وقال ياقوت[23]: وعاد إلى بلده وخرّج لنفسه فوائد في عدّةِ أجزاء عن شيخه. وكذا قول الصفدي[24]: خرّج لنفسه فوائدَ عن شيوخه في عدّة أجزاء.

وسار على ذلك المتأخرون وساقوا كلام المتقدمين في مصنّفاتهم، إلا أن واحداً من المتأخرين[25] سمّى لنا كتاباً من تلك المصنّفات، حيث قال: "من تصانيفه (فوائدُ في الأدب) في عدّة أجزاء" ولم يوضّح لنا هويّة هذا الكتاب من حيث مكان طباعته وعدد أجزائه وصفحاته!!.

 

شعره:
بناءً على ما ذكره المصنّفون في ترجمة أبي الحسن العبدي، من أن له شعراً واهتماماً بالعَروض والأدب، إلا إنّهم لم ينقلوا لنا سوى قليل من شعره الذي أنشأه، حيث ذكر ياقوت[26]: هو شيخٌ فاضلٌ لهُ معرفةٌ بالأدبِ والعروضِ، ولهُ كتبٌ وتصانيفٌ في ذلك، ويقولُ الشعرَ ويترسل.
وقال معاصرهُ العماد الأصبهاني[27]: له يد في علم العروض والقوافي. كان خدم ببغداد سنة سبع وخمسين وخمس مئة. فلما انحدرت، في نيابة الوزير، إلى البصرة، في شوال من السنة رافقني إليها. وكنا نتناشد الأشعار، ونتذاكر طرف الأخبار. ومدة مقامي بالبصرة إلى أن خرجت منها في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين، ما كان يخل بمحاضرتي.

قال أبو عبدالله[28]: أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن العبدري[29] لنفسه [الخفيف]:
شيمتي أن أغض طرفي في الـ
وأصون الحديث أودعه صو

 
دار إذا ما دَخلتها لصديق
ني سري ولا أخون رفيقي 

قال: وأنشدني أيضا لنفسه [السريع]:
لا تسلك الطرق إذا أخطرت
قد أنزل الله تعالى:
)
ولا

 
 
لو إنها تفضي إلى المملكة
تلقوا بأيديكم إلى التهلكة
(
[30]


ومن شعره ما ذكره العماد الأصبهاني في ذم تاروت جزيرةٍ بالبحرين، عند كونه بالقطيف سنة أربع وخمسين وخمس مئة[31] [الخفيف]:
قبّح الله ليلتي ومَبِيتي
ليس عندي سِوى ثيابيَ شيءٌ
وحِصاني نِضْوٌ من الجوع مثلي

 
 
أتلَوَّى للجوع في تارُوتِ
مثل مَيْت قد حلَّ في تابُوتِ
فاقِدٌ قَتَّهْ كفقديَ قُوتي


وكما أسلفنا القول بأن والدة العبدي مؤدِّبةٌ ولها شعرٌ ومراسلاتٌ مع ابنها، وننقلُ ما ذكره العماد الأصبهاني في خريدةِ القصر[32]، وذلك قوله: وكان ولدها الأديب علي العبدي يتردد إليَّ، فقال لي: كنتُ غائباً عن والدتي في بعضِ أسفاري، فكتبتُ إليها قصيدةً طويلةً [البسيط]:
سِيّان إِنْ عذَرُوا فيكم وإنْ عذَلُوا
لا أكذِبُ الله ما لي غير حِبّكُمُ
وليس في النّاس لي لو كان ينفَعكُم
أشتاقُكم وبِوُدّي لو يواصلُني
وقد صحِبتُ أُناساُ واشترطتُ لكم
قلبي يميلُ إليكم دونَ غيرِكُمْ
ورُبَّما قلتُ للواشي إِليَّ بِكُمْ
صِلوا وصُدُّوا وجُورُوا واعدِلُوا وقِفُوا
مهما فعلتم فمحمولٌ ومغتفَرٌ

 
لأنَّني عن هواكم لستُ أنتقلُ
والاستزادةِ من وجدٍ بكم شُغُلُ
أَنْ تعلَمُوا ذاك منّي غيركم أَمَلُ
خَيالكُم لو بنومٍ كنتُ أكتحلُ
قلبي ويصحَبُهم جسمي وقد قَبِلُوا
وإِنْ صدَدْتُم وإِنْ صافَوْا وإِنْ وصَلُوا
هم الأَحِبَّةُ إِنْ جارُوا وإِنْ عدَلوا
عمّا أُحِبُّ فعندي بعدُ مُحْتَمَلُ
وما أمرتم فمسموعٌ ومُمْتَثَلُ


قال: فأجابت والدتي عنها بقصيدة منها [البسيط]:
لولا الأمانيُّ والتَّسويفُ والأمَلُ
وكلَّما اشتدَّ بي نارٌ تُعَذِبني
وقد تعلَّلْتُ أسباباً لرؤيتكم
أَهْذي بكم حَسْبُ ما أحيا فإِن حضَرَتْ
ناديتُ لا تأخُذُوا ثأري بهم هبةً
لأظُهِرَنَّ هوىً قد كنتُ أكتُمُه

 
ما كان يكنُفُني سهلٌ ولا جَبَلُ
فليس إِلا دموعُ العينِ تنهملُ
فكيف بي وبكم إن فاتتِ العِلَلُ
منّي الوفاةُ وَأوْفَى دُونِيَ الأَجَلُ
يا غايةَ السُّؤْلِ قد ضاقت بيَ الحِيَلُ
فليس لي في هوى أمثالِكم خَجلُ


قال: ولها أيضاً جواب شيء كتبته إليها فأجابت [الكامل]:
وَصَل الكتابُ وسِرُّه وضميرُهُ
فيما تضَمَّنه لأَجْلُوَ ناظري
بأَبي وأُمِّي ما اشتكيتَ من الأَسى

 
 
فظَلِلْتُ أُسْرِحُ ناظري وأُدِيرُهُ
وأقول يا مَنْ عَزَّ فيه نظيرُهُ
فاشتدَّ في قلبي فُدِيتَ زفيرُهُ


ومنها:
فسَلِ المُتَيَّمَ بَعْدَ بُعْدِ ديارِكمْ
كلفَتْه صَدّاً وبُعْداً عنكُمُ
يا مَنْ تأمَّرَ في الفؤاد تحكُّماً
ما كان تأخيرُ الجواب تثبُّطاً

 
من غيرِ سُوءٍ كيف كان مصيرُهُ
أمراً يَهُدُّ قُوَى الجبالِ عَشِيرُهُ
ما ذَلَّ من كان الجمالَ أميرُهُ
لا بل لأَسباب جرتْ تأخيرُهُ


قال: وكتبت إليَّ أيضاً وأنا بالبحرين، من قصيدة [الطويل]:
تحيّةُ ربّي كلَّ يومٍ مجدَّدٍ
إذا كنتمُ في الرَّبْع قَرَّتْ بقربه
ولا مرحباً بالرَّبْعِ لستم حُلُولَه

 
على رَبْعِ ذاتِ الخالِ ما هَبَّتِ الصَّبا
وقلتُ له يا رَبْعَ مَيَّةَ مرحبا
ولو كان مُخْضَلَّ الجوانب مُعْشِبا


ومنها:
صَبَوْتُ إليكم غيرَ طالبِ ريبةٍ
وأَلَّفْتُ بينَ الشَّوقِ والصَّبرِ عنكُمُ
ولمّا سألتُ القلبَ سلوةَ حُبِّكم

 
ولا غَرْوَ إِنْ قال العَواذلُ قد صَبا
فما اجتمعا بل كان شوقُك أغلبا
وشاورتُه فيما أُحاوِلهُ أبى


ومنها:
وما استطعمتْ نفسي طعاماً بلذّة
فيا منتهى الآمالِ يا منتهى المُنَى
تَوخَّى كتابي وابْعَث لي رسالةً

 
ولا استعذبتْ من بَعْدِ بُعْدِك مَشْرَبا
أُردِّدُها حتّى أَهِيمَ وَأَطْرَبا
كتاباً بليغاً عن كتابك مُعْرِبا


وأنشدني أيضاً لوالدته الرشيدة هذه من قصيدة أولها:
عُوجا علي أرضهم غداً ولِجا
ثُمَّ اسألا عنهم الدِّيارَ عسى

 
والْتَمِسا لي من حبّهم فَرَجا
تُظهِرُ لي من جوابها حُجَجا


ومنها:
لا تمدَحَنْ غيرَ مَنْ تُجَرِّبهُ
فكم دخيلٍ بغيرِ معرفةٍ
واصْبِرْ لصَرْفِ الزَّمان محتسِباً
لا تُؤْكَلُ القِدرُ غيرَ ناضجةٍ

 
فرُبَّما يستحقُّ منك هِجا
غير عليمٍ بأنَّهُ خَرَجا
بما طواه الزَّمانُ وانْدَرجا
وجادَ أكلُ الطَّعامِ إِن نَضِجا


ولها أنشدني ولدها علي العبدي [الوافر]:
تضايقتِ الأُمورُ فَدَتكَ نفسي
إذا أعياك أمرٌ في مُهِمٍّ
فثِقْ باللهِ فَارِجِ كلِّ هَمٍّ

 
بلا شكوى ويُوشكُ أن تَضيقا
ولم تلحقْ لمخرجهِ طريقا
وسَلْ من بَعْدِ ذالِكُمُ الصَّديقا


وأنشدني أيضاً ولدها عليٌّ لها [السريع]:
دَعْ سالفَ الأمواتِ لا تَبكْهِمْ
ما أنت بالخالد من بعدهمْ

 
وابْكِ على نفسك يا جاهلُ
أنت على آثارهم راحلُ


وأنشدني لها ولدُها مَرْثِيَةً [الطويل]:
أقولُ ولم أبلُغْ نهايةَ فضلِها
تشيرُ فلا يَعْيا الصَّواب برأيها
وإِن تَكُ قد ماتت لنا أُسوةٌ بمَنْ
وفاطمةُ الزَّهراءُ بنت مُحَمَّد

 
 
بكاك ويبكي الوالدُ المتندِّمُ
يَعِزُّ علينا كيف تُنسَى وتعدمُ
مضى قبلَها فيما يُظَنُّ ويُعلَمُ
عليها سلامُ الله ماتت ومَرْيَمُ


إن ذِكْرَنا لشعر والدة العبدي، يفصحُ عن أن الشعر والأدب متأصلٌ فيه، لما للتربية من دورٍ في ذلك، وكما هو واضحٌ في الرابطة الحميمة بين العبديِّ ووالدته من خلال المراسلات الشعرية، ذلك أن المراسلات الشعرية لها دورٌ في صقل الموهبةِ أكثر فأكثر، ويبدو أن لديها شعراً غير الذي ذكره العماد الأصبهاني برواية ابنها أبي الحسن العبدي، كما أنه قد يكون له شعرٌ غير الذي ذكرناه، إلا أن هذا ما استطعنا الوقوع عليه.

 
ختاماً:
هذا ما تيسّر لنا جمعه من سيرة أبي الحسن علي بن الحسن بن إسماعيل العبدي المعروف بـ(ابن المقلة) أو (ابن العلماء)، لنكون بذلك قد أسهمنا في جمع شتات ما يتعلق بشخصية من الشخصيات العلمية في الأدب والعروض، ولا شك أن ما فاتنا كثيرٌ.



[1] إنباه الرواة على أنباه النحاة، علي بن يوسف القفطي (ت 624هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي – القاهرة + مؤسسة الكتب الثقافية – بيروت، الطبعة الأولى – 1406هـ (1986م)، 2/ 242-243، ترجمة رقم (447).
[2] في إنباه الرواة (بن خضر) 242.
[3] إنباه الرواة، القفطي، 242.
[4] في إنباه الرواة (بن لكيز) 242. وهو الأصح.
[5] في إنباه الرواة (بن أفصى) بالفاء 242 وكذا الأولى (بن أفصى). وهو الأصح.
[6] في إنباه الرواة (يعرف بابن العلماء)، 242، وفي مختصر تاريخ الدبيثي للذهبي (يُعرف بابن المعلمة) 1/296.
[7] معجم الأدباء، ياقوت الحموي، دار الفكر – بيروت، الطبعة الثالثة – 1400هـ (1980م)، 13/88-90، ترجمة رقم (15). والوافي بالوفيات، صلاح الدين خليل الصفدي (ت 764هـ)، تحقيق: أحمد الأرناؤوط – تركي مصطفى، دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة الأولى – 1420هـ (2000م)، 20/213، ترجمة (300).
[8] المُقْلَة: شحمة العين التي تجمع السواد والبياض وقيل هي سوادها وبياضها الذي يدور كله في العين وقيل هي الحَدَقة، وقيل هي العين كلها. راجع: اللسان، ابن منظور، مادة (مقل). ويشار في هذا الصدد أن (مقلة) اسم جدٍ للخطاط، في حين أنه لقبٌ لمترجمنا.
[9] خريدة القصر وجريدة العصر، العماد الأصبهاني، 1/280 (العبدي البصري).
[10] إنباه الرواة، القفطي، 2/242-243.
[11] معجم الأدباء، ياقوت الحموي، 13/88-90.
[12] خريدة القصر وجريدة العصر، العماد الأصبهاني، 1/280 (العبدي البصري).
[13] تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق الدكتور/ عمر عبدالسلام تدمري، دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة الأولى – 1407هـ (1987م)، 42/401.
[14] مختصر تاريخ ابن الدبيثي، اختصره الذهبي، 1/296 ترجمة رقم (1101)، والدبيثي هو: محمد بن سعيد بن يحيى، أبو عبدالله ابن الدبيثي: مؤرخ، من حفاظ الحديث. من أهل واسط. نسبته إلى (دبيثا) من نواحي واسط (558-637هـ).
[15] قمنا بترجمة شيوخ (ابن المقلة) بناءً على ما توفر لدينا من معلومات عنهم، ومن لم نجد له ترجمة ذكرنا اسمه كما وردت عند القفطي وياقوت.
[16] إنباه الرواة، القفطي، 2/242-243 + معجم الأدباء، ياقوت الحموي، 13/88-90.
[17] خريدة القصر وجريدة العصر، العماد الأصبهاني [بتصرف]، ذكر له العماد الأصبهاني شعراً في مدح أحد القضاة.
[18] معجم الأدباء، ياقوت الحموي، 13/88-90. والوافي بالوفيات، الصفدي، 20/213.
[19] كشف الظنون، حاجي خليفة،
[20] وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر – بيروت، 1900، 4/293، ترجمة (624).
[21] سير أعلام النبلاء، شمس الدين الذهبي، 20/278، ترجمة (186).
[22] إنباه الرواة، القفطي، 2/242-243.
[23] معجم الأدباء، ياقوت الحموي، 13/88-90
[24] الوافي بالوفيات، الصفدي، 20/213.
[25] هدية العارفين "أسماء المؤلفين وآثار المصنّفين"، إسماعيل باشا البغدادي، دار إحياء التراث العربي – بيروت، 1/703، [د.ت].
[26] معجم الأدباء، ياقوت الحموي، 13/88-90.
[27] خريدة القصر وجريدة العصر، العماد الأصبهاني، 1/280 (العبدي البصري).
[28] معجم الأدباء، ياقوت الحموي، 13/88-90، وإنباه الرواة، القفطي، 2/242-243.
[29] العبدي، وليس العبدري .. وأظنّه وهماً من ياقوت، أو خطأٌ مطبعي؛ لأن من ينتسب إلى عبدالقيس لا يقال له عبدري!!، بل يقال له عبدي.
[30] سورة البقرة: 195.
[31] خريدة القصر وجريدة العصر، العماد الأصبهاني، 1/280 (العبدي البصري).
[32] خريدة القصر وجريدة العصر، العماد الأصبهاني، 1/280 (العبدي البصري).


نشر هذا البحث في مجلة (الساحل) - تصدر من بيروت، العدد 21.

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...