الاثنين، 27 سبتمبر 2021

قراءة في كتاب: معجم نساخ الكتب في الأحساء للذرمان


قراءة في كتاب (معجم نُسّاخ الكتب في الأحساء "القرن 11 14هـ") لمؤلفه الأستاذ/ عبدالله بن عيسى الذرمان

 بقلم: عبدالله بن علي الرستم

تعريف وقراءة: 
جاء هذا الكتاب بقلم أحد أبناء الأحساء، والذي يفاجئنا بين فترة وأخرى بكتابٍ يتناول زاوية من تاريخ الأحساء الكبير، وهذه المرّة جاء كتابه عبارة عن زاوية من زوايا التاريخ العلمي للأحساء، وهو: (معجم نُسّاخ الكتب في الأحساء "القرن 11 14هـ") صدر الكتاب عن مؤسسة يسر للعلوم الشرعية والتربوية، وذلك عام 1442هـ، ويقع في 368 صفحة من الحجم الوسط، وذكر ما عدده 203 شخصيات من النسّاخ، مع وضع نماذج من الصور الخطية التي عليها أسماء النسّاخ.

 تعرّض المؤلف لعناوين عدة كتمهيد للدخول إلى المحتوى الأساسي، منها ما يتعلق بعناية أهل الأحساء بالكتب، وقد أتى على ذكر شواهد تاريخية حول اهتمام العلماء والتجّار من أهالي الأحساء باقتناء ووقف الكتب، وأشار في ذات الوقت إلى أن أقدم نصٍ وقع عليه حول هذا الأمر يعود إلى القرن التاسع الهجري، حيث ذكر قولاً للسخاوي حول السلطان أجود بن زامل وعنايته بجمع الكتب، حيث يقول السخاوي: (وله إلمامٌ ببعض فروع المالكية، واعتناء بتحصيل كتبهم).اهـ

 عرّج بعدها المؤلف بالتعريف بمفهوم نسخ الكتب، وعناية الأحسائيين بنسخها سواءً أكان النسخ لأنفسهم أو لأشخاص آخرين، كأن يكون الآخرون حكّاماً أو علماءَ أو تجار أو غيرهم؛ وذلك ليكون الانتفاع من الكتب المنسوخة في مجالات مختلفة، كالانتفاع العلمي أو الحفظ أو نشر مؤلفات العلماء، ولها فوائد أخرى كالوقف والإعارة والإهداء ونحو ذلك من الفوائد الكثيرة جرّاء نسخ الكتب.

بعد ذلك ذكر المؤلف أسماء النسّاخ مع تراجم مختصرة عنهم، وسرد أسماء الكتب التي نسخوها، بمعيّة المصادر التي استقى منها المعلومات لكل شخصية.

وهنا لي جولةٌ مع الكتاب على وجه السرعة، حيث دوّنتُ بعض الآراء علّها تكون في صميم الكتاب وفكرته ومحتواه:

 1. فات المؤلف أن يسلّط الضوء أو أن يذكرَ ما جاء من الدراسات التي سبقت هذه الدراسة، فالمألوف في الدراسات العلمية أو الأكاديمية وحتى البحوث الحديثة غير الأكاديمية أن تذكر ما سبق الدراسة محل الكتابة من بحوث ودراسات، وأحب الإشارة إلى أنه قد كتب في هذا الميدان باحثان من الأحساء، هما:

* من نسّاخي الكتب في الأحساء، الأستاذ/ أحمد عبدالهادي المحمد صالح، مجلة الواحة العدد (37) عام 2005م.

 * نسّاخ الكتب في الأحساء (حلقتان)، الشيخ/ محمد بن علي الحرز، مجلة الواحة العددان (56) عام 2009م وَ (57) عام 2010م.

وقد أتى الباحثان على أسماء كثيرة ممن مارس نسخ الكتب من الأحسائيين، ورد بعضها في هذا الكتاب، وبعضها لم يرد.

 2. قام المؤلف بتقسيم النسّاخ بناءً على القرون، وهو أمرٌ جيّدٌ، إلا أن الأمر الذي أود ذكره أنه لم يذكر تاريخ ميلاد ووفاة كثير من المترجم لهم من النسّاخ، وغرض ذكر تاريخَـي الولادة والوفاة، أنهما جزءٌ من الترجمة، حيث هذا المتّبع في كتب التراجم أيّاً كان نوع التراجم، خصوصاً وأن بعض الشخصيّات تتنقل من منطقة لأخرى، وبعضهم لا توجد قرينة على أنه كان في الأحساء أو ولد وتوفي بها!! مثل: ص67 رقم (7) الشيخ زيد بن إسماعيل بن زيد، والذي لا توجد قرينة على أنه نسَخَ أو ولد أو توفي في الأحساء، وفي ص83 رقم (19) الشيخ عبدالله بن محمد بن زيد الشافعي، وغيرهما كثير في الكتاب على هذه الصفة.

3. رغم الجهد المبذول في هذا المعجم، إلا أنه جاء مختصراً جداً، خصوصاً وأن الأحساء تعتبر حاضرة علمية، يفد إليها العلماء وطلاب العلم من جهات عدة، وهو ما أشار إليه المؤلف في ص19 بقوله: "اشتهرت الأحساء عبر تاريخها العلمي بكثرة العلماء، ووفرة الأدباء، وبروز الأعيان والوجهاء، حتى غدت مناراً حضارياً يقصده النجباء، ومنهلاً علمياً يغترف منه طلاب العلم الفضلاء"اهـ.

ولو أتينا إلى تراجم أعلام الأحسائيين في الفنون والعلوم لما استطاع باحثٌ إحصاؤهم، فكان من الأفضل لو أخذ المؤلّف جولة على الأحساء بمدنها وقراها، وقصد العلماء والباحثين في كل بلدة، فلا شك أنه سيتحصل على أعداد تفوق هذا العدد المذكور في هذا المعجم.

 4. جاء المؤلف على ذكر بعض النسّاخ في فصل (عناية أهل الأحساء بالكتب) ص31، مثل: مطرود بن محمد أبو ذيب الخطّي، حيث نسخَ كتاب (سمط النجوم العوالي بأنباء الأوائل والتوالي) للشيخ عبدالملك العصامي، ويبدو أن المؤلّف نسي أن يضمّنه في متن الكتاب ويخصّه بترجمة.

 5. في ص157: ذكر المؤلف اسم الناسخ: عبدالعالي بن محمد بن حسن بن رمضان، وفي ص57 ذكره باسم: عبدالعلي بن حسن بن محمد بن رمضان، والملاحظ في الاسم أن هناك اختلافاً في اسم الأب والجد، ويبدو أن الصواب عبدالعالي بن محمد، كما ورد في قيد النسخ لكتاب "دلائل الخيرات" ص158.

 ختاماً:

على ما دونته من آراء وملاحظات، يبقى الكتاب إضافة للمكتبة الأحسائية التي يرفدها الكثير من الباحثين بكتاباتهم وبحوثهم بشكل مستمر، ونسأل الله التوفيق للباحث وبقية الباحثين في نشر تراث الأحساء المخطوط، وما يتعلق به من بحوث تاريخية وتراثية وعلمية.


 

الاثنين، 20 سبتمبر 2021

أدب الجدران

 


أدب الجدران

 عبدالله بن علي الرستم

الجدران جمعٌ مفردها (جدار)، والمقصود من العنوان، هو: استخدام الكتابة على الجدران كنوعٍ من التعبير عما يختلج النفس من أمور، وقد نقلت كتب الأدب والتاريخ شيئاً من ذلك، وحريٌ بأن يتم تناول هذه المسألة من جميع النواحي، فقد تناول بعض الدارسين في الوقت الراهن هذه المسألة في دراسات شتّى، يجد المهتم تلك الدراسات أو المقالات منشورة على موقع الشبكة العالمية للمعلومات، وهي متعددة من حيث الرؤية التي يحملها الكاتب نفسه، سواءً تعاطى معها من جانب نفسي أو اجتماعي أو نحو ذلك، في الوقت ذاته تجد الكثير من الصور المبثوثة على القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية التي هي في ذات الوقت تُعدُّ رصيداً جيداً لمن يريد دراسة الظاهرة.

ومما يُنقل في هذا الشأن على سبيل المثال لا الحصر، ما قاله السيوطي في تاريخ الخلفاء 277: "وفي سنة ست وثلاثين أمر – يقصد المتوكّل العباسي – بهدم قبر الحسين [عليه السلام]، وهدم ما حوله من الدور، وأن يعمل مزارع، ومَنَعَ الناس من زيارته، وخُرِّبَ وبقي صحراء، وكان المتوكل معروفاً بالتعصّب، فتألم المسلمون من ذلك، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد، وهجاه الشعراء ...الخ".

وفي هذا الصدد نُقل عن أبي الحسن علي بن أبي بكر بن علي الهروي (ت 611هـ) صاحب كتاب (الإشارات إلى معرفة الزيارات) أن المنذريَّ قال عنه ص5 أنه: "كان يكتب على الحيطان، وقلّما يخلو موضعٌ مشهورٌ من مدينة أو غيرها إلا وفيه خطّه، حتى ذَكر بعض رؤساء الغزاة البحرية أنهم دخلوا في البحر المالح إلى موضعٍ وجدوا في برّه حائطاً وعليه خطّه"، وأكد ذلك ابن خلِّكان بقوله: "إنه – الهروي – لم يترك برّاً ولا بحراً ولا سهلاً ولا جبلاً من الأماكن التي يمكن قصدها ورؤيتها إلا رآه، ولم يصل إلى موضعٍ إلا كتَبَ خطّه في حائطه، ولقد شاهدتُ ذلك في البلاد التي رأيتها مع كثرتها".

والشواهد كثيرة، حيث تُعد الجدران مساحة حُـرَّة لمن يريد أن يعبّر عمّا يريد دون أن يكتب اسمه، وكم قرأنا الكثير من تلك الكتابات على الجدران ذات الطابع المختلف، سواءً كانت كتابات ساخرة، أو حِكَم، أو مقتبسات، أو أبيات شعرية، أو نحو ذلك.

إلا أن الأمر المرفوض في هذا الشأن هو أن تكون الكتابات خادشة للحياء، وتشويه المرافق العامّة بهذه الكتابات، خصوصاً إذا كان الكاتب لا يجيد النحو ولا الإملاء ولا يجيد استخدام الألوان، والحديث في هذا الشأن ذو شجون كما يُقال.




 

الأحد، 19 سبتمبر 2021

بيان الفوائد - شرح فوائد الشيخ الأحسائي للجيلاني

 


بطاقة الكتاب:

اسم الكتاب: بيان الفوائد "شرح فوائد الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي"

المؤلف: الشيخ/ محمد نصير الجيلاني (ق 13)

تحقيق: أحمد عبدالهادي المحمد صالح

الناشر: دار المحجة البيضاء – بيروت

لجنة التحقيق والنشر التابعة للمرجعية الأحقاقية المباركة

تاريخ الطبعة: الطبعة الأولى – 1443هـ (2021م)

عدد الصفحات: 671 صفحة

 

بقلم: عبدالله بن علي الرستم

 عرض وتعريف:

لا زال قلمُ الأستاذ/ أحمد عبدالهادي يواصل عطاءه في مشوار تحقيق المصنّفات التي لم تأخذ نصيبها من التحقيق والنشر، وهو إتمامٌ لمشاريع سابقة انتهت ورأت النور بعد مصاعب وعقبات تخطّاها بفضل عزيمته التي – إن شاء الله – ستواصل العطاء في تحقيق مخطوطات أخرى وتنال نصيبها من النشر.

يأتي هذا الكتاب الذي يُعد من أوائل شروح كتاب (الفوائد) للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (ت 1241هـ) لأحد مريديه وتلامذته وهو الشيخ/ محمد نصير الجيلاني (القرن الثالث عشر)، ويتميز هذا الشرح بحسب قول المحقق أنه "اتسم الشرح الذي بين أيدينا لهذه الفوائد بأنه شرحٌ وافٍ، مدعومٌ بآيات القرآن الكريم والأحاديث الصادرة عن بيت أهل العصمة عليهم السلام، ويتعرّض الشارح في أول المباحث إلى إعراب الجملة المشروحة مختصراً ومشيراً إلى بعض الفوائد اللغوية، ثم يتعرض للشرح مع ذكر الآراء الفلسفية المطروحة في المسألة، وقد تعرّض لمسائل ونظريات مهمة في العرفان والفلسفة مثل: وحدة الوجود، وإبطال القول بأن الشرور أمور عدمية ...الخ". وهذا الجو من الشرح الفلسفي ناتج عن اهتمام الشارح الشيخ الجيلاني بالقضايا الفلسفية والعرفانية، وهو ما يُعرف من مؤلفاته التي ذكرها المحقق في ترجمة الشارح، وهذا الشرح يكشف عن غزارة علم الشيخ الجيلاني، والتي توشّحت بشيء من التطرق إلى اللغة والعقيدة والفلسفة، ومعرفته بمطالب الشيخ الأحسائي عليهما الرحمة.

وقد تضمّن الكتاب على شرح اثنتي عشر فائدة، وهي على النحو التالي:

1. في تفصيل الأدلّة الثلاثة: الحكمة والموعظة والمجادلة.

2. في معرفة الوجود.

3. في الوجود المطلق.

4. في تقسيم الفعل في الجملة.

5. في تتمة الملحقات.

6. في قسمة الوجود المقيّد.

7. في خلقة الأشياء في ستة أيّام.

8. في أن الأشياء لا تتجاوز أوقاتها.

9. في أن كل شيء لا يدرك وراء مبدئه.

10. في أن الله خالق الوجود الذهني والخارجي.

11. في صدور الأفعال عن الإنسان.

12. في ثبوت الاختيار.

وقد اعتمد المحقق على نسختين خطّيتين، الأولى: صورة من نسخة محفوظة في المكتبة الوطنية بإيران. الثانية: صورة من نسخة محفوظة في مكتبة جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية.

ويُعد الأستاذ/ أحمد، من المهتمين بفكر الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، قراءة وتحقيقاً وكتابةً وهذا مما يساعد على فهم فكر المدرسة وعطائها ويضفي عليها بصماته الخاصّة، فقد سبق هذا التحقيق عدة كتب ذات صلة في هذا المجال، مثل:

1- أعلام مدرسة الشيخ الأوحد.

2- مسائل حول الحقيقة المحمدية.

3- إجازة الشيخ أحمد الأحسائي للشيخ الكلباسي.

4- مصطلحات علم الكلام عند الشيخ أحمد الأحسائي.

5- هدي العقول إلى أحاديث الأصول، للشيخ محمد بن عبدعلي آل عبدالجبار.

وغيرها من المصنّفات ذات الصلة بهذه المدرسة، والتي – كما أسلفتُ – تساهم في فهم فكر المدرسة ومصطلحاتها.

والملاحظ في الكتاب محل الحديث أن المحقق بذلَ جهداً كبيراً في إخراج هذا الكتاب إلى النور، من تحديد عنوان الكتاب، وضبط النص، واستخراج الروايات والمقارنة بين النسختين، ووضع العناوين الفرعية، وغيرها من مسائل التحقيق المعروفة، والتي تتطلب جهداً للحفاظ على محتواه الكتاب وتسلسل أفكاره.

نسأل الله العلي القدير للأستاذ/ أحمد عبدالهادي وبقية المهتمين بالتراث الأحسائي الفقهي والروائي والعقدي والتاريخي التوفيق والسداد في استخراج كنوز هذه المنطقة إلى النور لتعمّ الفائدة.


الاثنين، 6 سبتمبر 2021

مخرج 15 أم جادة الكتب؟!


مخرج (15) أم جادّة الكتب!!

 بقلم: عبدالله بن علي الرستم

 يُعد الكتاب من وسائل التعليم المهمة عبر القرون، فبه تتباهى الأُمم بالخزائن التي أنشأتها لأجله، وبه يتفاخر الأعلام بمقتنياتهم منه، وغير ذلك من الأمور ذات الصلة.

وفي هذا الصدد، تُعد العاصمة السعودية (الرياض) من الـمُدن التي تحتل الصدارة من حيث وفرة المكتبات مقارنة بمدن المملكة الأخرى، ولا زالت تقاومُ في الحفاظ على وجودها، بالرغم من وجود التِقانة المتطوّرة التي حظي بها الكتاب والتي تحوّل خلالها من الورق إلى عالم الكتاب الحاسوبي أو الالكتروني، فبعض المدن التي كان للكتاب في تاريخها حضور بدأت تتقلص مكتباتها شيئاً فشيئاً ولذلك أسبابٌ كثيرة ليس هنا مكان مناقشتها، ومع غياب بعض المكتبات التي لها تاريخ في مدينة الرياض عبر الإغلاق أو تقليص الفروع، إلا أنه لا زال هناك مكتباتٌ تعتمد الكمَّ والكيفَ في آنٍ معاً، وله كذلك الكتاب -  حضورٌ وسوق رائجة.

وفي ظل هذه المسألة صارَ تجمعٌ لبعض المكتبات في مكان واحد دون تنسيقٍ مُسـبق حسب متابعتي وهذا التجمّع للمكتبات الذي كان موزّعاً على أحياء الرياض (ولا زال) صار تجمّعٌ كما أسلفتُ في مكانٍ لم يكن فيه في السابق إلا مكتبات محدودة جداً ولا تشكّل ظاهرة بارزة، حتى صار الأمرُ أشبه بالمكان المشهور لكل من يسأل عن كتابٍ ما وهو (مخرج 15) الواقع بالدائري الشرقي، بحيث أصبح عدد المكتبات فيه في الوقت الحالي ما يقارب (15 مكتبة) بعد غياب بعض المكتبات المهمّة فيه، إلا أنه لا زال هذا التجمّع هو الأشهر في نظري رغم وجود بعض التجمعات الأخرى التي بحاجة إلى التفاتة وعدم نسيان من قبل عاشقي الكتب الورقية.

أعود لعنوان المقال، والذي رغم شهرة مخرج (15) وأنه مكان لبيع الكتاب الجديد والمستعمل، بحيث تباع فيه المقررات الدراسية القديمة والجديدة وكتب أخرى في شتّى صنوف المعرفة، في ظل هذا كانت للأستاذ/ مزيد العصيمي محاولة لتسمية المكان بـ(جادّة الكتب) عبر وسائل التواصل الاجتماعي على غرار شارع المتنبي في بغداد، وسور الأزبكية في القاهرة، لكن يبدو أن المحاولة لم تأخذ نصيبها من الشهرة من حيث تعميم هذه التسمية، حتى أنه تبادر لذهني لو أنّ كاتباً روائياً أنتج عملاً أدبياً يحمل هذا الاسم (مخرج 15) لكان شيئاً جيداً، وهذا المقترح ليس مزاحاً بل هو تخليدٌ لمكانٍ له من الشهرة نصيبٌ يحمل جزءاً من الذكريات لكل مثقفٍ يقصد الرياض في بعض المواسم أو على مدار السنة إن أراد، خصوصاً وأن في هذا المكان مكتبات مهمّة وبعض دور النشر، ولا أستطيع تسمية بعضهم لأن كل أصحاب المكتبات في هذا المكان وغيره من أصحاب المكتبات بالرياض أعزائي وأحبابي، حيث تربطني ببعضهم وشائج علاقة تمتد لمدة 25 سنة، وعليه تستحق مكتباتهم الزيارة لما فيها من الكنوز ما لا يُحصى، ومن التنوّع المعرفي ما لا يُذكر.

ولا يزال هذا المكان (مخرج 15) أحد أهم المواقع التي حريٌ بالمثقفين زيارته سواءً لمتابعة مستجدات الكُتب، أو رصد حركة البيع والشراء، أو للبحث عن كتبٍ ذات طباعة محددة، أو نحو ذلك، خصوصاً وأن بعض هذه المكتبات لها حضور في ثقافة طلبة الجامعات والمعاهد والكلّيات، حيث يشهد هذا المكان اكتظاظاً بشرياً بداية كل فصلٍ دراسي جديد، والباعة في تلك المكتبات يحملون من الثقافة الشيء الجميل من معلومات حول بعض الكتب وأسماء المؤلفين والمحققين ودور النشر وكل ما له صلةٌ بالكتاب، وأهم شيء يحمله أولئك هو الصبر والأخلاق الحميدة وسعة الصدر والمرونة في التعامل، ونأمل أن يصبح هذا المكان موئلاً للمثقفين مع زيادة عدد  المكتبات ودور النشر لنحظى بنشاطٍ دؤوب في المحافظة على الكتاب وتسويقه، خصوصاً وأن الكتاب في هذا المكان وغيره لا زال يباع إجمالاً بسعر معقول، وهو ما يحفّز القارئ على الشراء أو الزيارة أو بهما معاً.

 

صحيفة الجزيرة

الاثنين ٢٩ محرم  144٣ه‍ (٦ سبتمبر 2021م)

العدد رقم (١٧٧٩٥)

https://www.al-jazirah.com/2021/20210906/wo1.htm

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...