الأحد، 30 مايو 2021

طريق الحج الأحسائي - ش. محمد علي الحرز

 


بطاقة الكتاب:

اسم الكتاب: طريق الحج الأحسائي .. المعالم والتاريخ

المؤلف: الشيخ/ محمد علي الحرز

الناشر: دار المحجة البيضاء بيروت ، دراية للنشر والتوزيع القطيف

تاريخ الطبع: الطبعة الأولى 1442هـ (2021م)

عدد الصفحات: 613 صفحة.

 بقلم: عبدالله بن علي الرستم

 عرض وتعريف:

أطلَّ علينا في هذا العام 1442هـ كتابٌ مهمٌ في بابه، وثريٌ بمعلوماته، وبِكر في عناوينه، حيث تكمنُ أهمية الموضوع في ارتباطه بطريق الحج لإقليمٍ سار على هذا الدرب طيلة أربعة عشر قرناً من الزمان، والمعلومات حوله متناثرة في بطون الكتب، وجَـمعُها يحتاج إلى جهدٍ وطاقةٍ من باحثٍ كالشيخ الحرز سلّمه الله، فالمؤلِّف غنيٌ عن التعريف بعطائه التاريخي والتوثيقي، والكتاب يأخذ بمجامع همّة القارئ منذ البداية وحتى النهاية، وذلك لقيمة الكتاب ومحتواه الذي قلّ من تحدّث عنه في بطون الكتب المعنية، فأتى المؤلِّفُ على جمع شتات تلك المعلومات ويعالج وضعها في لوحةٍ رائعةٍ من روائع درره التي يبثّها في بحوثه.

جاء الكتاب ليسد ثغرة في تاريخ طُرقِ الحج، حيث من كتب عن طرق الحج الأُخرى كثير، مثل: طريق الحاج العراقي والشامي والمصري واليمني، إلا أن طريق الحاج الأحسائي لا توجد عنه إلا إشارات سريعة في بحثٍ هنا أو هناك، فجاء هذا الكتاب ليساهم في سد الفجوة في طرق الحج. والجميل أن الباحث الشيخ جاء بالشواهد وفق التسلسل التاريخي، منذ العصور الإسلامية الأولى مروراً بدولة القرامطة فالعيونيين والعصفوريين، ودور الجبريين في مدّ جسور التواصل بين الأحساء والحجاز، مع إسهام كبيرٍ في حفظ طريق الحجيج، كالتصدّي لقطّاع الطرق واستقطاب العلماء إلى الأحساء، ودعم التجارة بين المنطقتين، وتكثير الأعطيات للمجاورين في الحرمين، ثم عن دور آل مغامس فالدولة العثمانية الأولى ودورها في العناية بطريق الأحساء الحجاز؛ ليأتي الدور في إكمال المسيرة على دولة بني خالد وعنايتهم بالحجيج وطرق الحجيج.

 


لم يغفل الشيخ الحرز عن مناقشة المصاعب والمخاطر ذات الصلة بطريق الحاج، مع ذكر الجهود المبذولة في تأمين طريق الحج لكل دولة من الدول المذكورة، والتعريف بالمصطلحات القديمة عند الجغرافيين والبلدانيين القدماء، مع ذكر المسافة بين الأحساء والحجاز والعوامل المؤثرة في تحديد طريق الحج، حيث هناك طريق مباشر إلى مكة المكرمة وهذا حال استتباب الأمن حيث كان الطريق بإيجاز   من الأحساء إلى اليمامة يمرُّ بدرب برجد فحوجّان مروراً بدرب مزاليج (الحني) ثم من اليمامة مروراً بالحريق والقويعية إلى عفيف فالبديعة ثم المويه ثم إلى مكة المكرمة، وهناك طريق غير مباشر حال وجود شيء من القلاقل والفوضى التي يثيرها مشاغبوا الطريق من قطّاع الطُرق في مواقع القبائل التي يمر عليها طريق الحاج الأحسائي.

 

كذلك كان من ضمن محتويات الكتاب عدد الحجاج الذين يسلكون هذا الطريق، وانتماءاتهم العرقية، حيث يلتحق بموكب الحاج الأحسائي جماعة كثيرة من إيران والبحرين وعُمان وقطر والكويت والهند، وذلك نتيجة للجهود المبذولة في تأمين طريق الحاج الأحسائي بجهود أمرائها، يضاف في هذا الصدد أن المؤلف جاء على ذكر أمراء الحج الأحسائي في زمن كل دولة، وعن دور أمير الحاج ومواصفاته، نظراً للمهمة الكبيرة التي يتولاها أمير الحاج كمعرفته بالمواقع، وحسن تصرّفه في الأزمات كونه يمثّل الدولة التي تحكم منطقة الأحساء. ومع أن كسوة الكعبة كانت تُصنع في أماكن متعددة، فقد كان للأحساء شرف صناعة كسوة الكعبة وذلك في عهد الدولة السعودية الأولى، وعهد الدولة السعودية الثالثة، مع تعريجٍ وتعريف بأماكن حياكتها، حيث عُرفت الأحساء واشتهرت بصناعة النسيج وخياطة المشالح  التي تصدرها لمختلف المناطق على مدى سنوات، وكان كثير من الزعماء يفضّلون البشت الحساوي، وقد اختصت عدة من الأسر الأحسائية بهذه المهنة، كعوائل: العمّار والمهدي والحرز والخرس والمحمد صالح والخواجه والرمضان والقطان ...الخ، وعليه ففي العهد الأول للدولة السعودية بعد أن سيطر الإمام سعود بن عبدالعزيز على مكة المكرمة عام 1220هـ، واستطاع عزل الشريف غالب من إمارتها، ونتيجة للظروف المختلفة لتلك الفترة، أمر أن تُصنع الكسوة في الأحساء نظراً لشهرتهم في صناعة النسيج والمشالح، فكانت تُرسل الكسوة في السنوات التي حكمها الإمام سعود من الأحساء إلى مكة المكرّمة، حيث كان مكان صنعها في منزل/ عيسى بن شمس بمدينة المبرّز في شارع الحاكَة بحيّ المجابل، وكذلك في عهد الملك عبدالعزيز تشير المصادر إلى أن الكسوة تُرسل من الأحساء وذلك عام 1343هـ، بالإضافة إلى صناعة المداد من الخوص التي أرسلت كذلك من الأحساء.

 


ونظراً لاحتلال الأحساء هذا الدور الكبير والمهم في العناية بطريق الحاج الأحسائي، كانت هناك رسائل من الحكومة الفارسية في الفترة (907 1148هـ) لأمراء الأحساء والتي بلغت أحد عشر رسالة ذكرها الشيخ في كتابه هذا، موثقاً إياها، مع تعريجٍ لملامح الحركة العلمية للأحسائيين في الحجاز، كنسخ الكتب، وأخذ الإجازة، واستقطاب العلماء، واللقاء بكثير منهم، وغير ذلك من المسائل ذات الصلة في هذا الميدان، حيث جاء الباحث على ذكر ذلك كلّه موثقاً بالمصادر، وهذا ما جعل الكتاب كبيراً في حجمه، نظراً لحجم المعلومات المهمة في هذا الشأن، وليكون الكتاب شبه شاملٍ لكل ما يتعلق بطريق الحج الأحسائي، ولا شك أن عملاً بِكراً في هذا الميدان تقع فيه بعض الهِنات والتي لا تفقد البحث قيمته العلمية، ففي الأثناء التي كان يلتحق بعض حجاج البلدان المجاورة بالركب الأحسائي نتيجة للظروف الأمنية كما ذكر المؤلف الحرز، فإن هناك عملية عكسية فاتت المؤلف، وقد ذكرها صاحب كتاب (منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم) لعلي السنجاري (ت 1125هـ) 5/367 أنه في عام (1115هـ) كان عدد الحجاج قليلاً ولم يوضح الأسباب حيث التحق الحاج الأحسائي بالركب الشامي مع العجم، ويبدو أن ظروفاً أمنية جعلت نسبة عدد الحجاج قليلاً.

 نسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد للمؤلف الشيخ الحرز في بحوثٍ أخرى، وفي طبعات لاحقة لهذا الكتاب المهم.

صحيفة الجزيرة، الاثنين ٩ ذو الحجة 1442هـ (١٩ يوليو 2021م)، العدد رقم (١٧٧٥٣)

https://www.al-jazirah.com/2021/20210719/wo2.htm

السبت، 22 مايو 2021

وقفة سريعة على كتاب الذريعة ومستدركاته


وقفة سريعة على كتاب الذريعة ومستدركاته

لا أحد يجهل ما لكتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) للشيخ/ محمد محسن الطهراني (ت 1389هـ) المعروف بـ(آغا بزرك الطهراني) من قيمة علمية مهمة، فالكتاب ينبئ عن جهد شخص واحد في مجال واحد، ناهيك عمّا سطّرته يراعة المؤلف في مجالات أخرى، حيث المطلع على سيرة الطهراني يدرك أن سميراه القرطاسُ والقلم. ولعل قصة تأليف الكتاب غير خافية على الباحثين والعلماء، ذلك أن عبارة كتبها/ جرجي زيدان - الكاتب المعروف - في كتابه (تاريخ آداب اللغة العربية 6/ 3) قوله: "ومن أن ما يقال في شأن كتب الإمامية إن صحّ فقلد لعبت بها أيدي سبأ، فهي أشبه شيء بالوهم والخيال، وأن من يُدعى له الفضيلة منهم فقد ذهب ذكره مع حديث أمس الدابر، وهل هم اليوم إلا رمّة بالية لا يستفاد بهم ولا بآثارهم). اهـ.

وقد أثارت هذه العبارة غيرة علماء الشيعة، ودفعت بثلاثة منهم إلى التصدي لهذه الكلمات، وهم: السيد حسن الصدر حيث ألّف كتابه (تأسيس الشيعة الكرام لعلوم الإسلام)، والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء حيث ذكر ردوده ونقوده على جرجي زيدان وغيره في كتابه (المراجعات الريحانية)، والشيخ آغا بزرك الطهراني حيث ألّف هذا الكتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) ويقع يقع في 26 مجلداً، وموسوعة أخرى اسمها (طبقات أعلام الشيعة) في التراجم.

وشأن هذا العمل الموسوعي الذريعة شأن غيره من الموسوعات الفردية، التي بذل فيها كتّابها الجهد الكبير لإتمام ما بدؤوا به، شأن ذلك السهو والنقص ونحو ذلك، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى الظروف العصيبة التي صُنّف فيه كتاب الذريعة، والاستدراك لا يقلل من شأن الكتاب الأساسي؛ بل هو البذرة الأساس التي دعت المستدركين أن يواصلوا العمل. وقد صدر على كتاب الذريعة عدة مستدركات، وهي:

1- مستدرك الذريعة إلى تصانيف الشيعة، للسيد أحمد الحسيني، وقد صدر الكتاب في مجلدين عن مجمع الذخائر الإسلامية ومركز كربلاء للدراسات والبحوث عام 1436هـ (2015م)، ومقدار ما استدركه السيد الحسيني هو (1740) كتاباً، جزاه الله خير الجزاء.

2- مستدرك الذريعة إلى تصانيف الشيعة، للأخ الفاضل الشيخ/ أحمد علي مجيد الحلّي، وقد صدر الجزء الأول منه عن مكتبة الإمام الحكيم العامة والعتبة العباسية المقدسة عام 1440هـ (2019م)، ومقدار ما استدركه وأضاف معلوماتٍ له الشيخ الحلّي في هذا الجزء (500) كتابٍ، جزاه الله خير الجزاء، وذلك بمناسبة مرور خمسين عاماً من رحيل الشيخ آغا بزرك الطهراني.

3- تكملة الذريعة إلى تصانيف الشيعة، للسيد محمد علي الروضاتي، يقع في مجلدين.
4- إلى استدراك الذريعة، للسيد محمد الطباطبائي البهبهاني المعروف بـ(منصور)، صدر الكتاب عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث التابع للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة.

ويبقى كتاب (الذريعة) نجماً ومصدراً مهماً من بين المصادر لمعرفة ما للشيعة من تراثٍ مكتوب أو مخطوط. ومع شديد الأسف أن اللغة التي تحدث بها جرجي زيدان لا زالت تجري على ألسنِ بعض المعاصرين ممن يوصفون بالعلم والتتبع، حيث تصدر عنهم بين فينة وأخرى عبارات لا تليق بشخص عاديٍ فضلاً أن يكون طالب علم، وهذا إن دلّ فإنما يدل على مرضٍ مستشرٍ في النفوس وهو نكران ما للآخرين من عطاءٍ وجهدٍ ساهمت بما لديها في رفعة الإسلام عن طريق المؤلفات في جميع العلوم.

والحديث عن موسوعة (الذريعة) ومؤلّفها لا تكفيه هذه السطور القليلة، إنما هي وقفةٌ وتعريف سريع بها وذكر ما تم استدراكه عليها، نسأل الله تعالى للسيد الحسيني الصحة والسلامة في إخراج ما لديه من كنوز، والموفقية لعزيزنا الشيخ الحلّي في إكمال ما بدأ به من استدراك وإضافة حول (الذريعة).

ونسألكم الدعاء.



 


علي جواد الطاهر .. وجهوده في التاريخ - للدكتور/ عبدالله الحيدري


علي جواد الطاهر .. وجهوده في التاريخ للأدب في المملكة العربية السعودية


عرض وتعريف:

سررتُ بصدور كتيّب يتحدث عن الدكتور/ علي جواد الطاهر (ت 1417هـ)، وسرّني أكثر أنه بقلم الدكتور/ عبدالله الحيدري، والذي يفاجئنا بين الفينة والأخرى ببعض الإصدارات التي تنم عن تتبع هادئ، وليس هذا غريباً على الحيدري وفقه الله لإصدارات أخرى. صدر الكتيّب عن دارة الملك عبدالعزيز - مشكورة - هذا العام 1442هـ في 106 صفحات. 

وقد رصد الحيدري جهود الطاهر في كل ما يتعلق بكتابه (معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية) من بدايات الكتابة فيه على شكل حلقات بمجلة العرب مروراً بمتابعة الطاهر لكل حلقة يكتبها في المجلة، وانتظاره ردود الفعل على تلك الحلقات المنشورة أو حينما صدرت الطبعة الأولى في مجلدين عام 1405هـ، وذلك بعد أن كوّن علاقات متينة بأدباء المملكة ومثقفيها وشعرائها وأساتذتها الجامعيين، والكتاب معجم المطبوعات - يعد رائداً في مجاله، خصوصاً وأن الدكتور الطاهر صاحب قلمٍ ثريٍ مفعم بثقافة موسوعية وهمّة ونشاطٍ قلَّ نظيرهما، وهذا يلمسه من له عناية واهتمام ومتابعة لإصدارات الطاهر في مجال الأدب والنقد والتحقيق، وكما قال عنه الدكتور/ عبدالله الوهيبي: (لقد بذل في تحرير هذه الموسوعة جهداً كبيراً، ليس ذلك فحسب، بل وأخذ يتصل بمن يستطيع الوصول إليه ممن له صلة بما ورد في الموسوعة بغية إظهارها قليلة الأخطاء قدر الإمكان).

 ويتميز الحيدري في هذه الدراسة برصد متأنٍ ومتابعة دقيقة لمصطلحات الطاهر في كتابه (معجم المطبوعات)، بدءاً من التعريف به وبكتابه المعجم، مروراً بآراء الدكتور الطاهر في الأدب السعودي تاريخه وشعره ونثره ووظيفته؛ ليأتي بعدها تسليط الحيدري الضوءَ على انطباعات الطاهر وتعليقاته ومنهجه النقدي الذي يرى الحيدري أن الطاهر يطرح رأيه بحيادية تامّة دون محاباة أحد، وذلك عبر استخدامه قدرته النقدية في وصف شعراء كبار بأنه مجرد ناظمين للشعر ولا يرتقي مستواهم إلى الفحولة الشعرية، ورفع شعراء مغمورين لم يُلتفت إليهم من قبل راصدي الحركة الأدبية في المملكة، بحيث يبني آراءه دون الاعتراف بنعوت الآخرين إزاء شعر ونثر فلان وفلان من الأدباء، خصوصاً وأن الطاهر يتميز بذائقة أدبية عالية، مع تخصص في هذا المجال. 

وأحب الإشارة إلى كلمة مهمة ذكرها الدكتور الوهيبي حول الدكتور الطاهر، وهي: (إن علي جواد الطاهر كان زاهداً كل الزهد في أي عائدٍ مادّيٍ يأتيه من مجلة "العرب" لقاء ما نُشر فيها من مقالات كان القرّاء يتلهفون على متابعتها، وعندما أصرّ حمد الجاسر على مكافأته طلب منه ألا يُفسد ما بينه وبين "العرب" بإدخال موضوع المادة بينهما).

أما عن الخاتمة حول قيمة كتاب (معجم المطبوعات) وأثره وطريقته وإحصائية لما رصده الطاهر في معجمه، مع موازنة بين كتابه وكتب أخرى سابقة ولاحقة، مع تسميةٍ للحيدري ورصد بلغة الأرقام لتلك الإصدارات، مع قيام الحيدري بتصحيح بعض ما وقع في معجم الطاهر والتي لا تقلل من حجم هذا العمل، وهذه التفاتة جديرة بالعناية عند الحيدري، حيث لم ينبه على تلك الأخطاء الراحل حمد الجاسر أو فاتته والذي كان صديقاً للطاهر، ورغم التعديلات التي ذكرها الحيدري أحب الإشارة إلى أنه لم يوفق في معلومة، وهي: في ص31 قال: (حدد مكان ميلاد عبدالله آل عمير بمحلة (النعائل)، والصواب (النعاثل)، وهي قرية معروفة في الأحساء). اهـ. والصواب: أن النعاثل ليست بقرية؛ بل هو حيٌ من أحياء الهفوف ولا زال إلى يومنا هذا. 

أجدد شكري وإعجابي باختيار الدكتور الحيدري شخصية الدكتور/ علي جواد الطاهر بدراسة معجمه وإصداره في كتيّب، مع أملي أن يواصل الحيدري في دراسة ما تبقى من تراث الطاهر، ومنهجه النقدي والتحقيقي والتعليمي في مؤلفاته الأخرى، فهي لا تقل شأناً عن (معجم المطبوعات)، وأعلم أن الحيدري له القدرة على هذه المهمّة، وأحب الإشارة أخيراً أن المعجم يقع في 4 مجلدات بواقع 1994 صفحة لكافة المجلدات.

 http://bshaer.net/?p=21418


https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=5246393158765012&id=100001831403883

الثلاثاء، 18 مايو 2021

فواصل قرآنية لأبي الرضي


الكتاب:
فواصل قرآنية "وقفات تأملية في معاني الآيات وأساليبها البيانية"

المؤلف: عيسى بن مبارك الربيح

الناشر: بسطة حسن

تاريخ الطباعة: الأولى 1442هـ

عدد الصفحات: 392 صفحة

عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

 التعريف بالكتاب:

أطلّ علينا في نهاية شهر رمضان المبارك لهذا العام 1442هـ كتاب في التأملات القرآنية، وما أحوجنا لمثل هذه التأملات كثقافة نتعاطاها في حياتنا اليومية، أو قراءات موثقة في كتاب، وليس جديداً أن يطلَّ علينا أبا الرضي أ. عيسى بهذه التأملات التي قضى شطراً منها بين الكتب المعنية بشؤون التفسير والأغراض البلاغية واللغوية؛ ليجلي بعض الغموض عنها، خصوصاً وأنها تتحدث عن أشرف كتابٍ عرفته البشرية وهو (القرآن الكريم)، وأستطيع أن أشبه هذه التأمّلات بكتب الأمالي وتحديداً (أمالي الشريف المرتضى) وذلك لمشابهتها في تناول الآيات الكريمات وشرحها مستعيناً بعلم اللغة والبلاغة، والنصوص الروائية المروية عن محمد وآل محمد عليهم السلام، مع التعريج والاستئناس والمقارنة بآراء المفسّرين الذين لهم قدمٌ راسخة في هذا الميدان، والتي رجع لها المؤلف مستفيداً وموثقاً لما يعزز تلك الآراء التي طرحها في كتابه.

أجلتُ النظر في ورقات الكتاب، وقرأتُ بعض فواصله متأملاً ومستفيداً من تلك السطور التي كُتبت بعناية، وذلك من خلال جولات المؤلّف المتعددة بين كتب اللغة والبلاغة؛ جامعاً ومقارناً وراصفاً تلك الفواصل وفق خطة تساعد القارئ على الانسجام بلغة رائعة غير معقّدة، وإيجاز غير مخل في الموضوع الواحد، وكما أسلفتُ القولَ أنها أشبه بالأمالي، وهي كذلك، حيث كان أبا الرضي ينشرها على شكل فوائد وتأمّلات بين يومٍ وآخر على مدى سنواتٍ خمس تقريباً، علّه يحظى بمراجعة أو مناقشة من قبل بعض المهتمين.

جاءت هذه التأمّلات متنوّعة ومنتقاة من القرآن الكريم، فهي ليست بتفسيرٍ، ولا تخضع لتسلسل معيّن لآيات القرآن الكريم، بل هي تنقلات بين آية وأخرى، ومن لطائف الالتفاتات عند المؤلف التفريق بين الكلمات التي يُظن فيها الترادف، أو التي يذهب لها العامّة أنها ذات دلالة واحدة، مثل قوله ص63 حول (الشك والرَّيْب)، حيث أفاد أن الشك حالة عقلية، والريب حالة عقلية ونفسية، وهنا تكمن أهمية التدبّر، وغيرها من الكلمات والآيات التي يكشف عنها الغوامض.

ومن الآيات التي سلّط عليها المؤلف الضوء، التالي:

1- قوله تعالى: (قالوا أأنت فعلتَ هذا بآلهتنا يا إبراهيم * قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون).

2- قوله تعالى: (ألهاكم التكاثر * حتى زرتمُ المقابر).

3- الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسنُ عملاً وهو العزيز الغفور).

وغيرها من الآيات الكريمات التي جعل مفتاح تأملاته بتمهيدٍ، ثم التعريج على دلالة بعض المفردات، ثم التفريع ببعض العناوين ذات الصلة بمفردات الآية الكريمة، معززاً أقواله بآراء العلماء، ثم ختام الفاصلة التي يبيّن فيها خلاصة جولته في تأمله للآيات الكريمات، والتي بلغت تسعة عشر عنواناً أو فاصلة كما أسماها.

 ختاماً:

كم هو جميلٌ أن يتناول الأخوة من الباحثين التأمّل في القرآن الكريم، خصوصاً من يمتلك أدوات البحث في هذا الميدان، وكم نحن بحاجة إلى تعزيز ثقافتنا القرآنية عبر القراءة والمناقشة والاستفادة من وسائل التواصل. بارك الله في المؤلِّف والمؤلَّف، سدد الله خطاه ورزقه بصيرة في دينه وكتابه العزيز. ونصيحتي للشباب والقُرّاء الكرام، أن ينوّعوا في قراءاتهم فيما يساهم في تعزيز الثقافة القرآنية.


الأربعاء، 12 مايو 2021

السيد محمد حسن الشخص .. تاريخ مشرق وحياة حافلة

بطاقة الكتاب:

اسم الكتاب: السيد محمد حسن الشخص .. تاريخ مشرق وحياة حافلة

المؤلف: علي محمد عساكر

تاريخ الطبع: الأولى 1442هـ (2021م)

عدد الصفحات: 378 صفحة

بقلم: عبدالله بن علي الرستم


 التعريف بالكتاب:

لا أخفي اهتمامي وإعجابي بشخصية السيد/ محمد حسن الشخص رحمه الله، وذلك أني قرأت عنه في بعض كتب التراجم، واستمعتُ له عن طريق التسجيلات بعض المحاضرات التي شدني فيها أسلوبه وعرضه الخطابي، وسمعتُ عنه بعض القصص الجميلة، وجهوده ونشاطاته وغير ذلك. ولذا سرّني أن يصدر هذا الكتاب الذي يوثّق سيرة ومسيرة الراحل السيد/ محمد حسن الشخص (ت 1408هـ) بقلم أخينا وعزيزنا الأستاذ/ علي عساكر.

ولا يخفى على من اطلع على كتب التراجم أنها تسير على اتجاهات متقاربة، تختلف مع بعض في طريقة العرض، إلا أن المنهج متشابه بشكل كبير واحتوائها على بعض التفاصيل عند هذه الشخصية أو تلك. لذا جاء الكتاب محتوياً على مقدمة عن أسرة الشخص ومنشؤها مع تعريف يسير بأبرز أعلامها كالسيد/ محمد باقر الشخص، والسيد/ عبدالحسين الشخص، وغيرهما من أعلام هذه الأسرة.

جاء الفصل الثاني متحدثاً عن صاحب السيرة الخطيب السيد محمد حسن الشخص، مولده ونشأته وتربيته وهجرته إلى الكويت، مع مرور على حياته العلمية والبيئة التي عاشها، حيث إن الخطيب الشخص عاش في كنف عمّه السيد/ محمد باقر الشخص بعد وفاة أبيه، حيث تلقى العلم في الحوزة العلمية النجفية على يد عمّه السيد باقر الشخص، والشيخ كاظم الهجري، والشيخ عبدالكريم الفرج القطيفي والسيد عبدالهادي الشيرازي، مروراً على سماته وقِيَمهِ الأخلاقية. والمطلع على سيرة السيد الشخص أنه صاحب نشاطات متعددة، اجتماعية ودينية، حيث قام بأدوارٍ كبيرة ومتعددة نتيجة الظروف الاجتماعية والسياسية التي عاشها، وذلك لما يمتلكه من مقوّمات ومزايا جعلت اسمه بارزاً في بعض تلك الأنشطة، كالسعي في قضاء حوائج الناس، وتواضعه وكرمه وسخائه وجرأته وشجاعته في كثير من المواقف، ومن جهوده مواجهته للمد الشيوعي من خلال المنبر الذي حاول اكتساح العراق والتي جرّت عليه الويلات نتيجة نقده وجرأته على هذا المد، حيث تعرّض من خلال ذلك أن هُدد بالقتل، وملاحقة السلطة العراقية له آنذاك، ومن مواقفه أنه طالب ببعض الخدمات البلدية إبّان إقامته في العراق، ومن جهة أخرى تمثيله الشيخ كاشف الغطاء في المؤتمر الإسلامي في القدس، وغيرها من النشاطات الإسلامية والإنسانية المتعددة.

جاء الفصل الثالث والذي تحدث فيه المؤلف عن نشاطات أخرى للسيد الشخص وهو النشاط الأدبي والثقافي والحراك العلمي، فقد كان عضواً في بعض الأندية واللجان الثقافية، وحاضراً بقلمه وقصائده في المناسبات المختلفة، مع مساهمة فعّالة في طباعة كتب غيره من العلماء والأدباء، مؤثراً ذلك على نفسه، حيث تناسى طباعة كتبه وإنتاجه باستثناء المقالات التي كانت تُنشر له في الصحف والمجلّات، وحضوره بعض الفعاليات الثقافية المتنوّعة، وقد خلّف من هذا النشاط بعض الكتب التي خطّها يراعه وإن شاء الله تلقى النور قريباً.

أما الفصل الرابع فقد كان عن السيد الشخص الخطيب، والذي تم نعته بـ"خطيب الخليج" وذلك لتنقله في معظم دول الخليج خطيباً حسينياً وعامراً لمجالس الحسين عليه السلام، في الأحساء والقطيف والبحرين والكويت والعراق، وهذا الفصل يذكره كثيرٌ ممن عاصره، خصوصاً وأنه يعد من الخطباء المعاصرين، حيث توفي عام 1408هـ، فقد تناول المؤلف مساعدة السيد الشخص لبعض الخطباء والتنسيق بينهم وأصحاب المجالس الحسينية من أجل القراءة في المواسم، مع مرورٍ بذكر أساتذته في الخطابة وتصنيفه ضمن المنبر التاريخي، وذلك لتأثره بخطابة أساتذته كالسيد صالح الحلّي. تناول المؤلف سمات خطابته المنبرية كالعرض التاريخي، والجرأة في نقد الأوضاع الاجتماعية والدينية و السياسية، مع رد الشبهات وقوّة تأثيره في المستمعين لمجلسه ونحو ذلك.

أما خاتمة المطاف فكانت عن ساعة الرحيل، والتي لاقى فيها ربّه بجوار أجداده عليهم السلام، وذلك في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، حيث كان مثواه الأخير حال زيارته للنبي وعترته عليهم السلام؛ ليكون قبره بالقرب من أئمة البقيع عليهم السلام، منتقلاً من داء الفناء إلى دار البقاء بعد أن ترك بصمة في كثير من محطات الحياة، وقد رصّع المؤلف جزاه الله خيراً تلك المسيرة ببعض الصور للسيد رحمه الله وصور بعض كتبه.

 


قال السيد/ هاشم بن السيد عبدالرضا الشخص مؤبناً الراحل السيد/ محمد حسن الشخص:

من للمنابر بعد فقد سيّدي = إذ كنت كوكبها وفصل خطابها

رزٌ تجرّعه النبي وآله = وبه أصاب الدهر آي كتابها

قد كنت تنثر من بديعك أحرفاً = ساغت مناهلها لدى طلابها

قد جئتُ أسعى للربوع وزهرها = لأشمّ مستافاً شذى أطيابها

 

ختاماً:

أعلم أن هذا التعريف لا يفي بالغرض، إلا أنه وصفٌ سريع للحروف التي سطّرها الأستاذ/ علي عساكر عن سيرة عَلَمٍ من أعلام المنبر الحسيني، فإن المؤلف بذل جهده في تقصّي تفاصيل حياة السيد بالقدر المستطاع، موثقاً تلك المعلومات من مصادرها التي حصل عليها، ونسأل الله له التوفيق في إصداراتٍ أخرى.

نُشر هذا التعريف في صحيفة بشائر الالكترونية:
http://www.bshaer.net/2021/05/11/cwr/

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...