الجمعة، 22 يونيو 2018

رسالة في أن للموصى إليه بالتزويج ولاية أم لا؟ - عرض وتعريف



















بقلم: عبدالله بن علي الرستم

اسم الرسالة: رسالة في أن للموصى إليه بالتزويج ولاية أم لا؟
المؤلف: الشيخ خلف بن الشيخ عبد علي آل عصفور الدرازي البحراني
تحقيق: الشيخ/ محمد مدن عمير القطيفي
الناشر: دار السداد لإحياء التراث البحرين + القطيف
تاريخ الطبع: الطبعة الأولى 1438هـ (2017م)
عدد الصفحات: 55 صفحة

التعريف بالرسالة:
شرع المحقق بالتعريف بصاحب الرسالة الشيخ/ خلف بن الشيخ عبد علي بن الشيخ أحمد آل عصفور الدرازي البحراني (ت 1208هـ) والذي يختلف عن شخصية أخرى تشابهه في الاسم وهو الشيخ/ خلف بن عبد علي بن الحسين العصفوري البحراني صاحب شرح (سداد العباد) لجده الحسين العصفوري، مما أوقع بعض المترجمين في شبهة بين الشخصيتين، حيث أشار المحقق إلى الاختلاف بينهما.
وأبان إلى عظمته من خلال كتب التراجم التي أتت على اسمه بالتبجيل والتعظيم لسعة علمه وقوّة حافظته، حيث كما قيل: إنه كان يحفظ كتاب (الوسائل) للشيخ الحر العاملي بأسانيده عن ظهر قلب. وقد كان للشيخ عدة تلاميذ منهم ابنه الشيخ أحمد.
وتاريخ الرسالة يعود إلى عام 1176هـ، ونسخها يعود إلى عام 1177هـ.

تصدَّرت الرسالة نقل آراء العلماء المختلفة في أن للمُوصى إليه بالتزويج ولاية أم لا؟، حيث أحال المحقق تلك الأقوال التي ذكرها الشيخ خلف إلى مصادرها من كتب أعلام الإمامية، وتبيين مواضعها من المصادر ، وهي رسالةٌ قصيرةٌ في مسألة فقهية، عنوانها يفصح عن ذلك.
ثم بعد ذلك شرع الشيخ خلف في تبيين الآراء التي نقلها بالنقض والاستدلال، حيث سلّط الضوء على بعض المصطلحات ببيان جليٍّ، مثل: معنى الصغير: هل هو الصغير/الصغيرة دون النكاح أو الصغير من بلغ سن النكاح أم المجنون أم غير ذلك، وقد تناول الشيخ خلف ذلك بالتفصيل مع تبيين المراد من كل مفردة، مستنداً في ذلك على روايات مدرسة أهل البيت عليهم السلام، والروايات التي فسّرت بعض الآيات المرتبطة بأمر التزويج والوصية؛ لأنه الشيخ خلف لا يعتمد على أقوال المفسّرين ما لم يقرنوا ذلك بما صدر من روايات أهل بيت العصمة عليهم السلام كما نقل المحقق في مقدمته.
وقد فنّد الشيخ/ خلف بعض الأقوال التي كما يراها لا تستقيم مع مطلب الروايات، وقد اكتفى في استدلالاته على رواية أو روايتين تفيان بالغرض، مع ذكره بأن المطلب لا يحتمل الإطناب بقيام الحجّة في الدليل الذي استدلّ به، أي: إن الأدلّة لديه فيما يناقشه كثيرة؛ بيد أنه يكتفي بدليل واضح وجليٍّ. ولا بأس بالإشارة إلى أن الشيخ/ خلف يستخدم السجع في حديثه، وهي طريقةٌ اعتادها بعض الأعلام، بيد أنه ليس من السجع المتكلّف، وفي هذا إشارة إلى أن لبعض الأزمنة طرقاً في التعبير ولغة تناسب زمانهم.

وقد بذل المحقق الشيخ/ محمد عمير جهده في إخراج هذه الرسالة إلى النور عبر لمساته الفنّية التي يتطلبها هذا العلم، وذكر منهجه في مقدمته، حيث اعتمد على نسخةٍ خطّيّة فريدة، وذكر مواصفاتها، وقام بتخريج ما ورد في الرسالة وإيعازه إلى مصادره، وأضاف بعض العناوين التوضيحية لتسهيل معرفة المطلب للقارئ، وأضاف بعض الكلمات في متن الرسالة ليستقيم المطلب مع توضيح ذلك بعلامات يعرفها أصحاب الفن، وغيرها من الأمور الفنّية التي أضافها الشيخ بناءً على أصول علم التحقيق والإخراج. يضاف في هذا الصدد أن الشيخ/ محمد عمير له عدة تحقيقات صدرت وغيرها سوف يصدر لاحقاً. نسأل الله له الموفقية والسداد في إخراج تراث علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

الاثنين، 11 يونيو 2018

الثقافة .. مشروع فكري وليس طقطقة



الثقافة .. مشروع فكري وليس طقطقة

بقلم: عبدالله بن علي الرستم

جميلٌ أن نرى شريحة كبيرة من المتعلمين انكبابهم على اقتناء الكتب، وتفعيل القراءة في حياتهم اليومية، واستنهاض ملكة النقد والتقييم فيما يقرؤون، وفوائد أخرى يجنيها القارئ من فعل القراءة؛ وهذه الحصيلة من القراءة وتفعيل ملكة النقد والتقييم أمرٌ جميلٌ، حيث يساهم ذلك في صقل كثير من المواهب والطاقات الكامنة لدى هذا الإنسان الذي عُرف بين أقرانه بأنه مثقّف.

وفي ظل هذه المسألة من الانشغال بالثقافة لدى الإنسان، حريٌ به أن يعلم بأن الثقافة مشروعٌ فكريٌ وليس اقتناص بعض المسائل من بعض الكتب التي تجعله نقل أفكار غيره مؤيداً أو معارضاً دون أن تكون له بصمةٌ فيها، ذلك أن أخذ أقوال الآخرين ونقلها لا يعد ثقافة بالمعنى الحقيقي؛ بل هي مجرد نقل معلومات وجهود الآخرين فحسب، أما الثقافة الحقيقية فهي تستوجب السعي الحثيث في قراءة الواقع من عدة زوايا، وقراءة الحدث أو الموضوع محل العناية بجميع أبعاده، وليس بالضرورة أن تكون له بصمةٌ في ذلك التحليل أو الموضوع محل المناقشة، بيد أنه يستوجب عليه أن يعي أبعاد الموضوع ومتعلّقاته، بحيث إن كان مؤيداً أو معارضاً فليكن مستوعباً قبل نقل آراء غيره.

إضافة على ذلك، حريٌ بالإنسان أن يعيش الفكرة قلباً وقالباً، وأن تكون للفكرة واقعاً مُعاشاً وليس سباحة في عالم الخيال والانشغال بغير الأهم. حيث إن الانشغال بالثقافة لا يعني قراءة مجموعة من الكتب التي تدعم فكرة الشخص دون قراءة ما يعارضها أو ما يعالجها من جميع أبعادها؛ بل عليه أن تكون القراءة والبحث همّاً في حياته، وجعلها مشروعاً بحثياً من ناحية نظرية أو كتابيّة، كذلك عليه أن لا يستخدم لغة الجزم فيما اقتنع به أو توصّل إليه جرّاء قراءته لبعض الكتب في ذات الفكرة؛ بل عليه أن يكون متأنّياً في الطرح والمناقشة وهادئاً حال وجود آراء معارضة لما يذهب إليه.

ومما يؤلم أن شريحة من الناس تنشغل بِهَمِّ القراءة ردحاً من الزمن، ويناقش أفكاره وما توصل إليه مع شريحة لا تعيش هَمَّ الفكرة ولا هَمَّ القراءة، وهذا مما يجعل الإنسان يعيش حالةً من الزهو في عدم وجود من يصدّه أو يخالفه في الفكرة أو حتى يناقشه لسلكه الطريق الخطأ في مناقشة الأفكار. كذلك هناك شريحة تتوقف عند قراءة عشرات من الكتب ويرسم حياته وأفكاره بناءً على هذه القراءة المجتزأة، بحيث يتوقف عن فعل القراءة بناءً على تحصيله السابق في قراءاته لمجموعة من عشرات الكتب، وهذا من الخطأ الفادح الذي يعيشه شريحة من المثقفين، بينما المطلوب أن يكون الإنسان مواصلاً لما بدأه؛ لأن فعل القراءة والبحث سيلغيان بعض النتائج، وستصدمه الحياة بما اقتنع به قبل سنوات حال استمراره في القراءة والبحث والتمحيص؛ لأن العقل الناقد – إذا واصل القراءة - لا زال متوهجاً ومعاصراً لما يُطرح، بل ومعايشاً للواقع أكثر من الخيال الذي ربما يسبح فيه دون أدوات صالحة للاستعمال.

وأخيراً: إذا لم تكن القراءة مشروعاً ثقافياً للحياة، فستكون النتائج أقل من المرجوّ، بل ربما تكون نوعاً من الترف الثقافي الذي أشبه ما يكون بالطقطقة لإبراز الشخص نفسه، ويضع نفسه في قائمة المثقفين الذين لم يصنعوا شيئاً للحياة وضيّعوا وقتهم في قراءات لم تنضج بفعل التوقف.

الأربعاء، 6 يونيو 2018

هل القراءة مخيفة؟!


هل القراءة مخيفة؟!

بقلم: عبدالله بن علي الرستم

لا أعلم ما الذي يجعل كثيراً من الناس تأنف من القراءة!! والبعض الآخر يراها محطة تدمير لا تحرير من قيود الزمن، وحالُ بعضهم يراها أنها مضيعةٌ للوقت، وآخرون ...الخ. في حين أن شريحة كبيرة تُمارس هواياتها – غير القراءة - وتمنحها الوقت الطويل والذي قد يؤثر على واجبات أخرى، فيا ترى هل فعل القراءة خوفٌ من أمر ما، أم من شيء آخر؟!

بفضل الله عز وجل، أمارس القراءة منذ وقت طويل ليس بالضرورة تحديد بداياتي في ذلك، المهم أنّي أقرأ وأستفيد وأُفيد، وأنوّع قراءاتي عبر التنقل في أكثر من حقلٍ من حقول المعرفة، ومن خلال الوقت استطعت تمييز الغث من السمين، وانتقاء الجيّد من الرديء، فلولا القراءة لما عرفت التمييز بين هذا وذاك. ولعل سائلاً يسأل: وماذا بعد معرفتي بذلك؟! أقول: إن معرفة الشيء خيرٌ من جهله؛ لأني لا أخاف من معلومة تصدمني، في حين أن من لا يقرأ نراه ينصدم بمعلومة، وتارة لا يصدّق هذه المعلومة وتارة ...الخ، وهذا بفعل عدم ممارسة القراءة، ومن هنا على من لا يقرأ أن يجرّب تدريجياً ممارسة القراءة ولو في المجالات التي يحبّها، فالقراءة تمنحك سعة أفقٍ وقدرة في التفكير أوسع من عدم ممارستها.

يبقى القول أنه يجب أن لا نخشى القراءة؛ لما فيها من المُتعة وإعطاء حق العقل من التفكير ومعرفة ما يجري من حولنا؛ خصوصاً وأن بعض أوقاتنا مُهدرة كمواقع الانتظار، وطُرق السفر، وأوقات الفراغ، وحال طلب العزلة بدون سبب، وأشياء أخرى كفيلة بأن تكون القراءة هي الصديق الوحيد الذي يمنحنا تفعيل الطاقات الكامنة بداخلنا لاستكشاف العالم من حولنا، فلربما معلومة تقرؤها في كتاب تكشف عنك همّاً جاثما على صدرك، ولربما اطلعت على معلومة تمنح فيها فرجاً لغيرك، وفوائد كثيرة لا تُحصى.

وقد صنّف كثيرون في مجال القراءة وطُرق الجذب إليها، وهي بلا شك التفاتةٌ جيدةٌ من أولئك، بيد أن الأهم هو أن نُحرِّك تلك القابلية عبر التجربة .. فالتجربة خيرُ بُرهان.

نُشر هذا المقال في صحيفة (شاهد الآن) بتاريخ 9 رمضان 1441ه (2 مايو 2020م).

https://shahdnow.com/124045/


وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...