الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

جواثى .. تاريخ الصمود - للأستاذ/ عبدالخالق الجنبي ..














بطاقة الكتاب:
اسم الكتاب: جواثى .. تاريخ الصمود
اسم المؤلف: عبدالخالق الجنبي
دار النشر: دار الولاء – بيروت + ملتقى الواحتين – بيروت.
سنة النشر: الطبعة الأولى – 1433هـ (2012م)
عدد الصفحات: 260 صفحة
عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

عرض وتعريف:
تُعد منطقة جواثى ومسجدها من المناطق المشهورة في كتب المؤرخين والمحدّثين، وساهم في شهرتها تاريخ القبائل المحيطة به والتي من أشهرها قبيلة عبدالقيس التي أسلمت طوعاً لا كُرهاً، وأحداث أخرى تُسجَّل لهذه المنطقة يعرفها من له صلةٌ بالتاريخ وخصوصاً تاريخ صدر الإسلام وشرق الجزيرة.

أتى هذا الكتاب ليسدّ ثغرةً مهمة من تاريخ جواثى المتألّق، فالباحث الجنبي له بصمته الواضحة في تاريخ شرق الجزيرة، وذلك عبر توثيقه لتاريخ هذه البقعة في أكثر من كتاب. تناول الباحث الجنبي في كتابه هذا عن صحة نطق اسم المكان بين جواثى و جؤاثى سواءً في المصادر العربية أو غير العربية، وكذا يستعرض غيرها من الكلمات المتشابهة والواردة في كتبٍ مختلفة ليقع اختياره على كلمة (جواثى)، حيث في تحقيق صحّة الاسم أهمية كبيرة عند من يريد أن يؤرخ لمكان ما، أما من حيث موقع جواثى فلله الحمد والمنّة أن المكان الذي يحمل اسمى جواثى لا زال شامخاً صامداً يتحدى العبث والهجمات المتتالية عليه عبر الزمن، وهو ما ساعد المؤلف أن يتناول بعض المسائل الأخرى في محاور مختلفة، ذلك أن المسجد كان كنيسةً لعبادة المسيحيين المتواجدين في منطقة هَجَر قبل الإسلام، وبعد أن تتحوّل قبيلة عبدالقيس من المسيحية إلى الإسلام لاشك أنها ستستفيد من هذا الموقع المهم والذي اتخذته مسجداً لها وينال شهرةً عظيمة من حيث أنه ثاني مسجدٍ أقيمت فيه صلاة الجمعة بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة، وقد أكّد هذه المسألة معظم المؤرخين والمحدّثين ولا غبار على هذه المعلومة، وهو ما أعطى المكان اهتماماً كبيراً من قِبل القاطنين في المنطقة.

كان لجواثى نصيبٌ من حركة المرتدّين بعد وفاة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (ت 11هـ) فقد ارتدّت بعض القبائل في هَجَر باستثناء قبيلة عبدالقيس التي قاومت هذه المسألة برباطة جأش وصلابة إيمان حيث احتمت بمنطقة جواثى، وسجّلت صمودها في اجتثاث زمرة المرتدين، وكذلك صمدت جواثى وأهلها في مواجهة الخوارج في القرن الأول وصاحب الزنج في القرن الثالث عبر أحداث مختلفة، بيد أن لها موعداً في نهاية القرن الثالث مع أبي سعيد الجنّابي زعيم القرامطة غير مرحَّبٌ به حيث جاء هذا ليدمّرها ويبث الرُعب في أهلها عبر حرق مزارعها، وبعد زوال حكم القرامطة التي ساهمت في تدمير المساجد، جاء دور العيونيين في القرنين الخامس والسادس ليقول التاريخ أنهم لم يلتفتوا إلى جواثى ومسجدها وكأن لهم موعدٌ مع تطوير المنطقة زحفاً نحو جنوب جواثى وتنال نصياً من الإهمال الذي لم يفسّره التاريخ.

نالت جواثى كذلك نصيباً كبيراً من زحف الرمال عليها وهو ما جعل أهلها يرحلون عنها؛ ليعود التاريخ مرة أخرى ويجدد العهد به عَلَمٌ من أعلام إقليم البحرين وهو الشيخ جمال الدين أحمد آل المتوّج البحراني في القرن الثامن الهجري الذي ساهم في إعادة بنائه حسب مقارنات مختلفة يساهم سياق الأحداث أن البناء كان بتوجيهٍ منه، ويبقى المسجد يحمل قداسته من قداسة الصلاة فيه وتاريخه المُشرق؛ ليزوره القاصي والداني، المتقدمون والمتأخرون .. حيث يأتي أحد أعلام الجزيرة وهو الشيخ/ حمد الجاسر ليكتب وصفاً رائعاً عن المسجد في القرن المنسلخ؛ ليكون الدور على الآثاريين في وقتنا الراهن في توثيق هذا المسجد ببحث آثاري يُفصح التراب عما يكنّه هذا المسجد من تاريخ وأهمية كبيرة في نفوس المسلمين على يد الدكتور/ علي بن صالح المغنّم في كتابه (جواثى ومسجدها .. دراسة توثيقية حضارية آثارية) وذلك عام 1412هـ، وقد كانت وقفةٌ للأستاذ/ الجنبي مع كل من كتب عن تاريخ جواثى شعراً ونثراً إما بالتأييد والإعجاب أو بالنقد العلمي الذي يساهم في علوّ شأن هذا المسجد المقدّس.



                

الخميس، 3 نوفمبر 2016

كتاب: زيد بن علي للشيخ نوري حاتم - عرض وتعريف





بطاقة الكتاب
الكتاب: زيد بن علي ومشروعية الثورة عند أهل البيت (عليهم السلام)
المؤلف: الشيخ نوري حاتم

الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تاريخ الطبعة: الثانية – 1416هـ (1995م)
تقديم: السيد/ جعفر مرتضى العاملي
عدد الصفحات: 212 صفحة
المقاس: 24 × 17 سم

بقلم: عبدالله بن علي الرستم

التعريف بالكتاب:
تُعدّ شخصية زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) (ت 122هـ) من الشخصيات اللامعة في العالم الإسلامي؛ وذلك لانتمائها إلى البيت الهاشمي؛ ولقيامها بثورة مسلّحةٍ على مستوى العالم الإسلامي، ولانتماء طائفة له ترى علامات الإمامة والقيادة فيه تُسمّى (الزيدية)، ولمصيره الذي آل إليه بعد ثورته من طريقة القتل والتمثيل بجثّته بعد استشهاده على أيدي الأمويين.
جاء هذا الكتاب ليسلّط الضوء على بعض محطّات حياة الشهيد زيد بن علي منذ ولادته وحتى استشهاده. فقد وضع مؤلفه خارطة بحثية يرى فيها استيفاء المطلوب، فقد تناول السمات والصفات الشخصية لأبي الحسين زيد بن علي (رض) والتي تُعد معلومات عامة وهامّة تمهيداً للدخول في تفاصيل أخرى لها صلةٌ بحياة هذا العظيم.
بعد التمهيد والتعريف بشخصية زيد بن علي، تحوّل المؤلف إلى ذكر طبيعة الحكم الأموي وخصائصه واتجاهاته والصراعات السياسية على السلطة داخل البيت الأموي مع ذكر شيء من تلك الصراعات وجذورها وتأثيرها على الجماهير ودورها في نشوء مذاهب وتيارات موالية ومخالفة، وأن تلك الظروف وصور الصراعات ساهمت في خلق حزبٍ معارض قوي مهيأٌ للثورة في أي لحظة.

بعد إعطاء لمحةٍ عامة عن طبيعة الحكم الأموي، ينتقل المؤلف إلى ذكر دوافع وواقع الثورة وأهدافها، حيث إن من أبرز الدوافع تفشّي الظلم والفساد والتي منها انتشار الفقر واحتقار بعض القبائل وتشديد القبضة على كل من تسوّل له نفسه بالمخالفة. ومن تلك الدوافع كذلك الاستهزاء بأبي الحسين زيد بن علي وإهانته من قبل هشام بن عبدالملك (ت 125هـ) في مجلسه بعد أن تم إشخاصه من المدينة إلى دمشق، وأمورٌ أخرى كثيرة ساهمت في قيام زيد بالثورة وطاعة عشرات الألوف لندائه؛ وذلك لما يتميّز به زيدٌ من خصائص كالعلم والشجاعة والفقاهة والفصاحة ومحبة الناس له ومؤهلات القيادة ...الخ.
ولم يخفى على زيد وضع بنودٍ لأهداف الثورة والتي منها وأهمها شعار (يا لثارات الحسين) والغرض من هذا الشعار أن المنظومة السياسية التي سفكت دم الإمام الحسين بن علي (ع) (ت 61هـ) وأهل بيته لا زالت قائمة وبشكل أقوى وأشد شراسة. كذلك من الدوافع إرساء دعائم العدل الاجتماعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أخذ زيدٌ كافة التجهيزات اللازمة لهكذا تحرّك مسلّح، إلا أن الجاسوسية في نظام كالحكم الأموي ساهمت في إجهاض الثورة واتخاذ الإجراءات الصارمة والقاسية ضد تحرّك زيد وأصحابه الذين بذلوا مهجهم فداءً للدين ولدعوة قائد عظيم وفقيه كبير كزيد بن علي، حيث آلت الأمور بعد معركة قوية داخل الكوفة إلى قتل زيد والتمثيل بجثّته وبعض من ساهم في دعم هذا التحرّك بما في ذلك النساء اللاتي تعرّضن للجلد والقتل لأنهنّ أعنّ وساهمن في دعم هذا التحرّك من قريب أو بعيد.

لم يغفل المؤلف عن ذكر تفاصيل وقائع الثورة وعوامل فشلها وتقييمها، فقد أضاف بعض الفقرات حول مفهوم الثورة المسلّحة ومشروعيّتها عند أهل البيت (ع) مع تسليط الضوء على نظرية قيادة الإمام للأمة ودوره، وموقف الفكر الإمامي المتمثل في موقف الإمام الصادق (ع) (ت 148هـ) من ثورة زيد بن علي، والتي حظيت بشرعية ودعم من قبله، بل بدعم من فقيه آخر وهو أبو حنيفة النعمان (ت 150هـ) حيث دعم أبو حنيفة هذا التحرّك بمبلغ يقدّر (30000 دينار)، مفنّداً – المؤلف – بعض الشبهات التي أسقطها بعض المؤرّخين حول رفض زيد بن علي لفكرة الإمامة والتي تتبناها الشيعة الاثنا عشرية، وشارحاً تلك النصوص الواردة في بطون الكتب ومؤدّاها بما يتناسب مع المقام.

رحم الله أبا الحسين زيد بن علي رحمة الأبرار

وحشره مع آبائه الأطهار.

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...