الأربعاء، 15 أبريل 2020

مذهب الإمامية - الفضلي


بطاقة الكتاب:
الكتاب: مذهب الإمامية .. بحثٌ في النشأة وأصول العقيدة والتشريع
المؤلف: الدكتور/ عبدالهادي الفضلي
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
سنة الطبع: الثانية 1417هـ (1997م)
عدد الصفحات: 109 صفحات

عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

التعريف:
جاء هذا الكتاب الموجز في موضوعه؛ ليعطي فكرة شمولية حول نشأة مذهب الشيعة الإمامية، مبتعداً عن ذكر التفاصيل إلا ما اقتضته الضرورة مع وجود الإحالات لمصادر أخرى لمن أراد التوسّع، ويشير الدكتور الفضلي إلى أن الشيعة نشأت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بعد أن انقسم المسلمون إلى قسمين في الأيام الأخيرة من حياته صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك حينما أمر النبي بتنفيذ جيش أسامة لصد هجمات الروم، ورجوع جمعٍ ممن كان في الجيش للاطمئنان على صحته، والرجوع في اليوم التالي لأجل توديعه، ورجوعهم مرة أخرى لأجل ثقل حاله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث بدأ الانقسام حينما طلب النبيّ بتزويده بدواةٍ وكتف يكتب كتاباً لن يضل بعده المسلمون أبداً، وبدأ التنازع بين فريقين، أحدهما يرى تزويد النبي بما يريد، والآخر يرى خلاف ذلك لأن النبي ليس في وضعه الطبيعي حتى تُنفّذ أوامره.
ويُعبّر المؤلف عن هذين الفريقين بفريق (الرأي) الذي يمثله عمر بن الخطاب، والذي تطوّرت أدواته الفقهية فيما بعد إلى إضافة أدوات أخرى، وهي: القياس والاستحسان وسد الذرائع والمصالح المرسلة. ويقابل هذا الفريق فريق (النص) والذي يمثله أمير المؤمنين عليه السلام وجماعة من الهاشميين والصحابة حيث يبلغ عددهم أكثر من ثلاثين صحابياً، الذين يرون أن الاجتهاد في فهم النص وليس اجتهاداً مقابل النص، ودعم المؤلف آراء هذين الفريقين ببعض المصادر التي تقول كل مدرسة برأيها.

تطرّق المؤلف بعدها إلى حجية مذهب أهل البيت عليهم السلام، المتمثل في حديث الثقلين وفوائده، وحديث السفينة، وحديث الأمان، وحديث الاثني عشر خليفة، وحديث باب حطّة مع ذكر خلاصة للاستشهاد بهذه الأحاديث الخمسة التي يرى أنها تفيد وجوب الاتّباع لفريق النص الذي يمثله أمير المؤمنين عليه السلام.
انتقل المؤلف بعد أدلة حجية مذهب أهل البيت عليهم السلام إلى ذكر بعض عقائدهم، وهي: عصمة أهل البيت وهم الأئمة الاثني عشر، مستشهداً بأدلة من القرآن الكريم تذهب إلى أن تلك الأدلة تفيد عصمتهم كآية التطهير وآية المباهلة؛ ليكمل بعدها ذكر بعض العقائد التي يؤمن بها أتباع أهل البيت عليهم السلام قضية (البِداء) والذي شرحه بشيء من التفصيل، وعقيدة الاختيار، أي: إن الإنسان غير مسيّر بل مخيّر في تصرفاته لما يملكه من إرادة منحها الله عز وجل؛ لتكون قضية المهدوية آخر ما ختم به المؤلف ضمن عقائد الشيعة الإمامية وأن الإمام محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام هو الشخص الذي تنطبق عليه المواصفات من خلال جملة من الروايات تبلغ ما يقارب أكثر من 6000 آلاف رواية عن طريق الفريقين سنّة وشيعة. 

أما مصادر التشريع فكان لها نصيبٌ من الذكر عند أتباع فريق (النص) حيث تمثلت في القرآن الكريم، والسنّة والإجماع والعقل، مع ذكر شيء من النصوص الروائية تعزز من استعمال هذه المسائل كمصادر للتشريع؛ ليأتي دور مسألة التقيّة ضمن هذه المسائل التي هي مسألة قرآنية إسلامية وليست مختصّة بفريق دون آخر، إلا أن الشيعة كانوا عُرضة لتطبيق هذه المسألة على نطاقٍ واسع. وختم المؤلف حديثه بالتطرق بشكل موجز بموقف الشيعة الإمامية من الفِرَق الإسلامية حيث ترى الإمامية إسلام أتباع الفِرَق الإسلامية ما لم ينكروا ضرورة من ضروريات الدين، وهي التوحيد والنبوة والمعاد حيث المؤمن بها له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، وكذلك الخاتمة جاءت بموقف الشيعة الإمامية من أتباع المذاهب الإسلامية من حنفية ومالكية وشافعية وحنبلية وظاهرية وأباضية وزيدية وإسماعيلية بأنهم مجتهدون يصيبون ويخطئون إلا أنهم الإمامية لا يأخذون بفتاواهم.

ختاماً:
لا شك أن هذا التعريف قد لا يفي بالغرض، إنما هو إطلالة سريعة على ما خطه يراع الراحل العلامة الفضلي حول مسألةٍ كَتَبَ فيها الكثير من الأعلام، وهي مساهمة (ربما) ارتبطت بظروف ما بحيث يكون الكتاب بهذا الحجم كإعطاء صورة موجزة عن مذهب أهل البيت عليهم السلام وأبرز ما يرتبط به من فقه وعقيدة وتاريخ.

الجمعة، 3 أبريل 2020

وقفة مع (معجم البيئة الزراعية لواحة الأحساء)



وقفة مع (معجم البيئة الزراعية لواحة الأحساء)

بقلم: عبدالله بن علي الرستم
 التعريف بالكتاب:
صدر عن مركز الترجمة والتأليف والنشر بجامعة الملك فيصل بالأحساء كتابٌ قيّمٌ وهو (معجم البيئة الزراعية لواحة الأحساء)، بقلم الدكتور/ محمد بن أحمد الدوغان، وذلك عام 1429هـ في 276 صفحة من الحجم الكبير.
ولهذا المعجم أهمية كبيرة، حيث يوثق كل ما له شأنٌ بالبيئة الزراعية في واحة الأحساء ذات التاريخ الحضاري العريق، حيث تمت صياغته صياغة علمية، مع وضع الصور عالية الجودة، وشمولية في جمع المادة محلّ الدراسة.
وعملية وضع المعاجم تحت عناوين أو جوانب محددة من الأعمال الشاقة التي تستلزم من الباحث وجود القدرة على جمع كل ما له علاقة بمحور الدراسة. والبيئة الزراعية في واحة الأحساء لم يصنّف لها تصنيفٌ خاصٌ حتى صدور هذا المعجم حسب اطلاعي إلا ما ذكر في بعض الكتب التي تناولت تاريخ المنطقة بشكل عَرَضي، أو ما تم وضعه في مطويّات ومنشورات تعريفية لا تكاد تسدُّ نَهَمَ القارئ الذي يريد توسيع رقعة معلوماته حول البيئة الزراعية في هذه المنطقة.
فقد أتى هذا المعجم ليسدّ ثغرة في مكتبتنا المحلّية والعربية، وذلك لما للأحساء من قيمة تاريخية وزراعية على مستوى العالم العربي، والمطّلع على المعجم يكاد يلمس تلك القيمة التاريخية والحضارية لهذه المنطقة.
وعملٌ بهذا الحجم لا يخلو من وجود الخطأ والسهو ونحو ذلك، إذ الإنسان مهما بلغ من العلم فإن الله سبحانه هو العالم بكلِّ شيء، ولذا أحببتُ أن أضع النقاط على الحروف في بعض الأخطاء التي أرجو من المؤلف تجاوزها في طبعة لاحقة، فإن أصبتُ فبها وإن أخطأت فحسبي أني قرأتُ المعجم لأهميته العلميّة ودوّنت بعض ما له صلة به.

الملحوظات:
1. ذكر المؤلف ضمن هذا المعجم ما عدده (51) قرية من قرى الأحساء.
وهذا في حد نفسه ليس له علاقة بالبيئة الزراعية وصناعة المعاجم، ولا مسوّغ لذكر هذه القرى، نعم .. هناك بعض القرى لذكرها مسوّغٌ، مثل: قرية القُرين وذلك لارتباطها بزراعة الأرز الحساوي، حيث اشتهرت هذه القرية بزراعة الأرز الحساوي لوفرة مياه المناطق المحيطة بها، أما بقية القرى فليس لها داعٍ من الذكر وإن كان في السابق يوجد بعض القرى التي يُزْرع بها الأرز الحساوي إلا أنها لم تشتهر كقرية القرين التي لا زالت إلى وقتنا الراهن يُزرع فيها الأرز.

2. هناك مصطلحات أخرى غير أسماء القرى ليس لها داعٍ من ذكرها، وذلك لعدم وجود صلة لها بمصطلحات الزراعة، مثل:
-       الكلمة رقم (64) باب طالعي.
-       الكلمة رقم (70) بالوعة.
-       الكلمة رقم (85) بَرَّد.
-       الكلمة رقم (117) بلاعة.
-       الكلمة رقم (132) بياض.
-       الكلمة رقم (137) بيز.
-       الكلمة رقم (290) جبل.
-       الكلمة رقم (291) جبل القارة.
-       الكلمة رقم (811) سوق الخميس.
-       الكلمة رقم (812) سوق الطالعي.

3. في صفحة (ي) ذكر المؤلف أن خطته في كتابة المعجم وطريقة ترتيب المصطلحات فيه هي طريقة المعاجم العلمية التي تورد الكلمة بلفظها الألفبائي، لا بجذرها اللغوي.
أقول: لو أن المعجم سار على طريقة المعاجم العربية بالجذر اللغوي لكان أبلغ في القول وأنفع في العمل؛ باعتبار أن طريقة البحث المتبعة في المعاجم العربية هي البحث عن الجذر اللغوي أولاً، ثم التفريع والاشتقاق بما يناسب هذا الجذر، وهناك الطريقة التي سار عليها المؤلّف.
ولذا وقفتُ على بعض المصطلحات المكررة كأن تكون مفردة في حينٍ وجمعاً حيناً آخر، أو تحت أيِّ صيغة أخرى، حيث لا فائدة من التكرار في هذا الصدد إلا توسيع رقعة الكتاب. أما أن تكون هناك فائدة تُذكر فلا .. وهي أبعد ما تكون عن الغاية المنشودة.

4. نسيان بعض المصطلحات: لا يخفى على كل باحث في تاريخ منطقة الأحساء ما للمصطلحات الزراعية في هذه الواحة الغنّاء من ألفاظٍ كثيرة، وقد غفل أو نسيَ المؤلف شيئاً من ذلك، ومنها:
-       مسقى: والذي يعني: مجرى الماء الذي يقع بين أحواض الزراعة، ووظيفة هذا المجرى توزيع المياه على الأحواض الزراعية المسماة (شِرْب) أو (حَيَال) في اللهجة المحلّية.
-       ظرقل/ذرقل: نوع من الحشائش ذو أوراق صغيرة وطعمه مُرٌّ، وهو من فصيلة البقدونس والكزبرة ونحوهما، وكان يأكله في السابق بعض السُكَّان، أو يستعملونه لبعض الحالات المرضية، أما الآن فابتعد الناس عنه إلا ما نَدَر.
-       (بصل حساوي): وهو ما زال يُزرع إلى هذا اليوم، ويتميّز البصل الحساوي بطوله ونحافته.
نعم .. ذكر المؤلّف ذلك ضمن الكلمة ذات الرقم (401) حَسَاوي مدمجاً مع التعريف بالجزر. وكان الأجدر به أن يضع كُلّ صنفٍ من الثمار في مكانه، فالحال نفسه في ذكر بعض الثمار في مكانها؛ لئلا يشتبه القارئ ويظنّ أنها غير موجودة.
-       (نَيِم): نوعٌ من الحشائش التي تُعطى للبهائم وتأتي جافة من الماء، وهو صغير الحجم لا يتعدى ارتفاعه 30 سم تقريباً.
-       (الكُوْكْسِي): وهو طائرٌ يشبه الحمام يكثر تواجده في النخيل، وله صوتٌ رخيم هادئٌ يردد كلمة توحي لدى السامع من البشر أنه يقول: (يا كُوْكْسِي يا كُوْكْسِي) أكثر من مرة، ويبدو أنه طائر اليمامة والتي تشبه الحمامة، وقد يكون له مسمّىً آخر.
ما ذكرته أعلاه أنموذج مما فات المؤلف، في حين أن هناك الكثير من الثمار من إنتاج البيئة الأحسائية لم يتم ذكرها، مثل: (الرُّمّان + البقدونس + الكزبرة ...الخ).


5. التعريفات الناقصة: بذل المؤلف جهداً كبيراً في جمع المادة وتعريفها بما يتناسب مع خطة الكتاب، وذكر في صفحة (ي) أنه لن يذكر التفاصيل، إلا أن بعض المصطلحات بحاجة إلى ذكر التفاصيل؛ وذلك لتوضيح صلتها بالبيئة الزراعية، فبدون تفصيل وصف بعض المصطلحات لا يمكن للقارئ بلوغ الغاية التي من أجلها أُنشئ المعجم، ومثال ذلك:
-       الكلمة رقم (1595) موشَّر.
قال في تعريف الموشَّر: حديدة تسن بها المحاش والمناشير.
والصواب: موشِّر، بكسر الشين حيث الكلمة تأتي على صيغة اسم فاعل وليس اسم مفعول به. وحريٌ به أن يقول: آلة حديدية تُستعمل في سنِّ المحاش، والمحاش جمعُ (محش) راجع الكلمة رقم (1391). فالإحالة أثناء دخول كلمة جديدة أمرٌ مطلوب في صناعة المعاجم العربية.
-       الكلمة ذات الرقم (1671) هوز:
عَرّف المؤلف (الهوز) تعريفاً ناقصاً، حيث قال:
الهوز هو الأنبوب المرن مختلف الأحجام والقوة والوظيفة. كلمة دخيلة من الإنجليزية، يقابلها في الفصحى الخرطوم والأنبوب المرن.
وأضيف التالي: وظيفته أنه يُغمر في ماء الري ليمتلئ ماءً، ثم يُرفع أحد طرفيه مع إغلاقه باليد أو بخرقة والفتحة الأخرى تبقى متصلة بماء الري، ثم يوضع في البِرْكة الملاصقة للري، فيجري الماء من الري نحو البركة لسقي الزرع، ويعد (الهوز أو الأنبوب) من آلات الري القديمة وما زالت تُستخدم حتى هذا اليوم.
-       الكلمة ذات الرقم (956) طِرْبَال.
قال في تعريف الكلمة: قماش كبير من نسيج قوي صفيق يستخدم لأغراض التغطية والتظليل، وتصغيرها طريبيل وبه سميت قرية الطريبيل. والطربال في العربية ما أقيم من بناء مرتفع أو جدار أو سعف، والجمع طرابيل، وفي الحديث الشريف (إذا مر أحدكم بطربال مائل فليسرع المشي) أي خشية السقوط عليه، ورجل مطربل أي يسحب أذياله.
وأقول: كان الأجدر به أن يحدد كيفية استعمال الطربال في المزارع، فالطربال له استعمالات متعددة، ومنها: أنه يُستخدم في وقت الصرام، حيث يوضع الطربال أسفل النخل ويُوضع عليه التمر لتنقيته، وكذا يغطى به التمر خشية الغبار والمطر ونحو ذلك، وغيرها من الاستعمالات في المزرعة، أما التعريف الذي ذكره المؤلف فلا علاقة له بالمصطلحات الزراعية، ولا مسوّغ لإيراد الرواية التي ذكرها، فهي بعيدة كل البعد عن المعنى المتداول محلياً.
إضافة إلى أن الطربال استخدم حديثاً في المزارع، سواءً في الصرام أو غير ذلك، فقد كانت السفرة المصنوعة من خوص النخيل هي التي كانت تحل محل الطربال، وقد ذكر المؤلف ذلك في الكلمة ذات الرقم (760).
-       الكلمة ذات الرقم (376) حبق:
قال في تعريفها: الحَبَقُ نوع من الرياحين يسميه أهل الأحساء نعناعاً. يعرف بحبق الماء في بعض البلاد العربية.
وأقول: يبدو أنه اشتباه من المؤلّف، فالنعناع يختلف عن الحبق/الحَبَك. وبحسب معرفتي وذهابي للأسواق الشعبية ومحلات الخضار والفاكهة وزراعته في المزارع فإن المزارعين يفرّقون في ذلك.
فالحَبَك أوراقه تميل إلى الطول كما في الصورة التي أرفقها المؤلف، بينما ورق النعناع أقصر من ورق الحبق/الحبك، وكذا طعمه يختلف عن طعم النعناع.
-       الكلمة ذات الرقم (952) طْبَلَة.
قال المؤلف في تعريف الكلمة: واحدة الطبل وهي كتل التراب المتماسكة بعد حراثة الأرض. وقال في الهامش: لم أجد لها علاقة مباشرة بمعناها في اللغة، وربما سميت بذلك لأنها ضخمة كالطبل.
أقول: ما أكثر الكلمات التي ساقها المؤلف وتعريفها لا يتناسب مع التعريف اللغوي أو ليس لها ذكرٌ في كتب اللغة، سوى شياع المصطلح عند العامة واعتباره من اللهجة المحلّيّة، مثل:
الكلمة ذات الرقم (965) طَعَام، والتي تُعرف محلياً بنواة الثمرة ومفردها طعامة، ولم تذكر كتب اللغة أن النواة اسمها طعامة، وغيرها كثير من المصطلحات التي ذُكرت في المعجم.
-       الكلمة ذات الرقم (1497) مُصِّيْع.
تعريف المؤلف للمُصِّيع جيّد، بيد أن الصورة لا يتضح فيها شكل المُصِّيع، بل هي صورة للـ(قيقان) المذكور في المعجم تحت رقم (1267)، والقيقان هو الغلاف الخارجي الذي يغطّي المُصِّيع.
-       الكلمة ذات الرقم (1615) نِدَار.
قال في تعريفها: النِّدارُ قَلْبُ الأرض وحراثتها.
وقال في الهامش: لم أتبين العلاقة بين هذا اللفظ ومعناه في اللغة.
أقول: قال ابن فارس في (معجم مقاييس اللغة): ضَرَبَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَنَدَرَتْ عَيْنُهُ، أَيْ خَرَجَتْ مِنْ مَوْضِعِهَا. اهــ
-       الكلمة ذات الرقم (928) صَنَبَرَ.
قال في تعريف الكلمة: صنبر فلان جلس وحده منفرداً دون عمل، فهو مصنبر، وأصله في الفصحى الوحيد الضعيف الذي لا أهل له ولا عقب، ومن معانيه في العربية أيضاً النخلة الضعيفة الدقيقة قليلة السعف، والنخلة النابتة من الجذع لا من الأرض فتقلع ولا تغرس.
أقول: الصواب في تشكيل الكلمة (صَنْبَرَ) بفتح أوله وتسكين ثانيه، ثم قول المؤلف أنها فصيحة فإنه لم يشر إلى مصدر الكلمة في الفصحى وموقعها من المعاجم، وحبذا الإشارة إلى مسمىً آخر يلتقي في ذات التعريف، وهو الكلمة ذات الرقم (1270) كاروب.

6. غياب ربط بعض المصطلحات بالبيئة الزراعية: ذكر المؤلف مجموعة من الكلمات التي ليس لها علاقة بالمصطلحات الزراعية، وسأقوم بذكر الكلمة مع تعريفها ليرى القارئ مدى ابتعاد الكلمة ومعناها عن غرض المعجم.
-       الكلمة ذات الرقم (430) حُلْو.
قال في تعريف الكلمة: من الحلاوة ضد المرارة، وبعض الناس قديماً يسمّي به الشاي.
-       الكلمة ذات الرقم (440) حَمَّام.
قال في تعريف الكلمة: المكان المعد للاستحمام مثل برك السباحة.
-       الكلمة ذات الرقم (717) سُبَال.
قال في تعريفها: السُّبَال هو المعروف بالفول السوداني أو بفستق العبيد من أنواع المكسّرات.
-       الكلمة ذات الرقم (822) شال.
قال في تعريفها: شَالَ الشيءَ رفعه أو حمله من الشَّوْل وهو الارتفاع.
-       الكلمة ذات الرقم (848) شَرْوى.
قال في تعريف الكلمة: شروى الشيء وعلى شرواه أي مثله ونظيره، وهو هكذا في الفصحى. ومن كلام علي كرم الله وجهه: ادفعوا شرواها من الغنم، أي مثلها.
-       الكلمة ذات الرقم (861) شقل.
قال في تعريفها: شَقَلَ الشيءَ أخذه وحمله. والشَّقْلُ في اللغة الوزن.
-       الكلمة ذات الرقم (883) شَيْل.
قال في تعريفه: شيل الشيء حمله ورفعه = شال ص102.
-       الكلمة ذات الرقم (886) صارف، والكلمة ذات الرقم (913) صريف.
قال في تعريف الكلمة: دابة صارف أي احتاجت إلى تلقيح الفحل، وقال مثله في تعريف صريف، وختمها بقوله: ومثلها صارف، وذكر في هامش التعريف (فصيح).
-       الكلمة ذات الرقم (916) صُفْرَة.
قال في تعريف الكلمة: نوم الصفرة أي نوم ما بعد طلوع الشمس، من الإسفار قلبت السين صاداً، أو من الصفرة أي صفرة الشمس والأول أقرب.
-       الكلمة ذات الرقم (945) ضَنَى.
قال في تعريف الكلمة: الضنى الولد الصغير من الإنسان والحيوان.
-       الكلمة ذات الرقم (946) طَار.
قال في تعريف الكلمة: الطَّارُ الدُّفّ المعروف: واسع مفتوح الجهة الأخرى، سمي بذلك لخفته في اليد.
-       الكلمة ذات الرقم (959) طُرْطُبَة.
قال في تعريف الكلمة: الشحمة اللينة أو المتهدلة تكون في الجنب والعنق وغيرهما، وفي لسان العرب (الطُرْطُبُّ بالضم والتشديد الثدي الضخم المسترخي الطويل) ط ر ط ب.
-       الكلمة ذات الرقم (960) طَرَف.
قال في تعريف الكلمة: طَرَفُ كذا أي ناحيته وجهته، فيقال: طَرَفُ سودة وطرف بني معن أي ناحيتهما.
-       الكلمة ذات الرقم (970) طَقَّ.
قال في تعريف الكلمة: طَقَّ فلان الشيءَ ضربه، والدجاجة تطقُّ أي تصدر صوتا تبيض بعده في العادة، يعرفه من يربي الدجاج. والطق والطقطقة في اللغة حكاية لصوت وقوع شيء قوي على آخر، ولعل علاقة هذا بالضرب أن الضرب يحدث صوتا.
-       الكلمة ذات الرقم (1006) عَبَنْثى.
قال في تعريف الكلمة: العَبَنْثى في الاصطلاح المحلي هو الخنثى في الفصحى، أي الذي اضطرب أو اختلط جهازه التناسلي بين الذكورة والأنوثة من الإنسان والحيوان. ويقال في بعض اللهجات: خبنثى.
-       الكلمة ذات الرقم (1039) عُسَيْكِر.
قال في تعريف الكلمة: نوع من الحمام، ذو زوائد لحمية على المنقار، وذو ألوان متعددة.
-       الكلمة ذات الرقم (1047) عُصَير.
قال في تعريف الكلمة: آخر وقت العصر.
-       الكلمة ذات الرقم (1112) غَتَّة.
قال في تعريف الكلمة: الغَتَّة انكتام النفس وعدم تحرك الهواء من شدة الوغرة والحرّ. (فصيح).
أقول: لم يشر إلى مصدرٍ يشير إلى فصاحة الكلمة.
-       الكلمة ذات الرقم (1115) غَرَّاش.
قال في تعريف الكلمة: صانع الفخار. وقال في الهامش: (لم أجد لها نسبا في اللغة. ولعلها مأخوذة من كلمة الغرشة وهي القارورة).
-       الكلمة ذات الرقم (1125) غَلَق.
قال في تعريف الكلمة: الغَلَقُ قطعة من الخشب أو الحديد تغلق بها الأبواب والنوافذ.
-       الكلمة ذات الرقم (1135) فَتَرَ.
قال في تعريف الكلمة: فَتَرَ الشيءُ إذا سكن، والساكن إذا خفت حرارته.
-       الكلمة ذات الرقم (1156) فَزْعَة.
قال في تعريف الكلمة: سرعة إعانة من يحتاج الإعانة دون ترددٍ ولا مِنَّة.
-       الكلمة ذات الرقم (1188) قَايْلة.
قال في تعريف الكلمة: هو وقت القائلة، والقَيْلُولَة الراحة وقت القائلة.
-       الكلمة ذات الرقم (1311) كِنّ.
قال في تعريف الكلمة: الكِنّ المكان الذي يكن أي يستر عن البرودة أو الرياح أو لفح الحرارة.
-       الكلمة ذات الرقم (1345) لَوْح.
قال في تعريف الكلمة: اللَّوْح القطعة العريضة من الخشب وما أشبهه.
-       الكلمة ذات الرقم (1385) مَحَاح.
قال في تعريف الكلمة: مَحَاحُ البيضِ مُحُّهُ (صُفَارُه).



7. الكلمات من (1094 إلى 1105).
-       ذكر المؤلف أسماء بعض العيون، منها: عين الحَقْل، عين الخَدُود، عين أّمُّ سَبْعَة ...الخ، وقد أدرج المؤلف أسماء العيون ضمن حرف العين، ويفترض إدراجها ضمن حروفها، فعين الخَدوُد مكانها حرف الخاء، وعين بَرَابِر مكانها حرف الباء ... وهكذا.
-       حدد المؤلِّف مكان بعض العيون ولم يحدد مكان العيون الأُخرى، وحريٌ بالمؤلف أن يحدد مكان كل عين، وهذا ما فعله فيما يخص بحيرة الأصفر، حيث وضعها ضمن حرف الألف (أصفر) وليس حرف الباء.

8. التكرار: وهي من القضايا التي لا تناسب المعجم، حيث قام المؤلف بتكرار بعض المصطلحات دون الحاجة إليه، خصوصاً وأن بعض المصطلحات من جنس اللفظ والمعنى، مثال ذلك:
·        الكلمة ذات الرقم (24) أخجع والكلمة ذات الرقم (1402) مُخْجِع.
·        الكلمة ذات الرقم (64) باب طالعي، والكلمة ذات الرقم (948) طَالِعِي.
·        الكلمة ذات الرقم (390) حراسين والكلمة ذات الرقم (392) حرسون.
·        الكلمة ذات الرقم (515) خَمَّ، والكلمة ذات الرقم (516) خمام.
·        الكلمة ذات الرقم (822) شال، والكلمة ذات الرقم (883) شَيْل.
·        الكلمة ذات الرقم (984) ظاهرة، والكلمة ذات الرقم (991) ظواهر.
·        الكلمة ذات الرقم (1018) عذج، والكلمة ذات الرقم (1019) عذق.
·        الكلمة ذات الرقم (1109) غَبُّوْبَة والكلمة ذات الرقم (1110) باب غَبِيْب.
·        الكلمة ذات الرقم (1114) غراريف، والكلمة ذات الرقم (1116) غرافة.
·        الكلمة ذات الرقم (1121) غُفَار، والكلمة ذات الرقم (1525) مغَفِّر.
·        الكلمة ذات الرقم (1270) كاروب، والكلمة ذات الرقم (1317) كواريب.
·        الكلمة ذات الرقم (1413) مِدَاد والكلمة ذات الرقم (1414) مدة.
·        الكلمة ذات الرقم (1437) مشاعيب والكلمة ذات الرقم (1484) مِشْعَاب.
·        الكلمة ذات الرقم (1490) مَصَاخن، والكلمة ذات الرقم (1493) مصخنة.
·        الكلمة ذات الرقم (1508) مُعَامَرَة والكلمة ذات الرقم (1509) مَعَامِير.
·        الكلمة ذات الرقم (1684) وَجَم والكلمة ذات الرقم (1685) وَجَمَة.
9. التعريف: أوجز المؤلّف في بعض التعريفات وأخلّ ببعض آخر، حيث كان من اللائق بالمعجم أن يكون مرجعاً لكل المصطلحات الزراعية ذات العلاقة بالزراعة، وذلك من خلال التعريف الشامل للمصطلح، سواءً من حيث نُطق الكلمة في اللغة وفي اللهجة المحكيّة؛ وذلك لتقريب الصورة بشكل أكبر للقارئ، ومن جهة أخرى ينبغي أن يتحرّى الدقّة في الوصف.
وهذه بعض الأمثلة في بعض المصطلحات التي أخلَّ في وصفها:
-       الكلمة ذات الرقم (1704) وَغَل.
قال المؤلف في تعريف الكلمة: الوغل نوع من الحشائش يشبه الحشيش المعروف بالرشيدي.
-       الكلمة ذات الرقم (641) رَشِيْدي.
قال المؤلف في تعريف الكلمة: عشب يستخدم علفا للبهائم، وهو نفسه المعروف بـ رجل الحرباء.
أقول: على التعريفين ملحوظات:
·        أرجعَ وصفَ الوغل إلى الرشيدي ولم يذكر وصفاً للرشيدي.
·        أحال وصف الرشيدي إلى رجل الحرباء ولم أجد ذكراً في المعجم لرجل الحرباء.
·        الوغل يختلف اختلافاً كلياً عن الرشيدي، فالوغل له رأسٌ كالريش الناعم، وهذه الصفة غير متوافرة في الرشيدي، حيث إن حشيش الرشيدي في رأس أعواده ما يشبه النجمة.

10. المصادر: ذكر المؤلف في خاتمة الكتاب المصادر، ولكنه لم يشر إليها أثناء الاستقاء منها، بل ذكر في الهوامش بعض الأبيات الشعرية وكرر كلمة (فصيح) دون عزو الشاهد إلى مصدره، وهذا مما يخل بالبحث المنهجي في صناعة المعاجم الحديثة وكذا الكتب بشكل عام.

11. الأخطاء المطبعية: وهذه من المسائل التي تمنيتُ خلوّها من المعجم، حيث ينبغي أن تكون المعاجم المرجعية خالية من الأخطاء المطبعية بقدر الإمكان؛ لأنها تشكّل مصدراً للقارئ والدارس والباحث، فقد تكون الكلمة واضحة بأن فيها خطأً مطبعياً، ولكن بعض القُرّاء لا يلتفت إلى ذلك وينقل الكلام دون تَثبُّت، ومثال ذلك:
-       الكلمة ذات الرقم (101) بَصْري:
قال في تعريفها: نوع من الحمضيات يشبه البرتغال، نسبة إلى البصرة.
والصواب: البرتقال بالقاف وليس بالغين.
-       قوله في هامش صفحة 112: ولم أجد نسباً لغوياً واضحاً لهذا الكلمة.
والصواب: لهذه الكلمة.
-       قوله في تعريف الكلمة (965): وتتجه الدرسات الحديثة.
والصواب: وتتجه الدراسات الحديثة.
-       قوله ص (ك): (لقد احتوى هذا المعجم على أكثر من (1500) مصطلحاً).
والصواب: مصطلحٍ.
-       قوله في الكلمة (177) تٌسَاني.
والصواب: تِساني.
-       الكلمة ذات الرقم (591) دُوَيْبَّة.
رسم الكلمة خطأ، حيث تُعرف هذه باللهجة المحلية بـ(دُوِيْبِّة) بإمالة الواو، ولو أردنا فصاحة الكلمة لكان ضبطها بصيغة التصغير (دُوَيْبَة) من (دُبَّايَة).
-       الكلمة ذات الرقم (473) خثى.
والصواب كما قاله ابن منظور في اللسان: (خثا) ثم ساق ابن منظورٍ التعريف واستشهد بقول أبي سفيان: فأخذَ من خِثْيِ الإِبِل ففَتَّه.
-       الكلمة ذات الرقم (839) شَحُو.
قال في تعريف الكلمة: صوتٌ لزجر الحيوان المتوحش وكفه وخاصة الكلب.
أقول: ضبط الكلمة كالتالي: (شْحُو: بتسكين أوله وضم ثانيه. ولعل رسمها بالعامّيّة (اشْحُو) بأَلِفٍ في بداية الكلمة.
-       الكلمة ذات الرقم (1175) فنر:
قال في تعريف الكلمة: السراج الذي كانوا يشعلونها ...الخ.
والصواب: السراج الذي كانوا يشعلونه ...الخ.

12. تكررت في حواشي الكتاب عبارة: (لم أجد لها تفسيراً لغوياً لهذا المعنى) أو كلمات تشابهها، في صفحات مختلفة من الكتاب، مثل (ص103 + 112 + 113)، ويحسب الناظر في متن الكتاب أنه قد تم توثيقه وإرجاع جميع مصطلحاته إلى اللغة!! في حين أنه اشتمل على مصطلحات خاصة بالبيئة الزراعية الأحسائية، منها ما وافق اللغة ومنها ما لم يوافقها.
1. الكلمة ذات الرقم (846): شرب.
ذكر المؤلف تعريف الكلمة وقال: وهذا معنى الشِّرْب في اللغة.
أقول: لم يوثق مصدر الكلمة ومعناها في أيٍّ من كتب اللغة!! في حين أن ابن منظور ذكرها في اللسان.
2. الكلمة ذات الرقم (1711): ياالله.
قال في تعريف الكلمة: كلمة يقولها الصرَّام وهو على النخلة تنبيها منه إلى رمي العذق ليتلقفه العمال على الأرض.
أقول: هي من الكلمات المشتركة في الحياة العامة وليس لها اختصاص بالزراعة، كأن يقول الرجل حال دخوله المنزل احَ احَ يا الله، توخياً لوجود أحدٍ غريبٍ من خارجِ الأسرة، ونحو ذلك، بل إنَّ كثيراً لا يقول: يا الله حال الصرام، بل يقول (اِلْقَف) بصيغة الأمر، وتعني: تلَقَّف العذق.

ختاماً:
جزى الله المؤلف خير الجزاء، ووفقه في مواصلة مشواره العلمي، وأرجو أن يكون هذا النقد إضافة للمعجم الذي سطّره بقلمه المبارك، وأن يتّسع صدره لما تم ذكره.


وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...