الأحد، 9 ديسمبر 2018

العمامة - عرض وتعريف


اسم الكتاب: العِــمَــامَــــة
المؤلف: سعود بن عبدالله الرُّومي
الناشر: المهرجان الوطني للتراث والثقافة – الرياض
تاريخ النشر: الطبعة الأولى – 1435هـ (2014م)
عدد الصفحات: 135
المقاس: 22 × 16 سم
عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

التعريف بالكتاب:
يتطرق المؤلف إلى لباس (العِمامة) الذي يُعد من التراث العربي والإسلامي، ولما لها من مكانةٍ خاصة في ذلك يشرع المؤلف بتعريف العِمامة عند اللغوين القدماء والمعاصرين والتي تعني: اللباس الذي يُلاث على الرأس تكويراً، وجمعها: عمائِم، واستشهد بالأثر القائل: (العمائم تيجان العرب)، وتطرق إلى فوائدها الكثيرة مستشهداً بقول الفرزدق والجاحظ في هذا الباب، ولا يخفى على المؤلف أن يُعطي لمحة تاريخية مما ذكره الرحّالة والمؤرخون بشكل مقتضب، وكذلك اهتمام المستشرقين بذكرها في رحلاتهم ومذكراتهم الشخصية، أمثال دوزي وَ ادوارد لين، ومن طرائف ما استشهد به المؤلف قصة ذكرها ادوارد لين تُبيّن مكانة العمامة، وهي: (رووا أن عالماً سقط من فوق حِماره في شارع من شوارع المدينة، فتدحرجت عمامته بعيداً عنه، فتجمّع المارّون وأخذوا يجرون وراء العِمامة صائحين: ارفعوا تاج الإسلام، ارفعوا تاج الإسلام، بينما كان العالِم المسكين طريح الأرض يناديهم مغتاظاً: أنهِضوا أولاً شيخ الإسلام).
 

 واللطيف في ذلك أن للعمامة عدّة أسماء بناءً على وضعها، ولونها، ولابسها، فقد ذكر المؤلف عدة أسماءٍ لها، وأنواعها، كما أنه أشار إلى أن لكل طبقةٍ عمامة يُعرف لابسها، فاستشهد بقول الجاحظ: بأن للخلفاء عِمَّة، وللفقهاء عِمَّة، وللأعراب عِمَّة، وللروم والنصارى عِمَّة ...الخ. وللعمامة كيفية في لبسها، كالسدل والإرخاء والاعتجار  والاحتناك وغير ذلك، وقد استمرّ لبس العمامة إلى زماننا هذا، مع ابتعاد عنها في بعض المناطق العربية حيث حلّ لباسٌ آخر، ولكل منطقة طريقة، وهي كما ذكر الجاحظ آنفاً، وأضاف المؤلف أن لكل لونٍ من ألوان العمائم معنىً، ومن ضمن ما استشهد به العمامة الخضراء، التي روي أن رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسَلَّم لبس عمامةً خضراء، ويشير المؤلف أن أوّل ظهور للعمامة الخضراء كان في عهد المأمون سنة 201 هجرية، حينما أعطى ولاية العهد للإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام كشعارٍ للعلويين تقرباً من العلويين، والحال ذاته استمر إلى العصر المملوكي في مصر والشام حينما أمر السلطان شعبان بن حسن أن يجعل اللون الأخضر شعاراً لعمائم العلويين (الأشراف) تعظيماً لقدرهم، في حين إن بعض البلدان لا تعير اهتماماً للألوان، مثل: أفغانستان وباكستان، فهم يلبسون العمائم السوداء والخضراء ولا يُنسبون إلى النبي صلى الله عليه وآلهِ وسَلَّم كما في بعض الحواضر العربية والفارسيّة وغيرهما التي تعني العِمَّة الخضراء والسوداء الانتساب إلى رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسَلَّم.

ولا يفوت المؤلف تسليط الضوء على عمائم النساء، التي في بداية أمرها لم تكن تلبس العمامة، إلا بعد فترة زمنية طويلة، حيث كان لهن عمائم خاصّة بهنّ، وأنه شوهد في أنطاكية أن في عمائم النساء اختلافٌ تُعرف بعضهن بها من كثرة أولادها وقلّتهم من حيث الحجم، بينما في مصرَ عمائم النساء لا تختلف عن عمائم الرجال.
وتحوّلت العمامة إلى تراثٍ عربيٍّ يحافظون عليه، ولكل مناسبة لونٌ وحجمٌ وقماشٌ مختلفٌ، وكذلك بحسب الأجواء الحارة والباردة أو السهول والبوادي والصحاري، ونظراً لما للعمامة من أهمية فقد اعتنى المصنّفون بتأليف كتبٍ فيها، مثل: (صوب الغمامة في إرسال طرف العمامة)، وَ (أزهار الكمامة في أخبار العمامة) وغيرها كثير من المصنّفات في هذا الشأن. ثم إن العمامة تحوّلت بفعل الزمن أنها خاصّة برجال الدِّين بينما العامّة من الناس توجّهوا إلى لبس العقال والكوفية أو الطربوش وغيرها من الملابس التي حلّت محلّها.

يتطرق المؤلف استطراداً إلى عادات القبائل وأعرافهم، وأن في العراق مثلاً يصل إلى حد القتل أو العقوبة القاسية لما لها من رمزيّة خاصة، ولذا فإن إسقاط العمامة يُعد إهانة، وانتقل الحال إلى العقال الذي يحتلُّ ذات الرمزية للعمامة، بحيث يبعث ذلك في نفس صاحبها على الغضب والألم حال إنزاله من قبل شخصٍ آخر حال حصول شجار أو سوء تفاهم، والحال ليس في العراق فحسب .. بل العمامة السيخية تلعب دوراً لا يقل أهمية عند المسلمين وأنها واجبةٌ على كل بالغ.


وقد اعتنى السلفُ بذكر ما يتعلق بالعمامة، ومنها ذكرهم صفة عمامة رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسَلَّم، وذكروا ما يتعلق بها من أحكام وفوائد وأدعية، وأن بعضهم يُكرم ضيفه بإلباسه عمامته، كما ورد أن النبي صلى الله عليه وآلهِ وسَلَّم كانت له عمامة اسمها السحاب ألبسها علياً عليه السلام، فكان الصحابة يقولون: جاء عليٌ في السحاب.
تتجلى أهمية العمامة وتتبع المؤلف في ذكر كل ما يتعلق بها، أنه أفرد باباً عن (رؤيا العمامة لدى المفسِّرين)، فقد تطرق إلى ذكر قول أربعة من المفسّرين كابن سيرين والنابلسي وغيرهما. وأكد في هذا الباب أن العمامة عند الجاهليين بمثابة التاج عند
غيرهم من الأمم، وكانوا يُعلون شأنها ويرفعون قدرها.

تطرق المؤلف بعد ذلك إلى أنواع العمائم في الأمم والدول، كالعمامة في العصور الأموية والعباسية ولدى المماليك، ثم عرّج على العمائم في العصر الحاضر واستخدامها في المملكة العربية السعودية وعمان والسودان وغيرها من البلاد، مع ذكر ألوانها وأنواعها.

* مما استشهد به المؤلف حول العِمامة قول أبي الأسود الدؤلي حينما سُئل عن فوائدها، أجاب:
جُنَّةٌ في الحرب، ومَكَنَّةٌ في الحرّ، ومدفأةٌ في القرّ، ووقارٌ في النديّ، وواقية من الأحداث، وزيادة في القامة.

* ومما جاء شعراً في العِمامة، قول الفرزدق:
إذا مالكٌ ألقى العِمامةَ فاحذروا = بوادرَ كفّي مالكٍ حين يغضبُ
فإنهما إن يظلماك ففيهما = نكالٌ لِعُريانِ العذابِ عصبصبُ

ختاماً:
يبقى هذا الكتاب التفاتة جميلة من مؤلّفه، حيث من خلال هذه الأوراق قدّم معلوماتٍ ثريّة حول ما يتعلق بالعِمامة، مع ذكر العادات والتقاليد في لبسها وما تعنيه، داعماً ذلك بالصور وبعض الأبيات الشعرية المرتبطة بها.





وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...