الخميس، 7 مارس 2019

الضيافة



الضيافة
بقلم: عبدالله بن علي الرستم

يُعد التواصل بين البشر سمة مهمّة في حياتهم بشكل عام، وهي من صفات الأنبياء والصالحين الذين يُقرون ضيوفهم بما لديهم، وقد حثّ صلى الله عليه وآله وسلّم على إكرام الضيف، ونهى عن الإعراض عنه في روايات لا تُحصى. إلا أن حالةً تنتاب بعض المجتمعات في الإعراض عن استقبال الضيف وعلى نقيضها عند أُناس آخرين حيث الإكرام والاستقبال والترحيب، وفي كلتا الحالتين أسباب ناشئة من ظروف كل مجتمع.
* من أسباب الإقدام على استقبال الضيف والترحيب به:
- البحث عن الأجر والمثوبة من الله عز وجل.
- توثيق الصلة بين الضيف والمُضيِّف.
- السير على سنن الأنبياء والمرسلين في حسن استقبال الضيف وإكرامه.
- وغيرها من الأسباب الداعية إلى القيام بهذا العمل الجميل.

* أما من أسباب عدم استقبال الضيف:
- المجيء في أوقات غير مناسبة، وبدون موعد مُسبق.
- الخوف من أن ما يُقدّم للضيف عُرضة للنقد والتقصير.
- التكلّف والمبالغة اللَّذَين صاحبا مجتمعاتٍ بأسرها.
وغيرها من الأسباب التي تفرضها بعض العادات والتقاليد.

والحل لأسباب الإعراض، هو: التوسط والجود بما هو موجود، فعلى الضيف أن يرضى بما يُقدّم له من إحسان وحسن استقبال، والنظر في أن إكرام الضيف خاضعٌ للعبادة والتقيّد بسنن الأنبياء، وليس خاضعٌ للعادات والتقاليد التي منها التكلّف والنظر في الآنية التي تُقدّم فيها الوجبة ونحو ذلك، ولعل شواهد كثيرة من القصص القصيرة والطويلة التي سمعتها من أصدقاء أعرضوا عن استقبال ضيوفهم وقاموا بتصرّفاتٍ كثيرة حتى لا يستقبلوا ذلك الضيف الذي أصبح عليهم كما يُعبِّرون عنه: ثقيلاً على جيوبهم وعلى أنفسهم للأسباب التي ذكرتها وأسباب أخرى.

فيا ترى متى نعي أن الضيافة عبادة؟!، ثم إنه على الضيف أن يحترم الأصول العامة للضيافة التي ذكرتها المصنّفات المأخوذة من أحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، كقوله: "إذا أراد الله بقوم خيرا أهدى إليهم هدية، قالوا: يا رسول الله وما تلك الهديةُ؟ قال الضيف ينزل برزقِهِ ويرتحلُ وقد غَفَرَ اللهُ لأهلِ المنزلِ"، فإذا كان صلى الله عليه وآله وسلّم يبشّر في رواية أُخرى أن الضيف طريقٌ للجنّة، فما حالنا نحنُ في التكلّف وقد نُهي عنه؟ أو أن نكلّف صاحب الاستضافة ما لا يُطيق!!.
ومجتمعنا العربي المسلم مجتمع مضياف ولله الحمد، بيد أنه حريٌ بنا التناصح بعدم التكلّف المبالغ فيه الذي لا يؤثر على تقدير الضيف سواءً كان جاراً أو صديقاً أو غريباً.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ).

نسألكم الدعاء.

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...