الاثنين، 11 مايو 2020

رمضان مختلف في الحجر المنزلي - صحيفة الرياض




الأحساء - مصطفى الشريدة
تتغير الكثير من العادات اليومية خلال شهر رمضان المبارك حينما يحلّ بأجوائه الروحانية وطقوسه العبادية والذي يتميز عن بقية الشهور بالسنة، ومع تعدد هذه الطقوس، فإن القراءة لها من أوقات الكثير لقراءة الكتب والحفاظ عليها، في الوقت الذي يكون هناك اتزان في وقتها ووقت العبادة من واجبات الشهر الفضيل، لكن كيف تكون القراءة مثمرة ومفيدة خلال أيام الشهر خاصة الأيام الأخيرة التي يعيشها الناس في حجر منزلي على مستوى العالم في ظل وجود توقف أغلب الأعمال والتواجد في المنازل تنفيذًا للاحترازات التي وضعت لصحة وسلامة الجميع، حيث أجاب الكاتب عبدالله بن علي الرستم على ذلك.
وقال: يقال: (رب ضارة نافعة)، ولا شك أن وباء الكورونا فيه من الضرر الكثير، إلا أن لكل ضرر وجهٌ حسن كما قال الشاعر (مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ)، ومن تلك الحسنات أن يلتفت الإنسان إلى نفسه وعقله، ولينظر إلى منجزاته في الحياة، سواءً على صعيد الثقافة، أو التربية، أو الجانب الاجتماعي، ولا شك أن الحجر بما فيه من سلبيات فإن ثمّة بريق أملٍ يجب أن نلتفت إليه.

وأضاف: منذ بدأ الحجر المنزلي ولدي قناعة تامة، وهي: أن عُشّاق القراءة لم يكترثوا بالحجر المنزلي؛ لأن القراءة هي جزءٌ من الانزواء والعزلة عن الحياة الاجتماعية، والغوص في دهاليز المعلومات المتنوّعة، فكأنها - الظروف - جاءت وفق ما يريدون، وهذا ما لمسته من بعض الأصدقاء حينما اتصلتُ بهم سائلاً عن حالهم، وإذا بمعنوياتهم عالية جداً، حيث جاء الوقت المناسب لممارسة هوايتهم (القراءة) من دون وجود ما يعكّر صفو مزاجهم من متطلبات اجتماعية، بل إن بعضهم صار لديه إنجاز على مستوى القراءة وما له صلة بها. ناهيك أن القراءة جزءٌ من تحريك الطاقات الكامنة في الإنسان، فبعض الأصدقاء التفت إلى أوراق بحوثه المتناثرة ليجمعها ويركّز العمل عليها، وبعضهم الآخر زاد من فاعلية القراءة في مجالات مختلفة استثماراً للوقت، والبعض الآخر نظر في أمر القراءة ودورها في الحياة.

أما على الصعيد الشخصي، فلي تجربتي الخاصّة التي لا تنفكُّ عما يقوم به عشّاق القراءة والذين ذكرتُ أحوالهم، فبالإضافة إلى ما ذُكر آنفاً، فإني حاولتُ مع أبنائي في أن نفعِّل مجال القراءة والاستفادة من الوقت في مجالات متعددة، فنعقد الجلسات النقاشية، ونتبادل المعلومات التي نقرؤها، ونصحح ما اشتبه علينا أمره، وأن يقرأ كل واحدٍ منّا ما يحب، بالإضافة إلى ممارسات مختلفة لتفعيل هذه الهواية المهمة في الحياة التي من دونها لا يمكن أن تتسع مدارك عقولنا.
وإني لأرجو من كل الأخوة أن لا يهجروا القراءة في ظل الظروف الآنيّة، فهي - القراءة - تسبح بك في عوالم المعرفة، خصوصًا في المجالات التي لها مساسٌ بميولنا المتنوّعة، فإذا لم نغذِّ العقل بالمعلومات سيصدأ مع الأيام؛ لأن للقراءة دورا في تنشيط الدماغ، خصوصاً إذا ما قرأ الإنسان معلومة جديدة فإنه يشعر بالصدمة كونه فوجئ أو تعرّف على معلومة جديدة يستفيد بها في حياته العامة، وإذا لم يكن للإنسان رغبةٌ في القراءة في أمر ما، فعليه أن يُجرِّبَ القراءة في كل ما يراه أمامه، خصوصًا وأن مصادر المعرفة متاحةٌ أمامنا، سواءً في الكتب الإلكترونية أو الورقية.

نشر هذا المقال في:
صحيفة الرياض، السنة (67) العدد رقم (18949) الاثنين 18 رمضان 1441هـ  (11 مايو 2020م)

الجمعة، 8 مايو 2020

واقع التصحر وشحة المياه - د. عماد الحفيظ



 

واقع التصحر وشحّة المياه وانعكاساتها في الوطن العربي

? د. عماد محمد ذياب الحفيظ
دار صفاء عمّان (الأردن)
الطبعة الأولى 1434هـ (2014م)
191 صفحة
 عرض وتلخيص: عبدالله بن علي الرستم
 تمهيد:
يُعد موضوع التصحر وشحّ المياه من المواضيع المهمّة التي تعيش بمعيّة الإنسان، وهي التي تهدد استقراره، فلا يمكن فصل التصحر عن شح المياه، وكذلك لا يمكن فصل الإنسان عنهما لعلاقة الكل بعضهم ببعض، ويستعرض المؤلف أن للإنسان وبعض الحكومات دوراً كبيراً ينحو للسلبية، وذلك بتعديه على المسطحات الزراعية، نتيجة ازدياد النمو السكّاني، ويرى المؤلف أن بعض الحكومات ساهمت في تدمير البيئة الزراعية بإعطائها الضوء الأخضر في تحويل الريف إلى مناطق ومخططات سكنية، في ظل عدم صناعة البدائل لدى المواطن.
وتأتي هذه الدراسة متممة لكثير من الدراسات التي سبقتها، سواءً صدرت عن جهات معنية بقضايا المياه والتصحر والبيئة، أو بأقلام متخصصين، حيث جُل اهتمامهم معالجة مشاكل التصحر وشحّ المياه. فهذه الدراسة التي تحتوي على ستة فصولٍ جاءت لتتحدث عن مشكلة مهمة في الحياة البشرية، محاولة طرح المشكلة وعلاجها حسب رؤية صاحب الكتاب. ويتكوّن هذا الكتاب على النحو التالي:
* مقدمة:
جاء المؤلف بمقدمة موجزة عن وضع التصحُّر وجذوره مع إعطاء لمحة سريعة عما دوّنه في هذا الكتاب، كما هي عادة كثيرٍ من الدارسين، مستحضراً أبرز النتائج والدراسات القديمة والحاضرة على مستوى العالم العربي.


1. الفصل الأول: نبذة تاريخية عن دور حضارات بلاد الرافدين في التوسع الزراعي ومواجهة التصحّر:
في هذا الفصل استعرض المؤلف نبذة تاريخية من اهتمام العرب بقضايا الزراعة وطُرق الري المستخدمة في حالات مختلفة، وكيف أنهم اعتمدوا على وسائل مناسبة لبيئاتهم في قضايا الري، فقد تطرق بأن اعتمادهم في الماء على الأنهار ومياه الأمطار والعيون والآبار العذبة، ولم يغفل أن بعض الحكومات التي قطنت بلاد الرافدين أولت الزراعة أهمية كبيرة وشرّعت في ذلك بعض التشريعات، وفي ذات الوقت يرجع المؤلف بأن بعض طُرق الري المعاصرة كانت موجودة عند العرب والمسلمين في قرون سابقة، وذلك من خلال وجودها في مصنّفاتهم المتعلقة بالفِلاحة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: (الري بالتقطير) فيرى المؤلف بناءً على مصادره أن عرب الأندلس والمغرب العربي كانوا يروون بعض المزروعات بالتقطير، نظراً لوجود شحٍ في المياه، وأن الطُرق المعاصرة التي تستخدمها بعض الدول الغربية ليست بجديدة على العرب، وأنها مستخدمة عندهم منذُ 1000 عام من الآن.

2. الفصل الثاني: شحة المياه وتحدياتها:
يشير المؤلِّف إلى أن معدل حاجة البشر للماء زادت في العقدين الأخيرين على ما هي عليه في العقود الأخيرة من القرن الماضي، وهذا راجع إلى كل منطقة وحاجتها من الماء، ويشير في الوقت ذاته إلى وجود تحديات إقليمية وقومية تساهم في ارتفاع كلفة الحصول على الماء، وأن لزيادة عدد السكان دوراً كبيراً وعلاقته بزيادة الطلب على الماء، يضاف في هذا الصدد أن طُرقَ التعامل مع المياه في ريّ المزروعات تختلف من منطقة لأخرى، وهو ما ينبغي أن تُتخذ بعض التدابير في زراعة المحاصيل التي لا تستهلك كمية كبيرة من المياه، وأن هذه المسائل بحاجة إلى تعاون دولي إزاء هذه الأزمة التي هي أساس الحياة، خصوصاً وأن الموارد الطبيعية للمياه كالأمطار والأنهار وغيرها باتت أقلَّ بكثيرٍ مما عليه في السابق، وهذا يدعو إلى اتخاذ تدابير أقل تكلفة في الحصول على الماء، والتي منها تحلية المياه المالحة كون معظم الدول التي تعاني من شحِّ المياه الجوفية هي دول تقع بالقرب من السواحل، وهذا مما يعزز سهولة الحصول على الماء بأقل تكلفة.
وحسب تقارير دولية وجِهاتٍ غير ربحية ناقشت طُرقاً أخرى في الحصول على الماء، إلا أن النجاح لم يكن حليفها، والتي منها جلب كُتَلٍ جليدية من القطب المتجمد عبر البِحار، إلا أن ذلك يعارضه ذوبان الجبال الجليدية حال قربها من منطقة الخليج كونها بلاداً حارّة، ولم تكتفِ تلك المنظمات بهذا الحل، بل عالجت الأمر بطرقٍ أخرى، والتي منها: تبادل المنافع بين الدول التي تتوفر فيها المياه بكميات كبيرة مع الدول النفطية (الماء مقابل النفط)، وذلك عبر مدِّ أنابيب للدول التي تعاني شحّاً في المياه، إلا أن هذا مرهونٌ بصنع علاقاتٍ سياسية جيدة ودرء الحروب عن الساحة حفاظاً على هذه الثروات الطبيعية. كذلك يجب ترشيد استهلاك الموارد المائية المتاحة، وتنمية تلك الموارد، مع التفكير في إضافة موارد مائية جديدة. كالنظر في إنشاء مشروعات السدود والخزّانات ونحو ذلك.

وأشار الباحث إلى أن بعض التقارير ناقشت الموضوع بأهمية بالغة، وأن ذلك مقرونٌ بدراسات سابقة وتوقعات مستقبلية إلى عام 2025م أو 2030م، وأن تلك التقارير نظرت إلى عوامل التلوّث المائي، والهجوم الصحراوي، وعوامل زحف الرمال على المناطق الزراعية، مما جعل كثيراً من المناطق الزراعية شبه صحراوية، لارتفاع تكاليف الزراعة فيها، وعدم وجود الدعم الحكومي لها، خصوصاً وأن كثيراً من الدول العربية معرضة لنقص الماء وبعض العوامل ذات الصلة كالهجرة البشرية من أجل البيئة، وتحويل بعض المناطق الزراعية إلى مناطق سكنية وغير ذلك من المشاكل المصاحبة لقضية الماء والتصحر.


3. الفصل الثالث: التصحُّر والزحف الصحراوي:
يُعرَّف التصحُّر أنه تناقصٌ في قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض أو تدهور خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبها ظروفاً تشبه الأحوال المناخية الصحراوية، وأسباب التصحر كثيرة، منها:
- زحف الكثبان الرملية التي تغطي الحرث والزرع بفعل الرِّياح.
- انخفاض المساحات الزراعية التي تعتمد على الأمطار.
- ارتفاع درجة الحرارة وقلَّة الأمطار أو ندرتها.
- الزحف العمراني.
- النشاطات الصناعية المختلفة.
- الاستخدام الخاطئ للمبيدات الزراعية.
وغيرها من الأسباب التي تساهم في ازدياد مساحة التصحّر. وهي مشكلة عالمية، جزء منها بفعل العوامل الجوية، وأخرى بفعل البشر، كالرعي الجائر خاصة في فترات الجفاف، أو إزالة الغطاء النباتي الطبيعي، وهذا يساعد في الوقت ذاته على انخفاض أعداد الحيوانات البرية لغياب البيئة المناسبة لتلك الحيوانات كي تتكيّف فيها.
ويطرح المؤلف بعض المشاكل وعلاجها، والتي منها ممارسة بعض المزارعين الخاطئة مع التُربة، كعدم إراحة الأرض فترات محددة، أو زراعة نوعية واحدة من البذور وعدم التنويع، والتوقيت الخاطئ للحرث، وغيرها من الأمور التي يضع لها علاجاً للتخلّص من مشاكل التصحّر، داعماً تلك المشاكل بلغة الأرقام في أفريقيا على سبيل المثال التي تتعرض إلى مشاكل التصحر بنسبٍ قد تكون مخيفة خلال الأعوام المقبلة. ويناشد المؤلف الحكومات إلى دعم سكّان المناطق الريفية باعتبار أن ذلك من أكثر السُبُل الفعّالة لتخفيف الضغط على الأرض، ويرى أن ذلك له صلةٌ بالفقر، حيث يهاجر بعض السكّان مناطقهم بسبب الفقر، ويذهبون لمناطق أو غابات كانت في السابق نقيّة أصلية، بحثاً عن أراضٍ لزراعة الأغذية، كذلك أنهم محرومون من الخدمات المختلفة.
وقد بُحث موضوع التصحّر على مستوى عالمي وأكاديمي، ودراسة كل منطقة على حدّه باعتبار أن بعضها خاضعة لظروف مختلفة عن المناطق المعرَّضة للتصحر.
  
4. الفصل الرابع: الجفاف وشحّة المياه من أهم عوامل الزحف الصحراوي:
يُعد الجفاف إحدى الظواهر المناخية الطبيعية التي تحدث بشكل متكرر في معظم أنحاء العالم، لكونه ناتجاً عن وجود نقصٍ حاد في الموارد المائية، والتي من خلالها تساهم في هجرات بشرية من منطقة لأخرى، حيث تعتبر بعض النشاطات البشرية عاملاً مساعداً في حدوث الجفاف، مثل: الزراعة الجائرة، والري الجائر، وإزالة الغطاء النباتي، وتعرية التربة التي تؤثر بشكل سلبي على قدرة الأرض على امتصاص الماء والاحتفاظ به. ومن خلال هذه المسائل فقد حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن المنطقة العربية تُعد من أكثر المناطق جفافاً في العالم، حيث تعاني عدة دول من مشكلات نوعية مياه الشرب والزراعة والتي تشمل ظاهرة التصحّر.
 وتشير التقارير أن للجفاف آثاراً شائعة، مثل:
- تضاؤل معدل نمو المحاصيل وإنتاجيتها، وعدم القدرة على تنمية الثروة الحيوانية.
- العواصف الترابية التي تحدث عندما يصيب الجفاف منطقة تعاني من التصحر.
- المجاعة الناجمة عن نقص مياه الري، مما يسبب في انخفاض الإنتاج الزراعي.
- أمراض سوء التغذية والجفاف.
- هجرة الثعابين وزيادة التعرض للدغاتها بسبب نقص المياه والعطش.
- اضطرابات اجتماعية بسبب شحة المياه، ... الخ.



5. الفصل الخامس: العواصف الرملية أسبابها وتأثيراتها على الزراعة:
 بالرغم من أن العواصف الرملية آياتٌ كونية، فهي جزء لا يتجزأ من واقعنا اليومي، فلها أسباب وأنواع وأعراض وكذلك أوقات ومصادر وآثار، حيث من البديهي أن تصاعد الأتربة والغبار في الصحراء يحدث بهبوب  الرياح التي تحرّك الطبقات العُلوية غير المستقرة من الرمال، وأن للمزروعات التي تحيط بالمدن دوراً في صدِّ تلك العواصف الترابية، ومع ذلك فإن لها آثاراً سلبية، كتفاقم الأوضاع الصحّية لدى السكّان المصابين بأمراض مزمنة كالربو والتهابات القصبة الهوائية وصحة الأطفال والحساسية ...الخ، فمن خلال هذه الآثار يُنصح المرضى المصابين بالحساسية وغيرها بتجنّب البقاء في الأماكن المفتوحة المعرَّضةِ للغبار والأتربة، مع وجود إدارة للمراعي بطريقة منظّمة تتلاءم مع البيئة الصحراوية، وتفعيل الأنظمة البيئية المتعلقة بأنشطة التحجير والصناعة، وأن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا بتكاتف الدول، كون المسؤولية مشتركة بين دول المنطقة.
            وأشار المؤلف إلى بعض الاجتماعات والأوراق العلمية التي قُدمت في هذا الشأن، والتي أشار بعض الباحثين إلى أن للجفاف وسرعة الرياح وقطع الأشجار والحركة العمرانية وقلّة سقوط الأمطار وانحسار الغطاء النباتي دورٌ كبيرٌ في جعل الغبار ضيفاً غير مرغوب فيه في جميع بلداننا العربية. وينتقد المؤلف أنه لا توجد برامج مدروسة تتخذه بعض الحكومات للتنسيق من أجل خطوات فعّالة في التخفيف من آثار هذه المشكلة الكبيرة، والتي منها تعريف المواطن بماهيّة هذه المتغيّرات ودوره في الحدِّ منها من خلال تطبيقه للنصائح والإرشادات في أهمية الترشيد في مجال الاستهلاك بكافة أنواعه. وقد أشار المؤلف إلى بعض العواصف الترابية التي حلّت ببعض المدن كواقع تاريخي حصل في الماضي لتجنّبه في المستقبل، وتركيزه على الجوانب الاجتماعية لهذا الموضوع.

6. الفصل السادس: دور معالجة المياه العادمة في مواجهة شحّة المياه والتصحُّر:
تختلف عمليات معالجة مياه الشرب باختلاف مصادرها ونوعيتها ومواصفاتها، حيث منها المياه السطحية، والجوفية، ويأتي ذلك نتيجة عدد من العوامل، مثل:
- التطوّر في تقنيات تحلية المياه.
- اكتشاف محتويات جديدة لم تكن موجودة في المياه التقليدية.
- اكتشاف بعض المشكلات التي تسببها بعض المحتويات الموجودة في الماء، والتي نتجت عن بعض عمليات المعالجة التقليدية.
وتأتي هذه المعالجة نتيجةً للتقدم الصناعي والتقني الذي شهدته بعض الحِقَب التاريخية المتأخرة، التي تفوق طرق المعالجة التقليدية المعتمدة على اللون والرائحة والطعم، خصوصاً وأن المياه في الوقت الحاضر تتعرض لبعض المشاكل كتلوثها نتيجة المخلفات الصناعية، والصرف الصحي، والحوادث البيئية، وعليه أخذت طُرق المعالجة مساراً جديداً يختلف عن مسار المعالجة التقليدية.
ورغم أن المياه الجوفية من أنقى المصادر للمياه الطبيعية التي يعتمد عليها الكثير من سُكَّان العالم، إلا أن بعضها وخصوصاً العميقة منها يحتاج إلى عمليات معالجة متقدمة جداً، وباهظة التكاليف؛ لحاجتها إلى التطهير لوجود بعض الغازات الذائبة فيها كثاني أكسيد الكربون وغيره، وإضافة بعض المواد لتكون صالحةً للاستخدام البشري، خصوصاً وأن هذه المياه بحاجةٍ إلى عِدَّةِ عمليات مختلفة يعرفها المختصون كإزالة العُسر والترسيب وإعادة الكربنة والترشيح والتطهير ومعالجة المخلّفات التي شرحها المؤلف بشرح موجزٍ يفي بالغرض حول كل مرحلة من مراحل المعالجة.
وقد تعرض المؤلف إلى كلِّ ما له صلة بطُرق المعالجة القديمة والحديثة مع عدم إغفاله توجيه النصح بالترشيد والحفاظ على تلك المصادر وعدم تلويثها، متطرقاً في الوقت ذاته إلى معالجة مياه الصرف الصحي عبر مراحل مختلفة، والتي باتت أمراً مقبولاً في كثير من الدول لاستخدامها في ري المزروعات والأغراض الصناعية بدلاً من المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى قلّة تكلفة المعالجة التي تتراوح ما بين 66 هللة إلى 1.61 ريال للمتر المكعّب، وكذلك لتكون مصدراً آخرَ حال وجود خلل في المياه الصالحة للشرب، ومع ذلك فإن لهذا الأمر بعض المساوئ أنها تسبب مشاكل صحية إذا لم تتم معالجتها بشكل صحيح.

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...