الأحد، 19 أغسطس 2012

هلال رمضان والعيد

هلال رمضان والعيد

هي نفسها المسألة تتكرر كل عام عند الشيعة الإمامية، ولستُ في صدد اللوم أو العتاب أو التهكم أو أي نوع من التجريح والنقد غير المبرر ضد هذه المسألة!! إلا أن المؤلم في هذه المسألة أن أصحاب الشأن لا يطبّقون بعض الضوابط التي لها صلةٌ بالأمور الفقهية والاجتماعية؛ باعتبار أن الفقه علمٌ له مساس بالحياة الاجتماعية.
قبل سنوات تحدثتُ مع أحد طلبة العلوم الدينية – نسيت اسمه – حول مجلس الاستهلال في منطقة الأحساء ودوره في مثل هذه المسائل، فتحدث عنه وقال: إن المجلس ليس له مجلس (أي: انتهى دوره وفُض جمعه)؛ وذلك لقيام بعض الفضلاء بنشر تصريحات تخالف ضوابط تصريحات المجلس، وأسباب أخرى.
أتذكر أني قرأتُ في إحدى الكتب عن دور المرجعية في توحيد الأمة وخصوصا في إثبات هلال شهر رمضان وهلال العيد، ومضمون القصة أن جماعة يأتون إلى السيد/ محسن الحكيم فيسألونه عن صيام شهر رمضان، فيسألهم: ماذا يقول الشيخ/ محمد رضا آل ياسين؟ فيجيبونه: قال الشيخ لم يثبت عنده الصيام. فيقول: قولي هو قول الشيخ محمد رضا آل ياسين (أي: لم يثبت الصيام)، والحال نفسه عند الشيخ آل ياسين حينما يُسأل عن هلال العيد مثلاً، فقبل إجابته يقول: ماذا يقول السيد محسن؟ فيقولون له: ثبت عند السيد محسن غداً عيد، فيجيبهم: غداً عيد.
هذا النموذج الراقي من دور المراجع العظام – رحمهم الله تعالى – يشكل حالة من الانسجام ودوره في توحيد الأمة تجاه قضاياها المختلفة.
والغريب أن مجموعة من فضلاء المنطقة يرجعون في تقليدهم إلى مرجع واحد، ومع ذلك تراهم مختلفين، وكأن لسان حال العامّي: إذا كانوا لا يثقون في بعض لماذا هم علماء؟!! وليس لنا أن نلوم هذا العامي على تفكيره؛ لأنه أجاب بالفطرة دون تكلّف، وحري بعلمائنا أن يوطدوا العلاقة في مثل هذه القضايا ويوحدوا الجهود تجاه قضايا المجتمع المصيرية، فضلاً عن الاختلافات المبنائية بين الفقهاء التي يرجعونها إلى المكلّف نفسه ومدى اطمئنانه للشهود.
وقول البعض: كل على اطمئنانه، لا تجر نفعاً، بل تجر ويلاً لأولئك الذين لا يعرفون دقائق الأمور في مثل هذه المسائل، أو لا يعرفون كيف يختلفون، حيث المطلوب من أصحاب الشأن أن يلتفتوا إلى هذه المسائل – وهم ملتفتون بلا شك ولكن يجب تعزيز النظرة الاجتماعية – لتوظيفها في خدمة المجتمع المؤمن، كذلك لتخف التصريحات المنبرية حول هذه المسائل وكلٌ يسعى لتعزيز موقفه وتثبيته في قلوب الناس!! في حين أننا غنيون عن التصريحات، وما أحوجنا إلى تكثيف الجهود في إصدار بيان واحد للعيد أو للحج أو لغيرها من القضايا المختلفة.


تنبيه: لا أحب الخوض في مثل هذه المسائل .. ولكنها نفثة محزوووووون
وكل عام وأنتم بألف صحة وعافية ..

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...