الخميس، 11 ديسمبر 2014

كتاب (تاريخ العرب في الإسلام - السيرة النبوية) - عرض وتعريف








بطاقة الكتاب:
اسم الكتاب: تاريخ العرب في الإسلام (السيرة النبوية)
المؤلف: الدكتور/ جواد علي
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد
تاريخ الطباعة: الطبعة الثانية – 2004م
عدد الصفحات: 250 صفحة
عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم


التعريف بالكتاب:
لا يخفى على صاحب اهتمام بالتاريخ، أن للدكتور/ جواد علي يد طولى في إعطاء التاريخ صبغة حضارية ومختلفة عما سبقه من المؤلفين في العصر الحديث، فقد أتى هذا الكتاب بعد الانتهاء من موسوعته (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، وغيرها من الأبحاث التي سبقت هذا الكتاب الذي نحن بصدده، نشر بعضها كتباً والأخرى أبحاثاً في مجلات علمية.

ومن يتعرّف على أسلوب المؤلف يحتاج إلى التريّث في تقبل فكرة ما، ذلك أن المؤلف صاحب ثقافة موسوعية في مجالات عدة، ففي هذا الكتاب يتعرض إلى أربعة محاور، (1) خطورة تاريخ الإسلام وكيفية تدوينه. (2) مكة المكرمة. (3) من الميلاد إلى البعث. (4) محمد رسول الله. وهذه المحاور تعرّض لها المؤلف بشئ كبير من الإشباع، وفي بعضها لم يشبعها بحجّة أنه استطراد أو ليس بذي أهمية أو أنه سيأتي على ذكره في صفحات أخرى من هذا الكتاب الذي لم يُسجل أن يكون موسوعة أخرى ككتابه (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام).

ففي المحور الأول يشير المؤلف إلى نقد بعض الكتب التاريخية ومنها (السيرة الحلبية) ص15 التي يرى أن فيها كثير من حشو وقصص اسرائيلي نبه عليه العلماء، وهذا ما دعا بعض المستشرقين يتشبثون بها وبالروايات الضعيفة، وذلك بأن معظم القصص بثها مسلمة اليهود في صدر الإسلام وألصقوها بابن عباس ص49، موضحاً في الوقت نفسه أن مشكلة طرأت في صدر الإسلام وهي مشكلة التدوين، وقد عالجها معالجة فنّية، حيث أشار إلى بعض الأسباب وترك الباقي لئلا يخرج عن صلب الموضوع.

أما المحور الثاني  الذي ركز فيه على فهم سيرة الرسول والإسلام من التحدث عن مكة وأحوال سكانها وحالة الناس فيها، باعتبار أن هذه المسائل من الأمور المهمة في تاريخ السيرة النبوية، فقد تعرض إلى أمور عدة، منها: وضع القبائل واتصالهم بالقبائل الأخرى وخصوصاً عرب الشمال، وأوضاعهم الاقتصادية والعبادية وعن طرق اتصالهم التجاري بعرب الشمال، وكذلك عن وضع مكة في ذلك العهد ومركزيتها من بين الأماكن الأخرى.

يأتي المحور الثالث والذي يتحدث عن ميلاد النبي وتسميته وبعض العادات والتقاليد التي يراعيها الجاهليون كالعقيقة وحلق الرأس ونحو ذلك، وقد أسهب المؤلف حول التسمية باعتبار أن هناك بعض الآراء التي تثار في هذا الصدد من تسمية النبي محمد (ص) بـ(قثم) أو (أبو قثم)، مستعرضاً الآراء بحيادية الباحث ومناقشة الآراء الكثيرة. وكذلك تناول قضية الإرضاع والسبب الذي انتهجته قريش في هذه المسألة، وعن وضع كفالة عبدالمطلب لحفيده رسول الله (ص)، ومن بعده كفالة أبي طالب له، حيث ذكر من الآراء المثيرة في هذا الصدد ص151 (أن القصائد التي تنسب إلى أبي طالب هي مفتعلة)، وللأسف لم يشبع هذه الجزئية التي طرحها بطريقة خالية من التحقيق!!. كذلك تعرض إلى تجارة خديجة ودخول النبي (ص) فيها، وعن زواجه بها، وكل ما يرتبط بهذه المسألة.

يختتم المؤلف محوره الرابع، والذي يتحدث فيه عن رسالته ومجريات الأحداث التي رافقت الدعوة في بدء سنيّها، وفي هذا المحور بعض الإثارات التي لم يناقشها، كقضية نزول الوحي عليه وذهاب خديجة لورقة بن نوفل وتأكيد أمر النبوة ص175+208، وحول عبادة عبدالمطلب الأوثان ص222-223، وبعض المسائل التي تعد عند بعض المسلمين من المسلمات، كذلك تعرض المؤلف إلى قضية تخفي الدعوة قبل الجهر بها وما جرى لها من ملابسات تاريخية وذلك حيال مسألة المسلمين الأوائل وترتيبهم، وأنها قضية ليست بذي بال عند مسلمي صدر الإسلام وأنها حالة طارئة على التاريخ وتحمل أبعاداً سياسية.

بهذا ينتهي المؤلف كتابه الذي لا أعلم هل أن هناك أجزاءً أخرى له (وهذا ما لا أتوقعه)، وهو كتابٌ حافل بالمعلومات المهمة حول تاريخ السيرة النبوية والبعثة بداية الصدع بها.

       

       

كتاب (ثورة الحسين .. حدثاً وإشكاليات) - عرض وتعريف















الكتاب: ثورة الحسين .. حدثاً وإشكاليات
المؤلف: د/ إبراهيم بيضون
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر – بيروت
التاريخ: الطبعة الأولى – 2001م
عدد الصفحات: 206 صفحات
عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

التعريف بالكتاب:
ينطلق المؤلف من وجهة نظر تاريخية، وذلك بقراءة النصوص التاريخية قراءةً واعية لا يشوبها شئ من التعصب لرأيٍ ما، أو التحامل على رأيٍ يخالفه، حيث تتضح المنهجية العلمية في هذا الكتاب الشيّق، والذي يحتاج إلى عدة قراءات ليصل القارئُ إلى بعض الحقائق، خصوصاً وأن المؤلف لا يسهبُ في ذكر بعض النصوص، وإنما يكتفي بالنص التاريخي الذي يخدمُ البحث، وهذا الطرح بحاجة إلى إنسان يمتلك معنى الاختلاف في الرأي.
وثورة كثورة الحسين بحاجة إلى قراءة تاريخية منصفة، وهذا ما لم يتوفر إلا للقليل من الباحثين المنصفين، فهو يبحث الثورة من بداية تاريخ الصلح الذي جرى بين الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية كتمهيد لاستقراء الأحداث، ولا ينسى في الوقت ذاته قراءة الشخصيات البارزة في ثورة كهذه، كمسلم بن عقيل وانتدابه لهذه المهمة الصعبة، وسليمان بن صرد الخزاعي والمختار الثقفي وإبراهيم بن الأشتر وغيرهما من الشخصيات القيادية في الكوفة.

ولا يكتفي بذلك!! بل إنه يبحث الكوفة كموقعٍ اختاره الإمام الحسين عليه السلام، رغم التحذيرات التي أتت من شخصيات كبيرة في المدينة المنورة كعبدالله بن عمر وعبدالله بن العباس وغيرهما.

يضاف إلى ذلك أن بعض الآراء التاريخية التي تطرّق لها وبحثها بحثاً منهجياً، فإنه يفرّق بين ما يُطرح على المنابر والذي يسمّيه بـ(نص العزاء) وما هو موجود في بطون الكتب التاريخية والذي يسميه بـ(نص التاريخ)، فإنه – المؤلف – يرى أن هناك بوناً شاسعاً بين هذين النصّين، ولا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر، لأن في بعض نصوصهما ما يقود إلى الحقيقة، إلا أنه ينبذ فكرة الإضافات واختراع الأساطير وتهويل الصغير وتصغير الموقف الكبير، وهكذا.

وليس باستطاعتي التطرق إلى رأي واحدٍ، لأن الآراء التي تطرّق لها كثيرة وجديرة بالاحترام، خصوصاً من باحثٍ كرّس نفسه لخدمة التاريخ الإسلامي، فإنه لا يكاد يغفل مسألة إلا وتطرّق لها وبحثها في كلمات متراصّة، واختزال لغوي بارع.


كتاب (التراجم والسير) - عرض وتعريف


اسم الكتاب: التراجم والسير
اسم المؤلف: محمد عبدالغني حسن
الناشر: دار المعارف – القاهرة
عدد الصفحات: 111 صفحة
تاريخ الطبع: الطبعة الثالثة – 1980م

عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

التعريف بالكتاب:
يضع الأستاذ/ محمد عبدالغني حسن هذا الكتيّب ذي الحجم الصغير، وذي الفائدة العظيمة الكثير من الفوائد المرتبطة بمسألة "التراجم والسِيَر"، وذلك لاختلاف الأساليب عند بعض أصحاب هذا الفن، باعتباره إحدى الفنون الرائدة عند المسلمين؛ لارتباطه بتاريخهم وحضارتهم.
وهو إذ يُعرض على القارئ كيفية تناول أولئك المؤلفين الطرق المختلفة في تدويناتهم، إلا أنه يستدرك الكثير من أمّهات المسائل المهمّة والمرتبطة بهذا الفن، ويتضح ذلك من خلال كمية المعلومات وكيفية تتبعه لها، مما يدلل على أنه لم يكتب أي حرفٍ إلا وله اطلاع على تلك الكتب التي كتب عنها، ورغم مشقّة البحث في هذا الجانب، إلا أنه ذلَّلَ الصِّعاب أمام القارئ ومحيلاً في الوقت ذاته إلى المصادر التي رجع إليها القديمة والحديثة، ولا ينكر جهود الباحثين في هذا الجانب سواءً من القدماء أو المعاصرين، من المسلمين أو المستشرقين.

ثم إنه أوضح بداية التدوين في كل صنف من أصناف السِّيَر والتراجم، حيث فصّل بين التراجم العامّة والتراجم الخاصة، وكذلك لم يغفل منذ البداية عن الفرق بين السيرة والترجمة، حيث يشير في ذلك أن الترجمة تعني التعريف اليسير بالشخص، في حين أن السيرة تعني الاستطراد والتفصيل في كل محطة من محطات صاحب الترجمة، موضّحاً في الوقت ذاته التفصيلات التي أخذها أصحاب التراجم والطبقات، مثل: طبقات الأطباء، وطبقات المحدثين، وطبقات اللغويين والنحاة، ... الخ، وهذا في حقيقة الحال تستلزم من الباحث إلى قراءة كل ذلك الإنتاج على مرِّ التاريخ، ولو بالاطلاع العام والذي في نفس الوقت يُعدُّ جُهداً لا يستهان به.
وختم بحثه بضوابط الكتابة في هذا الفن المهم، من حيث التحقيق في اسم المترجم له، وتاريخ ولادته ووفاته، وأهم أعماله وغير ذلك مما له شأن في هذا الجانب، موضحاً إلى أهمية بعض الكتب التي كتبها المعاصرون، مثل: أعلام النساء لعمر رضا كحّالة، والأعلام لخير الدين الزركلي، مبدياً أهميتهما لكل باحث، مع عدم إغفاله لكثير من الكتب في هذا الجانب.

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

اليوم العالمي للغة العربية


اليوم العالمي للغة العربية

بقلم: عبدالله بن علي الرستم
 
يطل علينا اليوم العالمي للغة العربية الموافق 14/ ديسمبر/2014م، وفي تصوري كعربي أن اللغة العربية حاضرة بشكل يومي في حياتي، فهي كلغة عملية وعلمية ينبغي أن نستحضرها في ثقافتنا بشكل كبير، ذلك أنها الوسيلة الوحيدة التي من خلالها أوصل رسالتي لأي شخص أتعامل معه في جميع جوانب الحياة، فلا ينبغي أن تكون حبيسة الخطابات الرسمية فحسب؛ بل ينبغي أن نطوّرها بالشكل الذي من خلاله نوصل رسائلنا بشكل واضح لأي فرد نتعامل معه.

وفي حقيقة الأمر أنه ومنذ دخول بعض الأجهزة الحديثة، بات الكثير يدمج بين اللغة العربية ولغة أجنبية أخرى، مما شكّل ابتعاداً ملحوظاً في لغة التواصل مع الشريحة التي نعيش معها، وألاحظ ذلك في تعسر بعض الأشخاص ممن أتعامل معهم في إيصال رسالته بلغته الأم، مما يجعله يركنُ إلى لغة أجنبية أو كلمة دارجة ليوصل رسالته، ولا أعلم هل المشكلة في المتحدث أم المتلقي؟! بيد أني أحيل المشكلة إلى الطرفين في بعض الأحيان؛ لغياب التواصل المباشر والاعتماد على الأجهزة الحديثة.

وفي هذه الرسالة القصيرة أحب التركيز على أمر ما، وهو: غياب الجهات الرسمية المعنية في ضبط كثير من التجاوزات اللغوية في اللوائح الرسمية والدعائية، كأن تتحول اللوائح الدعائية إلى طمس بعض المصطلحات اللغوية واستبدالها بلغة أجنبية، أو بوجود الأخطاء الإملائية الفاضحة، وسبب ذلك عدم اهتمام الجهات المعنية باللغة العربية كلغة أم، إضافة إلى ذلك أن الخطاطين الذين يكتبون هذه اللوائح ليسوا عرباً، بل ينتمون إلى قوميّات غير عربية مما يوقعهم في أخطاء نحوية وإملائية وغير ذلك، بل إن الأمر حتى لو كان هذا الخطاط عربياً، فهو يفتقد هذه المسألة في صناعة الغيرة على اللغة العربية، وما أكثر اللوحات التي تشوّه لغتنا دون حسيب أو رقيب، وعلى سبيل المثال لا الحصر: استبدال كلمة الورود إلى Flours، ورجل الأعمال إلى businessman، والعلامة إلى Market، وغيرها كثير.

من خلال ما ذكرتُ ينبغي أن يكون للجهات المعنية دورٌ ملحوظٌ في عدم استخدام أي مصطلح غير عربي؛ إلا إذا كان استخدام المصطلح غير العربي لحالة ضرورية، كأن تكون العلامة لهذه البضاعة أو تلك غير عربية مما يجعل بعض اللوائح الدعائية ممهورة بهذه العلامة التجارية غير العربية، كإطارات السيارات والعطورات ونحو ذلك، وينبغي أن يكون الشخص المعني في هذه الدائرة ذات الاختصاص من أهل الاختصاص في اللغة العربية؛ لأنه يمثل جهة رسمية وليس جهة تطوّعية.

حفظ الله لغتنا الأم من كل مكروه، وإني أناشد أبناء العربية أينما كانوا أن ينهلوا من هذه اللغة ليستطيعوا إيصال رسالتهم بشكل حضاري دون غموض.

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...