الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

اليوم العالمي للغة العربية


اليوم العالمي للغة العربية

بقلم: عبدالله بن علي الرستم
 
يطل علينا اليوم العالمي للغة العربية الموافق 14/ ديسمبر/2014م، وفي تصوري كعربي أن اللغة العربية حاضرة بشكل يومي في حياتي، فهي كلغة عملية وعلمية ينبغي أن نستحضرها في ثقافتنا بشكل كبير، ذلك أنها الوسيلة الوحيدة التي من خلالها أوصل رسالتي لأي شخص أتعامل معه في جميع جوانب الحياة، فلا ينبغي أن تكون حبيسة الخطابات الرسمية فحسب؛ بل ينبغي أن نطوّرها بالشكل الذي من خلاله نوصل رسائلنا بشكل واضح لأي فرد نتعامل معه.

وفي حقيقة الأمر أنه ومنذ دخول بعض الأجهزة الحديثة، بات الكثير يدمج بين اللغة العربية ولغة أجنبية أخرى، مما شكّل ابتعاداً ملحوظاً في لغة التواصل مع الشريحة التي نعيش معها، وألاحظ ذلك في تعسر بعض الأشخاص ممن أتعامل معهم في إيصال رسالته بلغته الأم، مما يجعله يركنُ إلى لغة أجنبية أو كلمة دارجة ليوصل رسالته، ولا أعلم هل المشكلة في المتحدث أم المتلقي؟! بيد أني أحيل المشكلة إلى الطرفين في بعض الأحيان؛ لغياب التواصل المباشر والاعتماد على الأجهزة الحديثة.

وفي هذه الرسالة القصيرة أحب التركيز على أمر ما، وهو: غياب الجهات الرسمية المعنية في ضبط كثير من التجاوزات اللغوية في اللوائح الرسمية والدعائية، كأن تتحول اللوائح الدعائية إلى طمس بعض المصطلحات اللغوية واستبدالها بلغة أجنبية، أو بوجود الأخطاء الإملائية الفاضحة، وسبب ذلك عدم اهتمام الجهات المعنية باللغة العربية كلغة أم، إضافة إلى ذلك أن الخطاطين الذين يكتبون هذه اللوائح ليسوا عرباً، بل ينتمون إلى قوميّات غير عربية مما يوقعهم في أخطاء نحوية وإملائية وغير ذلك، بل إن الأمر حتى لو كان هذا الخطاط عربياً، فهو يفتقد هذه المسألة في صناعة الغيرة على اللغة العربية، وما أكثر اللوحات التي تشوّه لغتنا دون حسيب أو رقيب، وعلى سبيل المثال لا الحصر: استبدال كلمة الورود إلى Flours، ورجل الأعمال إلى businessman، والعلامة إلى Market، وغيرها كثير.

من خلال ما ذكرتُ ينبغي أن يكون للجهات المعنية دورٌ ملحوظٌ في عدم استخدام أي مصطلح غير عربي؛ إلا إذا كان استخدام المصطلح غير العربي لحالة ضرورية، كأن تكون العلامة لهذه البضاعة أو تلك غير عربية مما يجعل بعض اللوائح الدعائية ممهورة بهذه العلامة التجارية غير العربية، كإطارات السيارات والعطورات ونحو ذلك، وينبغي أن يكون الشخص المعني في هذه الدائرة ذات الاختصاص من أهل الاختصاص في اللغة العربية؛ لأنه يمثل جهة رسمية وليس جهة تطوّعية.

حفظ الله لغتنا الأم من كل مكروه، وإني أناشد أبناء العربية أينما كانوا أن ينهلوا من هذه اللغة ليستطيعوا إيصال رسالتهم بشكل حضاري دون غموض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...