الخميس، 1 أغسطس 2013

الإنجازات الرمضانية

بقلم: عبدالله بن علي الرستم

لكل مشروعٍ غايةٌ وثمارٌ، وشهرُ رمضان مشروعٌ إلهيٌ له غاياته الكثيرة، وأبعاده المختلفة، وثمارهُ المتنوعة، والحديث في هذه الأسطر حول إنجازات كل إنسان في هذا الشهر العظيم، وأبدأ بالأسئلة التالية:
هل وضع أحدنا خطةً له حول ماذا سيُنجِز في هذا الشهر العظيم؟
وهل حاول استدراك ما فاته بما بقي من أيامه ولياليه؟
وهل سيكون صادقاً في تعاطيه مع فلسفة هذا الشهر؟
وأسئلة كثيرة في هذا الصدد، ينبغي الالتفات إليها ومعالجتها معالجةً تتناسب وقداسة الشهر الكريم، ذلك أن الحديث يتجلّى في مجموعة من الإرهاصات التي تصيب الإنسان ونفسه التي ينبغي أن يتغلب على كل الشهوات التي لا تتناسب مع شخصية المؤمن في هذا الشهر.
* قراءة آيات من القرآن الكريم كل ليلة تعبداً بالمأثور الروائي أمر مطلوب، مع مراجعة بعض المعلومات القرآنية في كتب التفسير وعلوم القرآن الكريم، ذلك أن هذا الشهر موسمٌ قرآني وعبادي وروحي، شأن هذا الموسم أن ينسلخَ الإنسان من جميع الترسبات العالقة بالذهن؛ لينتقل بإرادته القوية إلى الصفاء الروحي الذي يتجسّد فيه العفو والإحسان لإخوانه المؤمنين، ويكون بذلك قد فتح صفحةً نقيّة لمن وافقه في هذا الجو المُفعم بالحُب، وإذا لم يحالفه الحظ في موافقة الآخرين له، فما عليه إلا السير قُدماً وعدم الالتفات إلى رداء التاريخ السلبي الذي خلعه من غير رجعة.
* قد تؤثّر بعض السلوكيات في الفكر الجمعي على هذا التوجه وتعيده إلى أحضانها حتى لا يتجاوزَ شيئاً من أسوار البؤس للتقدم نحو الأفضل، بَيْدَ أن الإنسان صاحب الإرادة القوية والمليئة برؤية واقعيّة سيتخطّى كل الحواجز مهما بلغت صلابتها، ذلك أن الإرادة القوية والمبنيّة على رؤية واضحة، سترى تلك الحواجز مهترئةً لا تستحق أن يُنظر إليها وكأنها عائقٌ حقيقيٌ في حياة أصحاب التغيير نحو الأفضل، بل هي حواجزٌ وهميّةٌ يخترعها الإنسان كي لا يتقدم نحو الأمام.
* لا يخلوا الإنسان من وجود خلافاتٍ في حياته، لكن!! كيف يعيش مع تلك الخِلافات التي صنعتها النوازع النفسية؟! والظروف الغامضة؟! هل سيكون لليالي شهر رمضان دورٌ في التخلّص من تلك النوازع المفتعلة؟ أم أن إرادته ليست لها القدرة على تخطّي هذه الخلافات ذات الصبغة السلبية في حياتنا الاجتماعية!!
فالإنسان الواعي والذي يحملُ همّاً رسالياً في حياته، سيتخطّى كل ما من شأنه يعرقل مسيرة حياته وتقدمها، فما الخلافات التي تحصل إلا حالةٌ عرضيّةٌ نعطيها حجماً أكبر من حجمها فتفسد علينا أشياء كثيرة، وهذا مما لا يستقيمُ مع عُشّاق الصفاء الروحي.
* لشهر رمضان نكهةٌ خاصّة لمن أراد أن ينتقل من حالٍ بائسٍ إلى حالٍ أفضل، وذلك من تهيئة النفسِ وترويضها على حب السلام، والصفاء، والانسجام مع المجتمع البشري في جميع قضاياه الإنسانية، ومن لم يوفّق في التخلّص من ترسّبات أخلاقية أو نوازع نفسية أو غيرها من سلوكيّات الجهل، فسيكون التوفيقُ في غير هذا الشهر أصعب بكثير إلا ما شاء الله سبحانه، ذلك أن آثار هذا الشهر الكريم تعطي القلبَ الصادقَ دفقةً شعوريةً مليئة بالنظرة السامية للحياة البشرية إلى السنة التي تليها، والتي ستكون النظرة فيها أكثر وعياً من سابقتها.
* ما زال أمامنا ليالٍ معدودات نستطيع أن نُحوّل كل طاقةٍ سلبيةٍ مكتنزةٍ في أنفسنا، إلى طاقةٍ إيجابية مليئة بالتفاؤل، فإحياءُ الليالي الماضية بالعبادة لن تعطينا نقلةً نوعيةً ما لم نكن صادقين مع أنفسنا، في المقابل أن يتوجّه العبدُ صادقاً في دقائق معدودات إلى ربّه قد تحوّل حياته إلى نبعٍ يغرفُ منه القاصي والداني بفضل الصدق مع رب العِباد، ويكون بذلك أعظم إنجازٍ له في هذا الشهر العظيم.

(نسألكم الدعاء)

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...