الخميس، 16 يونيو 2016

جدل الرؤى - للشيخ الفضلي

جدل الرؤى في الفضاءات المرجعية للثقافات المعاصرة
الدكتور عبدالهادي الفضلي
دار الرافدين – بيروت
الطبعة الأولى – 1427 (2006م)
120 صفحة


عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

مقالات خفيفة، والعمق يلفُّ حروفها، تنبئ عن وعيٍ وتجربةٍ في العمل والتنظير الإسلاميين، وتُعد مواكبة للأحداث في الفترة التي كُتبت فيها ولا زالت، فهي تعالج مواضيع عدّة وفق رؤية هادئة تعتمد على قراءة علمية لتلك المواضيع.
        فرغم تنوّع هذه المقالات من حيث اختلاف الرؤى، إلا أن المعالجة جاءت بطرق مختلفة وواقعية والغاية واحدة، حيث المعالجة أتت عبر مباضع خاصة، والغاية إصلاح المغالطات المرتبطة بتلك الرؤى، وهي كذلك تنمّ عن تتبعٍ وقراءة واسعة لتلك القضايا، وفي ذات الوقت فإن تلك المواضيع بحاجة إلى شخصية كرّست نفسها في العمل الثقافي الإسلامي الحركي غير المتجمّد. هذه المقالات المهمة بحاجة مثقفينا أن يطّلعوا عليها؛ لأننا لا زلنا في نقاشٍ وجدلٍ حولها حتى وقتنا الراهن، وسبب هذا الجدل الدائر المستمر هو أننا غفلنا عن طرق المعالجة، فليس من الإنصاف أن نعالج قضايانا بدون أدوات عصرية، وليس من الحق أن نعالج هذه القضايا بأدوات وثقافة غيرنا، لذا أتت هذه المقالات من صميم الحاجة التي نعيشها.
وأتت المقالات على النحو التالي:
- المعرفة ودورها في تحصيل العقيدة.
- توفير حق الحياة.
- الحرية مفهوم حائر.
- الدراسات المقارنة ودورها في حل مشكلات الفكر الإسلامي.
- الفكر التشريعي وتحضير الأمة.
- بين الواقع والبديلين.
- الوعي السياسي ودوره في تحديد الموقف.
- من المغالطات سياسياً.
- الهوية الإسلامية أولاً.
- التلاعب بالألفاظ سياسياً.
- ليس غزوا حضارياً.
- المعادلة السياسية القاسية.
- السلام سبيل للمسلمين أو عليهم.
- البوليسية نهاية الاستعمار.
حيث كانت معالجة المؤلف بطريقة التعريف اللغوي قبل كل شيء، وذلك لئلا يكون هناك فهم خاطئ بعيدٌ عن الغاية المراد الوصول لها، فأي قضية لابد من فهمها قبل التوغل فيها؛ لأن التوغل فيها دون شرح الجذور اللغوية وفهم المراد منها يساهم في تحديد نقطة الانطلاق، وبغير ذلك لا يمكن معرفة المسار، يضاف إلى ذلك وضع المصطلح بلغاتٍ أخرى وتعريفها ومقارنتها بالمفهوم الذي انتقل إلينا مما يساهم في مناقشة الفكرة مناقشة علمية، وعلى سبيل المثال لا الحصر تناول كلمة (العلمانية) ص89 ومعناها بكسر العين وفتحها، فـ(العَلمانية) بالفتح تعني: فصل الدين عن الدولة، و(العِلمانية) بالكسر تعني: فصل الدين عن العلم.
        
ثم انطلق المؤلف إلى تفصيلهما عبر قراءة معجمية من اللغتين اللتين جاءت منهما الإنجليزية والفرنسية، وغرض ذلك كشف التلاعب الذي تم استخدامه لأغراض سياسية أو غيرها، وهذه القراءة قلّما نجدها في مقالات صحفية، في حين أن الشيخ الفضلي يعطي القارئ أهمية لما يسطّره قلمه حول ما يرتبط بالقضايا الثقافية والفكرية المعاصرة.


ولا يخفى على المتابع لمؤلفات الشيخ الفضلي أنه من المؤمنين بالمشروع الإسلامي حكماً ونظاماً وذلك عبر رؤى يطرحها في كثير من مؤلفاته، وما المقالات التي طرحها إلا جزءٌ من إيمانه بما يطرحه، حيث الغاية التي يسعى لها في ذلك الطرح هو: الرؤية الإسلامية بجميع أبعادها، ولم يقتصر العلامة الشيخ الفضلي في تناول هذه المسائل في هذا الكتاب فحسب، حيث هناك مجموعة من الأبحاث المتوزعة في كتبه المتنوعة، وذلك حسب المناسبة وسياق الموضوع.

الأربعاء، 15 يونيو 2016

د. خلوف يطرح طريقة جيدة لكنها مسبوقة بأكثر من عشرين عاماً.

في كتاب "كن شاعراً"

د. خلّوف يطرح طريقة جيدة لكنها مسبوقة بأكثر من عشرين عاماً!

بقلم: عبدالله علي الرستم
كتاب "كن شاعراً" للدكتور عمر خلّوف كتاب يعتبره مؤلفه طريقة جديدة وميسرة لتعلم أوزان الشعر العربي، وذلك بابتعاده عن المسميات العروضية ك (الخبن، الطي، العصب.. إلخ) وغيرها من المسميات التي يقول عنها المؤلف أنها عديمة الفائدة والجدوى، ويمكن الاستغناء عنها اكتفاءً بوصف الحدث.
وهي بالفعل طريقة جيدة، إلا أنها مسبوقة بأكثر من عشرين سنة، وذلك حينما كتب كتابه الدكتور عبدالهادي الفضلي (تلخيص العَرُوض) عام 1403ه، بدار البيان العربي في جدة.
وطريقة الدكتور الفضلي تعتبر رائدة، وهو صاحب الكتب الرائدة في تيسير العلوم مثل (مختصر النحو، الصرف، تهذيب البلاغة) وغيرها من الملخصات في كثير من العلوم، ليجعل من مؤلفاته سهلة التناول في أيدي القراء غير المتخصصين والمتخصصين.
وإليك بعض الملاحظات التي تم تدوينها على كتاب (كن شاعراً) لمؤلفه الدكتور عمر خلّوف:
1- ص 44، بالنسبة لمفتاح بحر "المتدارك" الذي قال فيه:
دوركت في البحور لنا فاعلُ
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلُ
لاحظ أن هناك إشباعاً في كلمة (البحور) وهذا يعتبره الشعراء عيباً في الشعر، فيا حبذا لو تمت إعادة صياغة الشطر الأول أو تغييره.
2- ص 44، بالنسبة لمفتاح بحر "الخبب" الذي قال فيه:
خببٌ يجري فيه القول
فعءلُن فعءلُن فعءلُن فعءلُ
لو قطنا كلمة (خَبَبٌ) لصارت (o///) أي (لعلُن) وهذا على خلاف تفعيلة البحر (فعَلُن).
3- ص 44: بالنسبة لمفتاح بحر "اللاحق" الذي قال فيه:
ولاحق حقه ماثلُ
مستفعلن فاعلن فاعلُ
لو قطعنا كلمة (ولاحق) لصارت (o//o//) أي (مُتَفءعلَن) وهذا على خلاف تفعيلة البحر (مستفعلن).
4- ص 44: بالنسبة لمفتاح بحر "المخلَّع" الذي قال فيه:
مخلَّعٌ في الأسماع يحلو
مستفعلن مفعولاتء فعلُ
لو قطعنا كلمة (مُخَلَّعٌ) لصارت (o//o//) أي (مُتَفءعلَن) وهذا على خلاف تفعيلة البحر (مستفعلن).
5- ص 44: بالنسبة لمفتاح بحر "الدوبيت" الذي قال فيه:
هذا لحن عن الدبيتي قولوا
فعَلن فعَلن مستفعلن مفعولُ
لو قطعنا كلمة (عن الدبي) لصارت (o//o//) أي (مُتَفءعلَن) وهذا على خلاف تفعيلة البحر (مستفعلن).
6- في الخمسة البحور التي تم إضافها قال إنه أضاف بحر "المتدارك" و"الخبب".
وأقول: إن بحر "المتدارك" ذكره بعض من كتب في العروض ومنهم الهاشمي في كتابه "ميزان الذهب في صناعة شعر العرب" حيث ذكره بحراً مستقلاً بتفعيلاته.
وربما أتفق مع الدكتور حول وضع "الخبب" كبحر مستقل حتى يسهل التعامل معه كبحر وليس مجزوءاً من بحر، علماً أن صفي الدين الحلي وضع له مفتاحاً، إلا أن البعض أسماه "المُحدث" أو "المتدارك" وتجزأت منه تفعيلات ومنها ما تم تسميته ب "الخبب".
وخلاصة كلامنا أن "المتدارك" و"الخبب" موجودان إلا أنه قام بعزلهما كبحرين مستقلين حتى يسهل التعامل معهما، وكذلك بحر "المخلّع" فإنه موجود، وكم تمنيت أنه أشار أن بعض البحور الخمسة التي أضافها أوضح كيفية الإتيان بها، وأنها أجزاء من بحور تم عزلها ليسهل التعامل معها.
7- تم الإكثار من الاستشهادات بشعر الشعراء المعاصرين، وهذا في نظري إجحاف بحق الشعراء القدماء، لأن هذه التفعيلات التي تفرعت من البحور دليل على أن هناك من استخدم هذه التفعيلات من القدماء، وإلا كيف تم التوصل لها!!
ولذا أرى من الإنصاف أن يتم الاستشهاد بشعر القدماء والمعاصرين، حتى يتسنى للقارئ الناشئ أن يتعرف على شعر القدماء والمعاصرين حول استخدام هذه التفعيلات عندهم.
8- إن بعض الاستشهادات لا توافق التفعيلات التي من أجلها وضع هذا البحر أو ذاك، ومثال ذلك:
ص 117: في هذه الصفحة تم وضع التفعيلة من بحر "الخبب" (فَعءلُن فَعءلُن) ولكن الاستشهاد خالف التفعيلة (أنا أعطيه) + (أنا أسقيه) (o/o/o///) في كلا البيتين.
ص 119: في هذه الصفحة تم وضع التفعيلة من بحر "الخبب" (فَعءلُن فَعءلُن فَعءلُن = فَعءلُن فَعءلُن فَعءلُن) ولكن الاستشهاد خالف هذه التفعيلات (ووروداً تبقى تحت ثلوجك منحنية)، ولو قطعنا البيت لصار (o/// - o/// - o/// - o/o/ - o/o/ - o///) وغيرها من الاستشهادات الكثيرة التي خالف الاستشهاد التفعيلة، حيث كان من المفترض وضع الشواهد مطابقة للتفعيلات، حتى يتسنى للقارئ الناشئ أن يأخذ شيئاً سليماً، وأعلم أن ذلك جائز في هذه البحور وغيرها، ولكن من باب الأولى أن تكون الشواهد مطابقة للتفعيلات، حتى تكون الذائقة لدى الملتقى سليمة لا تشوبها شائبة، وقد سبق هذا التأليف (كن شاعراً) كتاب (تلخيص العروض) للدكتور عبدالهادي الفضلي، الذي حافظ على الإتيان بشواهد شعرية تطابق التفعيلة، واقتصر كذلك على التفعيلات المشهورة دون الإيغال في المسميات العروضية، بل اكتفي بالإتيان بالتفعيلة التي تجوز في البحر مع شاهد واحد فقط، وتارة يضيف بعض المقطوعات الشعرية في بعض البحور، وقد صدر هذا الكتاب عام 1403ه من دار البيان العربي بجدة، علماً أن الدكتور الفضلي ألفه قبل هذا التاريخ، حيث اعتمدت جامعة أوسلو تدريسه بقسم اللغة العربية بعد عام 1980م كما هو مذكور في مقدمة كتاب تلخيص العروض.

نشرت في جريدة الرياض، العدد رقم (14328)، بتاريخ 4 رمضان 1428هـ (16 سبتمبر 2007م).
http://www.alriyadh.com/279973

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...