الأربعاء، 15 أبريل 2020

مذهب الإمامية - الفضلي


بطاقة الكتاب:
الكتاب: مذهب الإمامية .. بحثٌ في النشأة وأصول العقيدة والتشريع
المؤلف: الدكتور/ عبدالهادي الفضلي
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
سنة الطبع: الثانية 1417هـ (1997م)
عدد الصفحات: 109 صفحات

عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

التعريف:
جاء هذا الكتاب الموجز في موضوعه؛ ليعطي فكرة شمولية حول نشأة مذهب الشيعة الإمامية، مبتعداً عن ذكر التفاصيل إلا ما اقتضته الضرورة مع وجود الإحالات لمصادر أخرى لمن أراد التوسّع، ويشير الدكتور الفضلي إلى أن الشيعة نشأت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بعد أن انقسم المسلمون إلى قسمين في الأيام الأخيرة من حياته صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك حينما أمر النبي بتنفيذ جيش أسامة لصد هجمات الروم، ورجوع جمعٍ ممن كان في الجيش للاطمئنان على صحته، والرجوع في اليوم التالي لأجل توديعه، ورجوعهم مرة أخرى لأجل ثقل حاله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث بدأ الانقسام حينما طلب النبيّ بتزويده بدواةٍ وكتف يكتب كتاباً لن يضل بعده المسلمون أبداً، وبدأ التنازع بين فريقين، أحدهما يرى تزويد النبي بما يريد، والآخر يرى خلاف ذلك لأن النبي ليس في وضعه الطبيعي حتى تُنفّذ أوامره.
ويُعبّر المؤلف عن هذين الفريقين بفريق (الرأي) الذي يمثله عمر بن الخطاب، والذي تطوّرت أدواته الفقهية فيما بعد إلى إضافة أدوات أخرى، وهي: القياس والاستحسان وسد الذرائع والمصالح المرسلة. ويقابل هذا الفريق فريق (النص) والذي يمثله أمير المؤمنين عليه السلام وجماعة من الهاشميين والصحابة حيث يبلغ عددهم أكثر من ثلاثين صحابياً، الذين يرون أن الاجتهاد في فهم النص وليس اجتهاداً مقابل النص، ودعم المؤلف آراء هذين الفريقين ببعض المصادر التي تقول كل مدرسة برأيها.

تطرّق المؤلف بعدها إلى حجية مذهب أهل البيت عليهم السلام، المتمثل في حديث الثقلين وفوائده، وحديث السفينة، وحديث الأمان، وحديث الاثني عشر خليفة، وحديث باب حطّة مع ذكر خلاصة للاستشهاد بهذه الأحاديث الخمسة التي يرى أنها تفيد وجوب الاتّباع لفريق النص الذي يمثله أمير المؤمنين عليه السلام.
انتقل المؤلف بعد أدلة حجية مذهب أهل البيت عليهم السلام إلى ذكر بعض عقائدهم، وهي: عصمة أهل البيت وهم الأئمة الاثني عشر، مستشهداً بأدلة من القرآن الكريم تذهب إلى أن تلك الأدلة تفيد عصمتهم كآية التطهير وآية المباهلة؛ ليكمل بعدها ذكر بعض العقائد التي يؤمن بها أتباع أهل البيت عليهم السلام قضية (البِداء) والذي شرحه بشيء من التفصيل، وعقيدة الاختيار، أي: إن الإنسان غير مسيّر بل مخيّر في تصرفاته لما يملكه من إرادة منحها الله عز وجل؛ لتكون قضية المهدوية آخر ما ختم به المؤلف ضمن عقائد الشيعة الإمامية وأن الإمام محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام هو الشخص الذي تنطبق عليه المواصفات من خلال جملة من الروايات تبلغ ما يقارب أكثر من 6000 آلاف رواية عن طريق الفريقين سنّة وشيعة. 

أما مصادر التشريع فكان لها نصيبٌ من الذكر عند أتباع فريق (النص) حيث تمثلت في القرآن الكريم، والسنّة والإجماع والعقل، مع ذكر شيء من النصوص الروائية تعزز من استعمال هذه المسائل كمصادر للتشريع؛ ليأتي دور مسألة التقيّة ضمن هذه المسائل التي هي مسألة قرآنية إسلامية وليست مختصّة بفريق دون آخر، إلا أن الشيعة كانوا عُرضة لتطبيق هذه المسألة على نطاقٍ واسع. وختم المؤلف حديثه بالتطرق بشكل موجز بموقف الشيعة الإمامية من الفِرَق الإسلامية حيث ترى الإمامية إسلام أتباع الفِرَق الإسلامية ما لم ينكروا ضرورة من ضروريات الدين، وهي التوحيد والنبوة والمعاد حيث المؤمن بها له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، وكذلك الخاتمة جاءت بموقف الشيعة الإمامية من أتباع المذاهب الإسلامية من حنفية ومالكية وشافعية وحنبلية وظاهرية وأباضية وزيدية وإسماعيلية بأنهم مجتهدون يصيبون ويخطئون إلا أنهم الإمامية لا يأخذون بفتاواهم.

ختاماً:
لا شك أن هذا التعريف قد لا يفي بالغرض، إنما هو إطلالة سريعة على ما خطه يراع الراحل العلامة الفضلي حول مسألةٍ كَتَبَ فيها الكثير من الأعلام، وهي مساهمة (ربما) ارتبطت بظروف ما بحيث يكون الكتاب بهذا الحجم كإعطاء صورة موجزة عن مذهب أهل البيت عليهم السلام وأبرز ما يرتبط به من فقه وعقيدة وتاريخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...