الاثنين، 17 نوفمبر 2014

مدينة الهفوف للدكتور/ محمد جواد الخرس


الهفوف في آثار الدارسين والباحثين
عبدالله بن علي الرستم
أجبرت الظروف الكثير من المهتمين بتاريخ الأحساء بتدوين ما يتعلق بتراثهم وحضارتهم، فقد أتى هذا الكتاب ليسلّط الضوء على هذه المدينة التي يمتد عمرها إلى مئات السنين، فقد حدد الباحث فترة الدراسة 1288-1429هـ، أي ما قبل الطفرة النفطية التي حلت بالبلاد، وما يصحب تلك الطفرة من تغييرات جذرية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، موضحاً أن الدراسات التي سبقت دراسته جاءت بلغة التعميم، وهي مصادر مهمّة في بابها، بينما هذه الدراسة أتت لتخصص منطقة بعينها، وهي مدينة الهفوف، وليكون أول كتاب مخصص لمدينة الهفوف بدراسة مستفيضة.

وهذه الدراسة هي: مدينة الهفوف (مدخل حضاري لدراسة مظاهر الحياة في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء)، لمؤلفها الدكتور محمد جواد الخرس.

يتكون الكتاب من ستة فصول ومطالب عدة في كل فصل، وذلك على النحو التالي:

الفصل الأول: الإطار العام للدراسة، حيث يسلط الضوء على مشكلة وهدف وأهمية وحدود ومنهجية وبيانات الدراسة.

الفصل الثاني: ركز فيه الباحث على أهمية استخدام المصطلحات الواردة في الدراسة، وهي عبارة عن المصطلحات الدارجة المستعملة في الحياة اليومية عند سكان هذه المدينة.

الفصل الثالث: يعرّج في هذا الفصل على تاريخ تأسيس هذه المدينة مع التطرق لأسماء الأحياء التابعة لها، مسلطاً الضوء على مظاهر التفاعل الحضاري في واحة الأحساء، وتحليلها من وجهة نظر الاختصاصيين في مجال الجغرافيا الحضرية. وحول تطويع الأحسائي لإمكانيات البيئة المحيطة به لاحتياجاته في شؤونه العامة والخاصة.

الفصل الرابع: أتى هذا الفصل على ملامح الحياة الاجتماعية لسكان هذه المدينة، والخصائص العامة لأحيائها القديمة، مشيراً في الوقت ذاته إلى الطابع المهني والقبلي والمذهبي كعوامل في تكوين بعض الأحياء.

الفصل الخامس: يواصل الباحث حديثه ليأتي الدور على ملامح الحياة الاقتصادية لسكان مدينة الهفوف وواقع نشاطهم التجاري والصناعي.

الفصل السادس: تحدث المؤلف عن ملامح الحياة العلمية لسكان هذه المدينة، كالطرق التقليدية في التعليم مثل الكتاتيب ودورها في إحياء شعلة التعليم، راصداً أسماء تلك الكتاتيب وأصحابها وتاريخ نشاطهم ونوعه، ولم يغفل المدارس الدينية التي نشأت في ظل التعدد المذهبي في المدينة وانفتاحهم على الآخر، مركزاً في الوقت ذاته على الحضور المذهبي في هذه المدينة، مع ذكر أسماء تلك المدارس، ليختم هذا الفصل بأسماء المدارس النظامية التي نشأت مؤخراً.

في كل ما تم ذكره لم يغفل الباحث تدعيم بحثه بالصور المختلفة التي تعبر عن بعض ما يتعلق بهذه الحاضرة، مختتماً الدراسة بأبرز النتائج التي توصل إليها؛ لتكون خاتمة تضاف إلى الفائدة المطلوبة من هذه الدراسة القيّمة.

بعد التعريف بالكتاب، لنا وقفة على بعض المعلومات الواردة فيه، وهي على النحو التالي:

- ص 26: لم يتم تعريف كلمة (الكَبَت) التي وردت في هذه الصفحة، والتي تعني دواليب مصنوعة من الخشب أو من الحديد.

- تكررت أسماء بعض الدراسات التي ذكرها المؤلف، حيث كان على المؤلف التنبه لهذا التكرار في أسماء الكتب، وهي على النحو التالي:

- أخبار القرامطة في الأحساء ص 33 + ص 39

- تاريخ الأحساء السياسي ص 35 + ص 39

- الدولة العيونية في البحرين ص 34 + ص 34

- تاريخ البحرين في القرن الأول الهجري ص 35 + ص 37

- الوضع الزراعي في واحة الأحساء ص 43 + ص 46

- أنوار البدرين ص 57 + ص 58

يضاف إلى ذلك أن هناك الكثير من الدراسات التي تناولت تاريخ الأحساء، لم يضمنها المؤلف في هذا الرصد، ويبدو أن رصدها يحتاج إلى تتبع كبير.

- ص64: ذكر المؤلف أنه يتبع المدن الخمس (الهفوف والمبرز والعيون والعمران والجفر) 22 قرية، وهذا أمر غير مقبول؛ ذلك أن عدد القرى التابعة لهذه المدن الخمس يفوق هذا العدد الذي استشهد به المؤلف، وهي على النحو التالي:

(التهيمية، التويثير، البطالية، بني معن، الجبيل، الجشة، الجليجلة، الحليلة، الدالوة، الرميلة، الساباط، الشعبة، الشقيق، الشهارين، الفضول، القارة، القرن (الجرن)، القرين، الطرف، الطريبيل، العقار، الكلابية، المراح، المركز، المزاوي، المطيرفي، المقدام، المنصورة، المنيزلة، الوزيه)، يضاف إلى ذلك قرى مدينة العمران (أبو ثور، أبو الحصا، الأسلة، الحوطة، الخضير، الدويكية، السديوية، فريق الرشود، فريق الرمل، الصبايخ، الضاحية، العمران الجنوبية، العمران الشمالية، العليا، الغرس، غمسي، السيايرة، العرامية، الشويكية، الصويدر، واسط).

- ص 67: يقول المؤلف: (يبلغ عدد سكان الأحساء حسب آخر إحصاء أجرته بلدية الأحساء 790.000 نسمة وذلك عام 1415هـ).

وأقول: هذه الإحصائية ليست في محلها، حيث إن المسؤول عن تعداد السكان والمساكن هي (مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات) ويجب الأخذ بأحدث إحصائية في ذلك، وأقرب إحصائية قبل طبع الكتاب هي إحصائية عام 1425هـ (2004م)؛ ذلك أنه بإمكان المؤلف الحصول عليها؛ لأنها قبل طباعة الكتاب بخمس سنوات، حيث يبلغ عدد سكان محافظة الأحساء عام 1425هـ (907734) نسمة تقريباً، راجع في ذلك كتاب (نتائج تفصيلية.. السكان والمساكن للعام 1425هـ (2004م) المنطقة الشرقية ص 39)، وهو موجود على موقع مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، ولا اعتبار لتلك الإحصائية باعتبارها قديمة جداً عن أقرب إحصائية من تاريخ الكتاب.

ثم إن المؤلف حدد فترة الدراسة إلى عام 1429هـ كما ذكر ذلك في ص 14، فكان من المفترض أن يلتزم بهذا التحديد. والكلام كذلك على الإحصائية المذكورة في ص 76، حيث ختم إحصائية سكان مدينة الهفوف حتى عام 1415هـ، وهذا في تصوري خطأ محض، وكان عليه أن يأتي بأحدث إحصائية وهي عام 1425هـ أو حتى عام 1429هـ وإن كانت تقديرية.

- هناك بعض المعلومات لم يوثقها المؤلف، ومنها: قوله ص 214: (وخلال زيارة فيدال للأحساء وصفها.....) وكذا ص 238: (يقول فيدال بينما تكون... إلخ) فإنه لم يوضح أين ذكر فيدال هذا الكلام، مع تحديد رقم الصفحة!! وقد تكررت هذه المسألة في مواضع كثيرة من الكتاب.

- في الكتاب أخطاء لغوية ومطبعية حريٌ بالمؤلف أن يتنبه أكثر في كتاباته القادمة؛ ذلك أن خلوّ الكتاب من هذين الأمرين يجعله ذا أهمية كبيرة.
نشرت هذه المقالة في: صحيفة الجزيرة (ورّاق الجزيرة)، يوم الأحد الموافق 29/7/1431هـ، العدد رقم (13800).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...