الأحد، 28 أكتوبر 2018

أويس القرني - للشيخ أحمد العبيدان


الكتاب: أويس القَرَنِي .. حقيقة تاريخية
المؤلف: أحمد بن حسين العبيدان
الناشر: مكتبة فدك – قم
تاريخ الطبع: الطبعة الأولى – 1427هـ (2006م)
عدد الصفحات: 232 صفحة

عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

التعريف بالكتاب:
كثيرة هي الشخصيات المغيّبة عن الثقافة العامة والمغمورة في بطون الكتب؛ وذلك لأسباب مختلفة قد تكون لها تبريرات وقد لا يوجد هناك تبريرٌ للتغييب، بيد أن وجود بعض الأقلام الفاعلة في توثيق ما يستحق التوثيق من سير العظماء من الصحابة والتابعين أمرٌ لا يمكن إنكاره، فجزى الله العاملين في هذا الميدان، وأعان الله المتحمّسين لذلك في إنهاء ما بدؤوه. وما شخصية أُويس بن عامر القَرني ببعيدة عن هذه الأمور، فمن تعرَّف عليها اكتشفها، ومن جهلها فقد يكون ضيّع بعضاً من فوائد سيرته العطرة، والمليئة بالعطاء.
يتناول المؤلف العُبيدان سيرة أُويَس من جميع جوانبها عبر منهجية اختطّها لكتابه هذا، فقد بذل جهداً كبيراً في توثيق كل ما يتعلق بهذه الشخصية المغمورة، فقد تناولت الدراسة اسم المترجَم له والاختلاف الذي وقع في اسمه أصحاب كتب التراجم، وكذا طريقة إسلامه، وصفاته وزهده، وأقوال المؤرخين القدماء وبعض المعاصرين في حقه، وغيرها من الجوانب التي استوعبت الشخصية بجميع محطّات حياتها.
والجميل أن المؤلّف وضع نصوصاً كثيرة، القادحة والمادحة لأُويس، فإنه لم يكتفِ أن يذكر كل النصوص مع تكرارها وله تبريره في ذلك، إلا أن تركيزه على فضائل هذا التابعي الجليل ماثلة أمامه، فهو – أويس – ممن عاصر زمن النبي صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بيد أن الظروف لم تسعفه لملاقاته؛ لانشغاله بخدمة أُمّه، ومع ذلك فإن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قد أبلغ أصحابه بصفات أويس وأن يبلغوه السلام وأنه خير التابعين وغيرها من الفضائل التي اتّسم بها أويس رضي الله عنه.
نعم .. كان أويس شخصية في قمّة الروعة، لما يحمله من سماتٍ مختلفة، كالتواضع والأخلاق والتقوى والابتعاد عن الشُّهرة، والانزواء عن الناس، والتقائه ببعض من كان يبحث عنه كَـهَرم بن حيّان العبدي الذي كان شخصية مماثلة له في الزهد والتقوى.
أتت غيرة المؤلف في الإقدام على هذا العمل لما قرأه من إجحاف وتناول سطحـــي لسيرة أويس، ولذا يرى أن تلك التلفيقات في شخصيّة أويس والتحجيم لها صناعة أمويّة، مما حدى ببعض مَن ذكره مِنَ المتقدمين أنه لم يُقتل مع أمير المؤمنين عليه السلام في صفِّين، فتارة وضعوا قبره في إحدى جبال مكّة، وتارة في طريق عودته من معركة نهاوند، وتارة غير ذلك، كل ذلك ابتعاداً عن أن يكون من أتباع أمير المؤمنين عليه السلام الذي يظنُّ المؤلف أن أُويساً أسلم على يدي الأمير عليه السلام حينما بُعث إلى اليمن وقبل انصرافه للحج مع رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في حجة الوداع.
بل أنكره بعضهم وأنه ليست شخصية حقيقية، بل شخصية مختلقة كما ذكر ذلك المؤلف في صفحات كتابه. ولعل أعظم وسامٍ بعد مدح رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لأويس قتاله بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام في صفّين، حيث نادى عليه السلام: (من يبايعني على الموت) فجاءه تسعة وتسعون مقاتلاً، فقال أين تمام المائة التي وعدتُ بها؟ وإذا بأويس القَرَني يتمم تلك المائة ويبايعه على الموت، فيُقتل ويصلّي عليه أمير المؤمنين عليه السلام في معركة تُعد الفاصلة بين الحق والباطل.
بل إن أحد الأوسمة – وما أكثرها – هي: أن أحد الشاميين في صفِّين سأل شخصاً من جيش أمير المؤمنين عليه السلام: أفيكم أويس؟ قال: نعم، فعدل من جيش معاوية إلى جيش عليٍّ عليه السلام، ذلك أن أويساً كما روي عنه صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يشفع يوم القيامة بعدد قبيلة ربيعة ومضر.
ختاماً: يصعب اختصار الكتاب والتعريف به في هذه الكلمات القليلة، وإنما هو تعريفٌ بكتابٍ قيّم لشخصيّة عظيمةٍ، والكتابات قليلة بحق خير التابعين أويس القرَني المرادي نزيل الكوفة رضي الله عنه، والذي أرجو أن ينال حقه في التعريف بما هو يناسبه.

هناك تعليقان (2):

  1. تعريف جميل للكتاب وسيصبح أجمل لو تضمنه بعض المقاطع من الكتاب نفسه ...
    قراءة للكتاب جعلتنا نتطلع لتصفحه و قرائته

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً عزيزي لمتابعتك واهتمامك، بودّي وضع بعض النصوص في عرضي لهذه التعريفات، بيد أني أخاف الإطالة على القارئ .. تحياتي.

      حذف

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...