الثلاثاء، 16 أبريل 2013

انهيار


       لا أتحدث عن انهيار دولة أو مبنى!! بل عن قضية ما تختمر في خلايا دماغي وجوانح قلبي، أحببت أن أصوغها بهذه الصياغة التي قد تقرّبُ الفكرة لكل قارئ.
       كنتُ مع رُبّانِ سفينتي يوماً ما، وضعتُ آمالي بقدرات هذا الرُبّان، إلا أني وبدون سابق إنذارٍ جاءت عاصفةٌ فحطّمت سفينتي التي أمخرُ بها عُباب بحر الحياة، مما جعل بوصلتي الفلكية تُعطي نتائج متضاربة، تلك العاصفة رمتني إلى جزيرةٍ مليئةٍ بالتناقضات، ومع تضميد جراحي وخسارتي الكبيرة في رُبّاني الذي آلمني فراقه، والذي لم يمنحني فرصةً واحدةً للمشاركة في إدارة السفينة، خسرتُ الربّان والسفينة التي وضعتُ كل مساميري فيها لئلا تخترق، إلا أن ذاكرتي ما زالت تحملُ فنّ صناعة السفن.
       بعد فترة من فراق الرُبّان وتحطّم السفينة، والتي خسرتُ أشياء كثيرةٍ فيها، انبثق من السماءِ برقٌ جعل الليالي المظلمة نوراً مضيئاً، انتشلتني سفينةٌ جميلة من تلك الجزيرة المليئة بالتناقضات، فركبتُ فيها ومَخَرْنا عُباب البِحار حقبةً من الزمن، إلا أني وبدون معرفةِ ما تخبؤه الأقدار، ارتطمت سفينتنا بجبلٍ جليدي، فنصحتُ رُبّان السفينة أن نُصلح ما فسد من أمرها قبل مواصلة المسير، إلا أنه رأى أن لا مشكلة في المواصلة، وأن تلك التصدّعات لا تضر، حاول الرُبّان المسير بتلك السفينة المتصدعة، إلا أنها كانت للغرق أقرب من النجاة، فتجاهلِ الرُبّان أمرها سيرمينا إلى قاع البحر وهو الموت، أو أن الأقدار تهئ لنا مرسىً آخر ترمينا على ظهر جزيرةٍ لا نعلم ما فيها.
 هي تلك الحياة، تشبثوا بسفينة صانعها وربّانها شخص تثقون به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...