الخميس، 9 مايو 2019

وقعة الحرة - الشيخ فاضل الزاكي


اسم الكتاب: وقعة الحرّة
المؤلف: الشيخ فاضل بن عبدالجليل الزاكي
دار النشر: مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي قم + دار الغدير بيروت
تاريخ الطباعة: الطبعة الأولى 1430هـ (2009م)
عدد الصفحات: 539 صفحة

عرض وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

التعريف:
ما أحوجنا إلى البحوث الشمولية حول الحدث الواحد خصوصاً إذا كان له صلةٌ بتاريخ الأمة الإسلامية؛ لما في ذلك من أهمية بالغة حول التعرّف على ما يتعلق بالإسلام وأحكامه وأحداثه. ومن تلك الأحداث (وقعة الحرّة) التي حدثت عام 63هـ في المدينة المنوّرة على نازلها آلاف التحية والسلام.
فقد تجشّم الشيخ الزاكي عناء البحث في توثيق الأحداث واستخلاص الفوائد من مصادر شتّى ذات صلة بالموضوع، فكانت إطلالته الأوليّة منصبّة على أسماء المدينة المنورة مع تعريفٍ موجز بها وتوثيق شيء من تاريخها قبل الإسلام مع التعرّض للتعريف بأماكنها المقدّسة وما ورد في فضلها من مصادر المسلمين.

بعد ذلك بدأ بذكر ما يتعلق بصلب البحث عبر ذكره تسلسلاً للأحداث قبل وقعة الحرّة بدءاً مما جرى بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم مروراً بتاريخ الإمام الحسن عليه السلام وأثناء تولّي معاوية زمام الأمور إلى استشهاد الحسين عليه السلام مع توضيحٍ لموقف أهل المدينة من الثورة الحسينية. جاء الفصل الذي يليه على مجريات الأحداث من توجّه وفدٍ من أبناء الصحابة وسكّان المدينة للتأكد مما سمعوه عن يزيد وتجاوزاته، والذي قوبل بحفاوة من الخليفة الشاب مع إجزالٍ في العطاء لهم من قِبَل يزيد لذلك الوفد؛ ليصلَ الوفدُ المدينة ويقرروا خلع يزيد وطرد واليه وبني أميّة من المدينة استعداداً للثورة ضد الحكم الأموي، وقد ذكر المؤلف تفاصيل ذلك بدءاً من وصول جيش الشام الذي يقوده مسلم بن عقبة المرّي أطراف المدينة والتقائه ببني أميّة المطرودين منها، وما جرى بعدها من معركة دامية قُتل فيها جمعٌ كبيرٌ من أهالي المدينة وذلك لخيانة بني حارثة من فتح الطريق للجيش الشامي ويأتوا المسلمين من خلفهم؛ لتبدأ بعدها في اليوم التالي حالة مشينة من استباحة المدينة وهتك أعراض النساء وقتل الأطفال وما استتبعها من سلبٍ ونهبٍ واعتداءٍ على بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كسعيد بن جُبير وجابر بن عبدالله الأنصاري وهتك حرمة المسجد النبوي واستعراضٍ للأسرى وقتل كل من لم يُبايع.


ولم يخفَ على المؤلّف أن يتطرق إلى بعض الدراسات والتحليلات حول ما جرى في وقعة الحرّة من ذكرٍ لجرائم يزيد وأن ذلك له جذوره في بيئته التي عاش فيها وأنه نسخة أخرى لسَلَفِه، وفي ذات الوقت تطرق إلى محاولات بعض المؤرخين في تبرير ذلك بالاعتماد على روايات ضعيفة مثل: رواية غزو القسطنطينية ورواية خير القرون قرني وغيرها - لا تتناسب وما قام به من جرائم بحق المسلمين من قتل الإمام الحسين عليه السلام وترويع سكّان المدينة واستباحتها، ذلك أن بعض المشايعين لبني أمية حاولوا تبرير ذلك وأن تلك الأحداث ليست لها صلة بيزيد وأنها جَرَتْ بدون علمه.

ويسترسل المؤلف في تحليل ما جرى في (وقعة الحرّة) من أسباب النقمة على يزيد والأمويين من أسباب خاصّة وعامّة بأهل المدينة وقبائلها، مع التعرّض لذكر تفاصيل أسباب الهزيمة من عفوية التحرّك وتعدد القيادات والأهواء والفَرْق بين عدد الجيشين وانعدام التنسيق مع الأمصار الأخرى ووجود المثبّطين وخيانة بني حارثة، وأن ما جرى له صلةٌ بما جرى في صدر الإسلام ثأراً لقتلى بدر وما جرى على عثمان بن عفّان.

ولا يفوتُ المؤلف أن يذكر أسماء من صنّف في وقعة الحرّة من المتقدّمين وذكر تاريخها وسبب تسميتها، وكذلك موقف الإمام زين العابدين عليه السلام، وما قيل من شعرٍ بحق هذه الوقعة الدامية؛ لتكون الخاتمة جرد أسماء القتلى وانتماءاتهم القبليّة واختلاف المؤرخين في ذكر العدد بين المبالغة والتقليل. أما ملاحق الكتاب فكانت حول ذكر أقوال الفقهاء حول حدود الحرم المدني وأحكامه والاختلافات بينه والحرم المكي من تحريم الصيد وقطع الشجر ونحو ذلك بناءً على روايات ذكرها ونظر في إسناداتها.
كانت هذه الدراسة بحسب الاستطلاع من أوسع الدراسات حول وقعة الحرّة موثقة بالمصادر ومستوعبة الأحداث بكل تفاصيلها، ولا غنى للاطلاع على دراسات تحليليّة أخرى بمعيّة هذه الدراسة الشاملة التي حاولت توثيق كل ما يتعلق بهذه الواقعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...