الاثنين، 15 سبتمبر 2014

أحساء هَجَر أم أحساءُ مؤتة؟



أحساءُ هَجَر أم أحساء مؤتة؟

بقلم: عبدالله بن علي الرستم

تمهيد:
تتشابه الأسماء بين المواضِعِ التاريخيَّة، وذلك لاعتباراتٍ كثيرةٍ فرضتها طبيعة الزمان أو المكان، إما لاتِّحَادِ الوصف فيما بينها، أو قد تكون جمعتها الصُدْفة في التسمية، أو لأَيِّ سَبَبٍ كان، خصوصاً وأن بعض المعاني اللُّغوية ينطبقُ وصف بعضها على مواضع كثيرة من بقاع الأرض، مما يجعل اللَّبس يأخذُ مجراهُ عند بعض القُرّاء، ولذا جاء البلدانيّون لتحديد المواضع مع ذكر صفاتها؛ حتى لا يكون لَبْسٌ بين المواضع المتشابهة في المعنى والوصف، ومن تلك المواضع التي تشابهت معاني اللغة حولها (الأحساء) أو (الحَساء) وهذان الاسمان كلاهما يؤدي إلى معنىً واحدٍ، في حين أن هناك أكثر من موضع يُطلق عليه هذا الاسم.

وحول هذا التشابه بين المواضع في وجود أكثر من موضعٍ يُسمّى باسم (الحساء) أو (الأحساء) سواءً في جزيرة العرب أو غيرها، أتطرّقُ بشئٍ من الإيجاز حول ما يرتبط بهذا المسمّى، وذلك لإزاحة شُبهةٍ وردت عند أحد المؤرخين الذي سنتطرقُ إلى قوله بشئٍ من الإيضاحِ، كذلك فإنّ هناك من المهتمّين بالشأن الجغرافي والتاريخي ربّما لم يقرؤوا بأن هناكَ مواضع أُخرى تتشابه في الأسماء، مما يوقعهم في لَبْسٍ يقودهم إلى نتائج عكسية، وبهذا أكون قد قدمتُ مادةً خفيفةً قد تُسهم في توضيح ما اشتبه عند بعض الباحثين المعاصرين، مع النظر إلى ما ورد في بعض الكتب المتقدمة.


موضع الشبهة:
قال ابن عبدالمنعم الحميري (ت900هـ) في كتابه (الروض المعطار في خبر الأقطار)(1)
قيل الحساءُ موضعٌ في ديارِ بني أَسَدٍ، قال بِشْرُ بنُ أَبِي خَازِم:

عفا منهنّ جزع عريتنات = فصارة فالقوارع فالحساِ
 
والمشهور أن الحساء في طريق مؤتة، وهي المذكورة في شعر عبدالله بن رواحة، إذ قال:

إذا أدّيْتِني وحَمَلْتِ رَحْلِي
فشأنكِ فانعمي وخلاكِ ذمٌّ
  
مَسِيرَةَ أربعٍ بَعْدَ الحَسَاءِ
ولا أرجع إلى أهلي ورائي

ذكر القصة ابن إسحاق(2).
ومن أهل الحساء عثمان بن شطيبة العامري الحسائي، له:

تسير وتسري ليلها ونهارها
وهان عليها أو علي جميع ما

بغادٍ إلى أفق الجلالة رائح
أُلاقي وتلقى إذ تلاقي ابن راجح

أقوال العلماء حول معنى (الأحساء):
ذكرنا سَلَفَاً قول ابن عبدالمنعم الحميري، وقوله أن الأحساء الواقعة في طريق مؤتة هي المشهور، فإني أذهبُ إلى عكسِ ما ذهب إليه، وذلك بناءً على أقوال العلماء التالية أقوالهم، وهي:
1-            قال ابن منظور (ت 711هـ) في لسان العَرَب(3) مادة (حسا):
(... وقال ابن الأعرابي: والحِسْي: الرمل المتراكم أَسفله جبل صَلْدٌ، فإِذا مُطِرَ الرمل نَشِفَ ماءُ المطر، فإِذا انْتَهى إِلى الجبل الذي أَسْفلَه أَمْسَكَ الماءَ ومنع الرملُ حَرَّ الشمسِ أَن يُنَشِّفَ الماء، فإِذا اشتد الحرُّ نُبِثَ وجْهُ الرملِ عن ذلك الماء فنَبَع بارداً عذباً؛ قال الأَزهري: وقد رأَيت بالبادية أَحْساءً كثيرة على هذه الصفة، منها أَحْساءُ بني سَعْدٍ بحذاء هَجَرَ وقُرَاها، قال: وهي اليومَ دارُ القَرامطة وبها منازلهم، ومنها أَحْساءُ خِرْشافٍ(4)، وأَحْساءُ القَطِيف). اهـ.

2-            قال ياقوت الحموي (ت622هـ) في (معجم البلدان)(5):
(والأحساءُ مدينةٌ بالبحرينِ معروفةٌ مشهورةٌ كانَ أوّل من عمّرها وحَصَّنها وجعلها قصبة هَجَر أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي (ت301هـ) وهي إلى الآن مدينةٌ مشهورةٌ عامرةٌ، وأحساء بني وهب على خمسةِ أميالٍ من المرتمى بين القرعاء وواقصة على طريق الحاج فيه بِرْكَةٌ وتسعةُ آبارٍ كبار وصغار،  والأحساء ماءٌ لغني، قال الحسين بن مطير الأسدي (ت 169هـ):

أين جيراننا على الأحساء
فارقونا والأرض ملبسة نو
كل يوم بأقحوان ونور

أين جيراننا على الأطواء
ر الأقاحي تجاد بالأنواء
تضحك الأرض من بكاء السماء

 
الشواهد التاريخية حول (أحساء هَجَر):
بعد أن تطرّقنا إلى قولِ لُغويٍ وقولِ بُلدانيٍّ، وأن المقصود بذلك هو أحساءُ هَجَر، نأتي على ذكر جملة من الشواهد التاريخية التي ذهبت إلى أن المقصود بالأحساء (أحساء هَجَر) لا غيرها رغم وجود مواضع أخرى توافقها في التسمية سنأتي على ذكرها لاحقاً، ومنها:
قول الهمداني في صفة جزيرة العرب: .. إذا أجملنا أرض البحرين وهي أرضُ المُشَقَّر فهي هَجَرُ مدينتها العظمى والعقير والقطيف والأحساء ومحلّم نهرها(6).

قال الحزازة العامري:

سُقي الشِّحْرُ فالمزون فما حا

زت ذواتُ القطيفِ فالأحساء (7)

وقال المتلمّس:

والغمرُ والأحساء الْـ

لذات من صاعٍ وديسقِ (8)

من خلال ما تقدم، فإنه من الطبيعي أن يشتبه الأمرُ على ابن عبدالمنعم الحميري؛ لأنه من أهل الأندلس، ولعلَّ طريقه للحرمين الشريفين يمرُّ بمؤتة الواقعة في (الأردن)، ووجود موقع باسم (الحساء) في طريق مؤتة لا يعني المشهور!! مقارنةً بوجود موقعٍ آخر هو أحساءُ هَجَر المرتبط بأحداث تاريخية كثيرة، خصوصاً أَنَّ من سَبَقَهُ من البُلدانيين كياقوت الحموي صرّح بذلك وأسهب في وصف مياه ومواقع تلك البقعة المُسمّاة بـ(أحساء هَجَر). ولعل من باب حُسن الظن أقول: إن ابن عبدالمنعم الحميري سمعَ عن الأماكن المسماة باسم (الحساء) أو (الأحساء)، بقرينة قوله: (والمشهور أن الحساء في طريق مؤتة)، وهذا ما جعله يُرجّحها على غيرها لورودها في شعر عبدالله بن رواحة وغيره، في حين أن ورودها على ألسنة الشعراء لا يعني أن تكون الأشهر!! باعتبار أن الشعر وسيلة إعلامية يتخذها العرب لنشر ما يريدون فيه، وفي تصوّري لو اطّلع على شعر الأحسائيين الهَجَريين كشعر ابن المقرب العيوني (ت629هـ) الذي كرر هذا الاسم في شعره أكثر من مرّة سنأتي على ذكرها.



الشواهد الشعرية حول (أحساء هَجَر):
قال علي بن المقرّب العيوني (ت 629هـ):

أَضحَت بِكَ الأَحساءُ ساكِنَةً وَقَد

 
رَجَفَت بِمَن فيها وَكادَت تُقلَبُ

وقال:

أَعطَتهُ مَملَكَةَ الأَحساءِ هِمَّتهُ

 
وَعَزمُ مُستَبصِرٍ بِالرَأيِ غَيرُ عَمِ

وقال:

إِلَيكَ شَدّاً مِنَ الأَحساءِ أَنهَضني

عَزمُ المُلوكِ وَحَظٌّ غَيرُ ذِي كَشَمِ

وقال:

أَو هاجَروا في الأَرضِ فَهيَ عَريضَةٌ

فَالتّيهُ خَيرٌ مِن حِمى الأَحساءِ

وقال:

رامَت ذَوُو أَمرِنا إِطفاءَ جَمرَتِنا

 
فَبَعدَها أَلحِقِ الأَحساءَ يَبرِينا

وقال:

فَخَيرٌ مِنَ الأَحساءِ إِن دامَ عُتبُكُم

أُشَيٌّ وَوادِى مَنهَمٍ وَنَعامُ

وقال:

فَسارَ مِنَ الأَحساءِ تَطوي بِهِ الفَلا

عِتاقُ المَذاكي وَالمَطِيُّ الذَوامِلُ

وقال:

وَما نَضا الدِّرعَ حَتّى حازَ حَوزَتَها

قَهراً وَآخى بِها الأًحساءَ مِن أَمَمِ

وغيره من الشعراء الذين قصدوا في أشعارهم أحساء هَجَر لا غيرها؛ فلو كان ابن عبدالمنعم على اطّلاعٍ تامٍّ لقال بأن أحساءَ هَجَر أشهر من الحساء الواقعة على طريق مؤتة، علماً بأنه – أعني: ابن عبدالمنعم – ذكر أحساء هَجَر في كتابه وذلك حينما أتى على ذكر (بلاد البحرين) و(الأحساء) وعرّفهما ووصف الأحساء بأنها مدينة صغيرة.


قولٌ لأحد المتأخرين:
قال العلامة/ حمد الجاسر (رحمه الله) مشدداً بأن أحساء هَجَر هي المقصودة، فقد ذكر ذلك في المعجم الجغرافي لشرق الجزيرة(9) بعد أن أورد سبعة شواهد شعرية لابن المقرّب ورد فيها ذكر الأحساء، حيث قال:

وما دعا لإيراد هذه الشواهد الكثيرة إلا استنكار إطلاق هذا الاسم على تلك المنطقة من بعض الإخوة من أُدبائها. وهناك نصوصٌ لُغَويّةٌ وجغرافيّةٌ على صحّةِ ذلك لا نطيل بذكرها. ويُطلق الاسم على مواضع من أشهرها وأقدمها موضعٌ بالشام (شرق الأردن) على الخط الحديدي، وهو إحدى محطاته.

شواهد مشابهة:
أما حول ما اتفق وصفه من المواضع التي يُطلق عليها (الأحساء) فهي كثيرة، وهي بلا شك ليس المقصود منها (أحساءُ هَجَر)، بل المقصود منها مواضع أُخرى اتفقت في الوصف والمعنى الذي تطرّقنا إليه في قول ابن منظور، ولذا فقد وردت على ألسنةِ كثيرٍ من الشعراء، ومنهم قول سلمة بن خالد بن كعب بن زهير المعروف بـ(السَّفَّاحُ التَّغْلِبِيّ):

صَدُّوا عَن الماءِ يَسقُونَ ذا كَلَم

وَنَحنُ نَسقي عَلى الأَحساءِ كَلمانا

وقول غياث بن غوث التغلبي (ت 90هـ) المعروف بـ(الأخطل)

يَبحَثُ الأَحساءَ مِن ظَبيٍ وَقَد عَلِمَت

مِن حَيثُ يُفرِغُ فيهِ ماءَهُ الوَعِرُ

وكذا ابن خرداذبه في قوله:

فأما طريق الشاش والترك(10): (... ثم إلى المنصف ستة فراسخ، ثم إلى الأحساء ثمانية فراسخ، ثم إلى بئر عثمان ثلاثة فراسخ). وقوله في مواقع مدن كرمان(11): (... والمفازة سبعون فرسخاً، ثم إلى الأحساء والآبار ثمانية فراسخ)، وقوله في وصف درب السلامة والطريق إلى خليج القسطنطينية(12): (... ثم إلى عين بُرغُوث اثنا عشر ميلاً، ثم إلى نهر الأحساء ثمانية عشر ميلاً)، وغير ذلك مما ذكره في كتابه.


وقد ذكر ياقوت بعض المواضع التي ينطبق عليها المعنى اللغوي للأحساء(13)، منها ما هو المقصود بـ(أحساء هَجَر) ومنها غير ذلك، حيث قال:

(وقد رأيت في البادية أحساء كثيرة على هذه الصفة منها: أحساء بني سعد بحذاء هجر، والأحساء ماء لجديلة طئ بأجا، وأحساء خِرْشَاف، وقد ذكر خرشاف في موضعه وأحساء القطيف، وبحذاء الحاجر في طريق مكة أحساء في واد متطامن ذي رمل إذا رويت في الشتاء من السيول لم ينقطع ماء أحسائها في القيظ، وقال الغطريف لرجل كان لِصَّاً ثم أصاب سلطانا:

جرى لك بالأحساء بعد بؤوسها
عليك بضرب الناس ما دمت واليا

 
غداة القشيريين بالملك تغلب
كما كنت في دهر الملصة تضرب

والأحساء مدينة بالبحرين معروفة مشهورة كان أول من عَمَّرَها وحَصَّنَهَا وَجَعَلها قَصَبَةَ هَجَر أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجناني القرمطي، وهي إلى الآن مدينةٌ مشهورةٌ عامرةٌ، وأحساء بني وهب على خمسة أميال من المرتمى بين القرعاء وواقصة على طريق الحاج فيه بركة وتسع آبار كبار وصغار). اهـ.


وقال أبو إسحاق الحربي(14):
ومن حسا بطن رمة قصرٌ ومنازل وسوق وآبار ماؤها غليظ، وفي غربيه بقدر ميلين ماءٌ عذبٌ في أحساء.

وقال: ومن حساء بطن الرمّة إلى الرَّقَم أربعة وثلاثون ميلاً.

وقال الحارثُ بن حِلِّزَة(15):

هل علمتم أيام يُنْتَهبُ النَّا
إذ ركبنا الجِمالَ  من سعف البحـ

سُ غِواراً لكلِّ حيٍّ عُواءُ
رين سيراً حتى نهاها الحِسَاءُ

قال ابن بليهد النجدي: فأما الحِساءُ الذي ذكره الحارث فهو بكسر الحاء، وهو غير الحساء الواقع في نواحي هَجَر، وهذا الاسم إذا فُتحَ حاؤه يُطلق على جميع القرى الواقعة في بلاد عبدالقيس؛ لأنه في نفس البحرين، وأما الحِسَاء فإنه يطلق على موضعين: أحدهما في بلاد عبدالله بن غَطَفان، يصبُّ سيلهُ في وادي الرمة، وهو معروف عند عامة أهل نجد باسم (حسى عليا) هلكتْ عنده امرأة يُقال له "علياء"، فقُبِرَت على هذا الماء، وهو الذي يقول فيه زهير:

عفا من آل فاطمة الجواءُ

 
فَيُمْن فالقوادم فالحِسَاءُ

والثاني: واقع قرب المدينة، وهو الذي يقول فيه عبدالله بن رواحة (رضي الله عنه) يخاطب راحلته.

إذا بلَّغتِني وحملتِ رحلي

مسافة أربعٍ بعد الحِسَاءِ

وذكر الهمداني(16) أكثر من موضعٍ يُقال له الأحساء، ومن ذلك ما استشهد به من قولِ أبي قيس بن الأسلت يزجر غطفان عن مناجزة الخَزْرَج:

لأكناف الجريف فنعف سلمى

فأحساء الأساحل فالجنابُ

وكذلك قوله – الهمداني –: (... والعَمَايات مياه منها السَّكول وطُريف وأحساءُ الثمام، ثم ترد الأحساء أحساء مريفق(17)..)(18).

وقال كذلك: (وبظهر النيِّر بينه وبين الجنوب بطن العُبرَى، وأحساءُ بني حَوَثَة وحلاقيم ماء)(19).

وقال كذلك: (ومن أملاح العبامة والثِّعْل والبَغْرَة وأحساءُ بني جُوَيَّة..) (20).

ولم يقتصر ذكر الأحساء على ما ذكره الهَمَدانيُّ في صفة جزيرة العرب!! بل ذكر ذلك غيره من البلدانيين، كالأصفهاني في كتابه (بلاد العَرَب)، حيث قال: (وهَضب الداهنة: هِضَابٌ حُمْرٌ في أرضٍ سهلة وهي التي يقال لها أعرافُ نخل، وفيها يقول عامر بن الطُّفيل:

ولمّا أن بدت أعرافُ نخلٍ

وقالوا: إنَّ مورِدَها الحساءُ(21)

وذكر في موضعٍ آخر: (ثم فوق ذلك ماءٌ يُقال له: الحِساءُ حِسَاءُ رُبَبٍ)(22)

الخاتمة:
من خلال ما تطرّقنا له لاحظنا أن (أحساء هَجَر) تتفوق في الشُّهْرَةِ على غيرها من المواضع التي وافقتها في التسمية كأحساء بني وهب وأحساء خِرْشَاف وأحساء بني جوية ونحو ذلك؛ لأن أحساءَ هَجَر مأهولةٌ بالسُّكّانِ مُذ أن عُرفت، وكذلك لارتباطها بأحداث تاريخية منذ صدر الإسلام، إضافة إلى ذلك موقعها الجغرافي ومكانتها الاقتصادية. وفي تصوّري أن ابن عبدالمنعم الحميري الذي وصفها بأنّها مدينةٌ صغيرةٌ، لو زارها في زمانه لأعطاها وصفاً يختلف عمّا دوّنه في كتابه (الروض المعطار)!!، ولذا لا مقارنة بينها وبين غيرها من المواقع التي وافقتها في الوصف والتسمية، وهذه الشبهة كما حصلت لابن عبدالمنعم الحميري، فإنها حصلت عند بعض المعاصرين باعتمادهم على مصادرَ معاصرة اشتبهت في ذلك، ومنها وجود بعض الخرائط التي تُطلق على بعض المواضع من شرق الجزيرة اسم (أحساء)، ولعل هذه الخرائط قصدت الجزء الشرقي من شبه جزيرة العرب، ذلك أن شرق شبه الجزيرة العربية كان يُطلق عليه (الأحساء)، إلا أن التقسيمات الإدارية في القرون المتأخرة ومن خلال فرز المواضع، جعلت موضع الأحساء منحصراً في الجزء الموجود حالياً وهو ما يُسمّى بـ(محافظة الأحساء).

                       والله ولي التوفيق،،،


المراجع:

(1) الروض المعطار في خبر الأقطار، محمد بن عبد المنعم الحِميري (ت 900هـ)، تحقيق: إحسان عباس، مؤسسة ناصر للثقافة – بيروت، الطبعة الثانية - 1980م، 1/205.
علماً أن ابن بليهد يذهب إلى أن (الحساء) الواردة في شعر عبدالله بن رواحة، أنه موقع قرب المدينة.
راجع: صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار، محمد بن عبدالله بن بليهد النجدي (ت 1377هـ)، بيروت، الطبعة الثانية – 1392هـ (1972م)، 2/238.
(2) السيرة النبوية، عبدالملك بن هشام الحميري (ت213هـ)، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبدالحفيظ شلبي، مؤسسة علوم القرآن، 4/376.
(3) لسان العرب، ابن منظور، مادة (حسا).
(4) خرشاف: بكسر أوله وتسكين ثانيه وشين معجمة وآخره فاء، موضعٌ بالبيضاء من بِلادِ بَنِي جُذَيْمَة بِسِيفِ البَحْرَيْنِ في رِمال وعثة تحتها أحساء عذبة الماء عليها نخل بعل. راجع: معجم البلدان، للحموي، 2/359 (باب: الخاء والراء).
(5) معجم البلدان، ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله، دار الفكر – بيروت، 1/112. + الجبال والأمكنة والمياه، محمود بن عمر الزمخشري (ت583هـ)، تحقيق: د/ إبراهيم السامرائي، 71 (ما في أوله الحاء).
(6) صفة جزيرة العرب، أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني (ت334/360هـ)، تحقيق الشيخ: محمد بن عبدالله بن بليهد، الطبعة الثالثة – 1411هـ (1991م)، دار الجوهرة – الرياض، 193.
(7) صفة جزيرة العرب، (مصدر سابق)، 240.
والشِّحْرُ: بكسر أوله وسكون ثانيه قال الشحرة الشط الضيق والشحر الشط وهو صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن قال الأصمعي هو بين عدن وعمان قد نسب إليه بعض الرواة وإليه ينسب العنبر الشحري لأنه يوجد في سواحله وهناك عدة مدن يتناولها هذا الاسم. راجع: معجم البلدان، الحموي، 3/327 (باب: الشين والخاء).
والمزون: أرض عمان. راجع: معجم البلدان، الحموي، 5/122 (باب: الميم والزاي).
(8) صفة جزيرة العرب، (مصدر سابق)، 257.
والمتلمس هو: جرير بن عبدالعزى، من بني ضبيعة من ربيعة، شاعر جاهلي من أهل البحرين، وهو خال طرفة بن العبد.
وقال ياقوت في معجم البلدان 3/24 (باب: الراء والباء): ربب: بباءين موحدتين وادٍ بنجد من ديار عمرو ابن تميم وقيل من بلاد عذرة مما يلي الشام من وراء أيلة عن نصر.
(9) المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية "البحرين قديماً")، حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة – الرياض، 1400هـ (1980هـ)، 2/497.
قول الجاسر: "من أشهرها وأقدمها" يُقصد منه أن الشهرة قُرنت بالأقدميّة، وإلا فهَجَر البحرين كان بها أحساءٌ كثيرة كما يذكر المؤرخون الذين أوردنا أقوالهم، ولولا إطلاق القرمطي عليها اسم الأحساء لبقيت تحت مسمّى هَجَر، وإلا فصفة الأحساء لازمةٌ لهَجَر؛ لتصبح فيما بعد (أحساءُ هَجَر).
ويبدو لي من عبارته: (من أشهرها وأقدمها موضع بالشام...الخ)، قصد بذلك من حيث الإطلاق وليس من حيث الدلالة، وإلا فإنه أوضح في بداية كلامه أن الشواهد تدلُّ على أحساء هَجَر.
(10) المسالك والممالك، أبو القاسم عبيدالله بن عبدالله (ابن خرداذبة) (ت 300هـ)، تقديم الدكتور/ محمد مخزوم، دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة الأولى – 1408هـ (1988م)، 36.
(11) المسالك والممالك، (مصدر سابق)، 52.
(12) المسالك والممالك، (مصدر سابق)، 91.
(13) معجم البلدان، (مصدر سابق)، 1/112 (باب الهمزة والحاء).
(14) كتاب المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة، إبراهيم بن إسحاق الحربي
(أبو إسحاق) (القرن الثالث)، تحقيق: حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة – الرياض، الطبعة الثانية – 1401هـ (1981م)، 518. وبطن الرمة: وادٍ بالحجاز.

وقد ذكر الحربي أحساء هجَر في كتابه ص620 حينما تحدث عن (البحرين).
(15) صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار، محمد بن عبدالله بن بليهد النجدي (ت 1377هـ)، بيروت، الطبعة الثانية – 1392هـ (1972م)، 2/238.
(16) صفة جزيرة العرب، (مصدر سابق)، 193.
(17) مريفق: اسم قرية في سواد باهِلَةَ من أرض اليمامة عن الحفصي وقد أنشد:

ألا يا حمام الشعب شعب مريفق
سقتك الغوادي رب خود غريرة
فإن يرتحل صحبي بجثمان أعظمي
سقتك الغوادي من حمام ومن شعب
أصاخت لخفض من عنانك أو نصب
يقم قلبي المحزون في منزل الركب 
وقال أبو زياد مريفق من مياه أبي بكر بن كلاب بشراين وشراين جَبَلان. اهـ.
راجع: معجم البلدان، الحموي، 5/118-119 (باب: الميم والراء).
(18) صفة جزيرة العرب، (مصدر سابق)، 175.
(19) صفة جزيرة العرب، (مصدر سابق)، 171.
(20) صفة جزيرة العرب، (مصدر سابق)، 179.
والثعل: موضع بنجد. راجع: الجبال والأمكنة والمياه، محمود بن عمر الزمخشري (ت583هـ)، تحقيق: د/ إبراهيم السامرائي، 49 (ما في أوله الثاء).
(21) بلاد العَرَب، الحسن بن عبدالله الأصفهاني، تحقيق: حمد الجاسر والدكتور/ صالح العلي، منشورات دار اليمامة – الرياض، 157.
(22) بلاد العرب، (مصدر سابق)، 61.

* نشر هذا البحث في (مجلة العرب .. مجلة تُعنى بتاريخ العرب وآدابهم وتراثهم الفكري، الجزء 5 و 6 السنة 50، ذو القعدة و ذو الحجة 1435هـ (سبتمبر - أكتوبر/أيلول - تشرين أول 2014م).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...