الاثنين، 7 نوفمبر 2011

لماذا ننتقد؟!

لماذا ننتقد؟!

يعتبر النقد من الظواهر الصحية التي تشوب المجتمعات المختلفة وخصوصاً المجتمعات ذات التعدد العِرقي والمذهبي والديني، ذلك أنها تبرز أماكن الخلل في بعض الظواهر أو بعض المسائل المطروحة على الساحة، سواءً كانت تلك المسألة اجتماعية أو دينية أو سياسية أو غير ذلك.
إلا أن الجانب المهم في ذلك هو: حريٌ بمن له اهتمام بالجانب النقدي أن يتفهم ما يتعلق بالقضية التي يجري عليها النقد، حتى تعمّ الفائدةُ كل الشرائح المهتمّة بذلك، وحتى لا يؤخذ على صاحب النقد أنه صاحب تصفية مع القضية التي تعرضت للنقد، أو صاحب تجنٍّ على ذلك المشروع، أو صاحب شخصنة مع صاحب الفكرة!! فوظيفة النقد هي تصفية الفكرة من الشوائب العالقة بها حتى يستفيد منها أصحاب الشأن.

ويأخذ النقدُ معالمه الجمالية حينما يستعرض الناقد أبعاد الفكرة من جميع جوانبها، خصوصاً إذا كانت الفكرة لها صلةٌ بالساحة التي تهم المجتمع البشري؛ لأنها بلا شك ستقدِّمُ خلاصةَ جهدٍ لأفرادٍ، وستنقذ مجتمعاً أو أمّة من أزمةٍ واقعة أو طارئةٍ أو محتملة، ولا يمكن للناقد أن يصلَ إلى هذه المرحلة إلا إذا كان على وعيٍ كبيرٍ في التعاطي مع القضايا الإنسانية المختلفة التي تهمّ البشرية، على خلافه من يهتم بقضاياه الفكرية والثقافية في معزلٍ عن المجتمع المحيط به.

كذلك من معالم النقد الجمالية أن يتصف الناقد ببعض المواصفات الضرورية، وهي: أن يركّز على جوهر القضية قدر الإمكان، وأن يتجرّد من تسييس الفكرة أو القضية إلى جهةٍ دون دليلٍ يُذكر أو حُجّةٍ هزيلة وأجنبية عن جوهر الفكرة، لئلا يفقد الناقد قيمته، وإلا فإن النقد سيبقى على قيمته الفعلية والجمالية كلّما كان الناقدُ أقرب إلى إعطاء الفكرة حجمها الطبيعي والواقعي.

هناك تعليقان (2):

  1. مقال جميل يحتاج الى نقد جميل

    ردحذف
  2. عبدالله بن علي الرستم2 ديسمبر 2011 في 9:32 م

    أشكرك أخي أبو علاء
    وقلبنا مفتوح لنقدك الجميل

    ردحذف

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...