الخميس، 5 أغسطس 2021

قصة مكتبة آل عصفور

 


بطاقة الكتاب:

اسم الكتاب: إسهامات أسرة آل عصفور في تاريخ البحرين العلمي .. قصة مكتبة آل عصفور

المؤلف: الدكتور/ منصور محمد سرحان

الناشر: مؤسسة مجمع البحوث العلمية

تاريخ الطباعة: الطبعة الأولى 1431هـ (2010م)

عدد الصفحات: 137 صفحة

 بقلم: عبدالله بن علي الرستم

 عرض وتعريف:

يُعد هذا الكتاب من الكتب التي تناولت جزءاً من تاريخ أسرة آل عصفور البحرانية، ذات الصيت الكبير في تاريخ البحرين العلمي والمذهب الشيعي الاثني عشري؛ وذلك لشهرة بعض أعلام الأُسرة على المستوى المذهبي، وذلك بدءاً من القرن الحادي عشر وحتى القرن الخامس عشر، حيث برز أعلامٌ كثيرون من هذه الأسرة عبر إسهاماتهم العلمية المتمثلة في قيامهم بالتدريس والتأليف، ويتناول محطات أخرى ومهمة في تاريخ وإرث العائلة العلمي.

سلّط الباحث الضوء على تراجم أسرة آل عصفور بدءاً، بذكر أسمائهم وترجمة يسيرة عن كلِّ عَــلَمْ ومؤلفاتهم والمصادر المستقاة عن كل ترجمة على حده، وكان ترتيبها حسب القرون، ليكون عدد المترجم لهم على النحو التالي:

1. عالمان في القرن الحادي عشر.

2. 18 عالماً في القرن الثاني عشر.

3. 29 عالماً في القرن الثالث عشر.

4. 7 علماء في القرن الرابع عشر.

5. 12 عالماً في الثلاثين سنة الأولى من القرن الخامس عشر.

وكانت أولى تلك التراجم ترجمة الشيخ/ سليمان بن صالح بن أحمد بن عصفور الدرازي البحراني (ت 1085هـ)، مروراً بوالد الشيخ يوسف البحراني ثم ابنه الشيخ يوسف البحراني، والشيخ خلف آل عصفور وغيرهم من بقية أعلام هذه الأسرة.

حاول الباحث في تسليط الضوء على سبب انتقال بعض أفراد العائلة إلى بعض المناطق خارج البحرين، وذلك نتيجة الظروف السياسية التي مرّت بها بلاد البحرين، كخروج الشيخ/ أحمد بن إبراهيم آل عصفور (ت 1131هـ) "والد الشيخ يوسف" الذي قطَن منطقة القطيف نتيجة الغزو العماني وتعرّضت مكتبته إلى الحرق والنهب، والظروف التي ألمّت بالبحرين في تلك الفترة، أو انتقال بعضهم إلى (كازرون) إحدى قرى شيراز كالشيخ/ إبراهيم بن عبدالنبي آل عصفور (ت 1173هـ)، وغيرهم الذين اضطرّتهم الظروف إلى الهجرة.

تنوّعت مؤلفات أعلام أسرة آل عصفور في مجالات عدّة من العلوم، كالفقه والتراجم والتجويد واللغة والعَروض وأصول الفقه والحديث وغيرها، والتي تُعد بالعشرات، منها ما هو مطبوع، ومنها لا زال مخطوطاً، أما المخطوط فقد كان للشيخ محسن بن عبدالحسين آل عصفور الجهد الكبير في لـمِّ تراث العائلة والعناية به، طباعةً وتحقيقاً وبعضها لا زال قيد الحفظ في مؤسسة مجمع البحوث العلمية التي تقع تحت إدارته في البحرين حالياً، والبعض الآخر انتقل إلى بعض المؤسسات العلمية في إيران، والتي فهرس بعضها كلاً من الشيخ/ حبيب آل جميع، والشيخ/ أحمد المرهون في رصدٍ تحت عنوان: (فهرس مخطوطات آل عصفور في بوشهر) وقد بلغت تلك المخطوطات (539) عنواناً بين مخطوطة ناقصة وأوراق متفرقة.

يشار في هذا الصدد أن الكتاب على ثراء المعلومات الذي يحويه، وتقسيمه العلماء وفق القرون، وحديثه عن مكتبة آل عصفور والظروف التي مرّت بها، إلا أنه لم يترجم لبعض علماء أسرة آل عصفور القاطنين خارج البحرين، كالقطيف وبعض المناطق الإيرانية، علماً أن المؤلف وضع صور بعضهم، مثل: الشيخ محمد بن أحمد بن حسن آل عصفور ووالده (من يزد)، والشيخ/ محمد رضا حدائق ووالده الشيخ أبو الحسن (من آل عصفور في شيراز)، وغيرهم كثير، والجدير بالذكر في هذا الصدد أن هناك بحثٌ منشور في الشبكة العنكبوتية تحت عنوان (البُشرى في علماء الأسرة) للشيخ/ محمد مهدي آل عصفور القطيفي، صدر كطبعة الكترونية عام 1423هـ، أي: قبل صدور كتاب الدكتور سرحان بسبعة أعوام، كتبه المؤلف بالتنسيق مع الشيخ/ محسن آل عصفور، وذكر فيه جملة من أعلام عائلة آل عصفور بعضها ليس له ذكرٌ في كتاب الدكتور سرحان، مثل: الشيخ/ محمد بن إبراهيم بن محمد آل عصفور (ت 1325هـ) والذي توفي في (أبو شهر) والمذكور في أعلام الثقافة للدكتور النويدري (3/301 رقم 527)، حيث كان الأجدر من الدكتور سرحان الاستفادة منه قدر المستطاع؛ ليكون الكتاب أكثر شمولية وتغطية لأعلام الأسرة ومكتبتهم، وهذا الكتاب (البُشرى) تخلله التقصّي في أعلام آل عصفور القاطنين في القطيف، وبهذا لابد لنا من كتابٍ يحوي تراجم علماء آل عصفور في الخليج عموماً؛ ليتعرّف القارئ على تاريخ وعطاء هذه الأسرة، وكذلك للتعرف من ينتسب إليها ومن لا ينتسب إليها، خصوصاً مع وجود عوائل أخرى في إقليم البحرين التاريخي (الأحساء والقطيف والبحرين) تحمل ذات الاسم، وبعضها تغيّر اسمه، وهذا ما يوضحه مقطع فيديو يجمع ما تفرّق من العائلة حملوا أسماء عوائل أخرى غير اسم العائلة المعروف، حيث كان اللقاء في الأحساء بمزرعة إبراهيم السلطان، ولابد أن تلك العوائل التي تغيّر اسمها فيها علماء وطلبة علم.

 


لاشك أن الدكتور سرحان قام بجهدٍ رائع في سد ثغرة مهمة في تاريخ جزئية مهمّة من تراث عائلة آل عصفور العلمي، وهو قصة المكتبة التي تعرّضت للحرق والتدمير وغير ذلك مما تسببه الحروب من القيام بتصرفات لا تليق في التعامل مع تراث عائلة لها حضورها العلمي في الساحة، حيث خلّف الشيخ/ أحمد آل عصفور (ت 1131هـ) مكتبة كبيرة، حيث تحوّلت المكتبة إلى ابنه الشيخ/ يوسف (صاحب الحدائق)، والتي تطوّرت مع الأيام لتبلغ عشرين ألف كتاب كما نُقل عمّن زاره في كربلاء، ولولا ظروف الهجرة من بلدٍ إلى بلد لكانت المكتبة أكبر من الوضع الذي عليه أيام حياته؛ لتنتقل بعد وفاته بالوصية إلى ابني أخويه الشيخ/ حسين بن محمد، والشيخ/ خلف بن عبدعلي، وممن تولى رعاية المكتبة الشيخ/ إبراهيم بن محمد بن أحمد، الذي قدم إلى (أبو شهر) وباشر الاهتمام بها وتنظيمها حتى وفاته، وقد نالت المكتبة عناية تامة من قبل المتولّين عليها من الأُسرة، علماً أنها بعد ذلك تعرّض المكان الذي فيه المكتبة إلى انهيار كادت أن تودي بمقتنيات المكتبة، إلا أن العناية الإلهية حافظت على هذا التراث، حيث ممن ساهم في تنظيف المكتبة وتنظيمها بعد الانهيار الشيخ/ علي محمد محسن آل عصفور صاحب كتاب (بعض فقهاء البحرين).

 

وقد أشار المؤلف إلى بحث نشره الشيخ/ محسن آل عصفور نُشر في مجلة (لؤلؤة الخليج) حول تعرّض المكتبة إلى سرقة مجموعة من الكتب الخطية النفيسة وبيعها، إلا أن بعض أفراد العائلة ساهم في الحفاظ على ما تبقى منها وترميم كافة الكتب التي تعرّضت بفعل الزمن إلى التمزيق وغيرها من الأمور التي تتعرض لها الكتب الخطيّة. يبقى الحديث عن المكتبة وتاريخها كبير بحجم العائلة وتراثها الذي توزّع هذا التراث في أكثر من مكان، وهذه السطور مجرد تعريف وتذكير حول العناية بكل ما يمتُّ للتراث العائلي والعلمي، كي لا نخسر أكثر مما خسرناه عبر القرون.

 ورغم أهمية ذلك إلا الأجد بالباحث أن يضع نماذج مصوّرة من تلك المخطوطات مع التوسع في ذكر بيانات المخطوط المتوفر وتحديد مكانه، وهذا العمل لا شك أنه سيضيف أهمية كبيرة في كل من يريد أن يدرس تاريخ وتراث العائلة العلمي، ورجائي كذلك هو أن يتناول الباحث ذلك في طبعات لاحقة من هذا الكتاب القيّم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...