الأربعاء، 18 يوليو 2018

هديتك (منتج حساوي)





من عاداتنا الحساوية
(هديتك مُنتج حساوي)
بقلم: عبدالله بن علي الرستم

بما أن هذه الفترة موسم الرُّطَب بجميع أصنافه وأشكاله وألوانه، فإنه بحسب ما تسعفني الذاكرة من أشياء شاهدتها وسمعتها ومارستها بفضل الله تعالى، فإن من سمات الشخصية الأحسائية حمل هدية من المُنتجات الأحسائية حال زيارة شخص ما، وتكون هذه الهدية حسب الموسم الزراعي (رُطب، تمور، خضروات، فواكه، شيء من الصناعات الخوصيّة ...الخ)، وهذا هو ديدنُ الأحسائي حال عزمه لزيارة صديقٍ له خارج الأحساء أو قريبٍ أو أي شخص كان.
بل كما أتذكّر قبل عشر أو عشرين عاماً ينصحنا الآباء على نحو التذكير أو التوجيه بحمل هدية من الأحساء للشخص الذي تُشدّ الرِّحال إليه؛ إضافة إلى ذلك يجب أن تكون الهدية في وضعٍ لائقٍ، فالرُّطبُ والتين يوضعان في مِخْرَف (إناء مصنوع من خوص النخل) أو قفصٍ مصنوعٍ من سعف النخيل أو سحّارة، وكذلك الحال لبقية المنتجات، ثم بعدها تطوّر الوضع في وضع تلك الثمار في كراتين؛ وتعود بي الذاكرة أن إحدى بنات عمّي زارتني حيث أسكن خارج الأحساء، وأعطتها والدتها سفرة من صنع يديها هدية لي ولا زلتُ أحتفظ بها، أما والدايَ – حفظهما الله – فإنهما مواظبان على هذه العادة في كلِّ زيارة لي خارج الأحساء، فلا يدخلان منزلي إلا وفي يديهما شيءٌ من تلك المنتجات التي تذكِّرني وتزيد من ارتباطي بالأحساء الحبيبة.

في المجمل فإن الأحسائي لا يحتار في اختيار هديته للشخص الذي سيزوره، بحكم الخيرات الكثيرة التي تتمتع بها الأحساء، سواءً كانت محاصيل زراعية أو مصنوعات يدوية أو غير ذلك، والأمر ذاته حال زيارةِ شخص من خارج الأحساءِ فإنه لا يرحل إلا ويُهدى شيئاً من المنتجات الأحسائية بحسب المتوفر وظروف الرجل صاحب الاستضافة.
والآن ونحن في العام 1439هـ، لا زلتُ أرى – بفضل الله تعالى – أن هذه العادة لم تنقطع، وأرجو لها أن لا تنقطع، فالأحسائي كريمٌ بطبعه، ويقدِّمُ بما تجود به يده حال زيارته لأي شخص من الأحساء أو خارجها، فالتهادي توجيه نبويٌ فيه مافيه من الفوائد الجميلة التي تعود على الإنسان بالسعادة وغرس المحبة من خلالها.
أرجو من كلِّ أحسائي أن لا ينسى حمل أي محصول أو مُنتج حال عزمه لزيارة شخص ما خارج الأحساء، شريطة العناية في طريقة تقديمها بما يتناسب مع التراث الأحسائي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...