الجمعة، 25 مايو 2018

شهر رمضان .. شهر القرآن



شهر رمضان .. شهر القرآن
بقلم: عبدالله بن علي الرستم

يشير العنوان أعلاه إلى الآية الكريمة )شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن ...(، والحمد لله تعالى على أن هناك ظاهرة جميلة في مجتمعاتنا الإسلامية وهي: التوجه نحو القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك، قراءة، وتجويداً، وأمسيات قرآنية ...الخ، وإن كان المأمول أن تبقى أجواؤنا قرآنية على مدار العام؛ لأنه الدستور الذي نلوذ به إذا ادلهمّت الخطوب، والمنجي لمشاكلنا، والعلاج الروحي الذي نُبلسم به أرواحنا، وغير ذلك من الفوائد الجمّة لمن أراد التدبّر فيه. إلا أن أمراً مهماً أود الإشارة إليه، وهو:
كيف هي علاقتنا بالقرآن الكريم على نحو الشكل فضلاً عن المضمون؟!
هل لدينا العزيمة في قراءته قراءة صحيحة؟
وهل نتعاهده على مدار العام كما نتعاهد أصحابنا وأحبابنا؟
أم أننا نتعامل معه تعاملاً أقل قيمة مما ذُكر؟!
في الواقع – حسب ما أرى – أن هناك شريحة كبيرة من المسلمين، رغم إحيائهم هذه الليالي بقراءة القرآن الكريم، إلا أن القراءة تُفصح عن العلاقة التي بيننا والقرآن الكريم على مدار العام، ودونك الاستماع لبعض الناس حال القراءة، فلا القراءة سليمة، ولا الذائقة موجودة في التلاوة!! بحيث تتغير مخارج الحروف، ومواقع الحركات، وتداخل الآيات المتشابهة مع الأخرى في النطق ... وغير ذلك من الأخطاء الفادحة، والتي تعكس في حقيقة الحال مدى علاقتنا بالقرآن الكريم خلال السنة، وتكشفها قراءتنا له خلال هذا الشهر المبارك.

فإذا كانت قراءتنا له على النحو المذكور من وجود اللحن وكثرة الأخطاء، فكيف يا ترى نستوعب مضامينه؟ ونسبر غوره؟ ونستنطق فوائده؟! خصوصاً وأنّنا في عصرٍ تكاد الأمّيّة تضمحل في جيل الشباب، وليس بوسعنا اتهام التعليم والذي يحملُ جزءاً من ذلك؛ لأن القرآن الكريم هو دستورنا، ومنهج حياتنا الذي يضيء لنا دروب الحياة، بحيث إن قواعد اللغة العربية التي تعلمناها في مدارسنا تساهم في قراءة القرآن الكريم قراءة سليمة لا أن نخلط بين المرفوع والمنصوب وكأننا أعاجم لا نفقه شيئاً من العربية!!

فدعائي من الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجيل الناشئ إلى العناية بنفسه، وكذلك أولياء الأمور في مراجعة قراءتهم للقرآن الكريم وإصلاح العلاقة معه، والذي يجب أن نحافظ على الجانب الشكلي كأقلّ تقدير فضلاً عن اكتشاف كنوزه المعرفية، فقد حث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم وأئمة أهل البيت عليهم السلام في العناية بالقرآن الكريم، وما أحرانا أن نمتثل لتلك الوصايا الصادرة عن أنفاسٍ تعلّقت بالقرآن قراءة ودراسة وتطبيقا.

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...