الأربعاء، 8 فبراير 2017

الهجريون ودورهم في رواية الحديث - قراءة وتعريف






بطاقة الكتاب:
اسم الكتاب:  الهجريون ودورهم في رواية الحديث
المؤلف:  محمد بن علي الحرز
الناشر: بدون
تاريخ النشر: الطبعة الأولى – 1438هـ (2017م)
عدد الصفحات: 269 صفحة
المقاس: 14.5 × 20.5 سم

 قراءة وتعريف: عبدالله بن علي الرستم

التعريف والقراءة:
يشكّل هذا الكتاب أهمية كبيرة في تاريخ الأحساء؛ لما للموضوع الذي تناوله المؤلف من قيمةٍ كبيرة، خصوصاً وأن الزاوية التي تناولها بحثاً تُعد زاوية مهمّة وبحاجة إلى تسليط الضوء على الدور العلمي للهَجَريين، وكذلك يعد هذا الكتاب رافداً مهماً في كتب التراجم الخاصة بمنطقة الأحساء، فمع وجود مصنّفات سابقة لهذا الكتاب، مثل: (أعلام هَجَر) للسيد هاشم الشخص الأحسائي وغيره من المصنّفات؛ إلا أن هذا الكتاب يسدّ ثغرةً مهمّة في كتب الأعلام الأحسائيين.

كان مدخل المؤلف لكتابه بارزاً ومهماً، وذلك بتوضيحه اسم (هَجَر) ومدى مشابهته لأسماء مواقع أخرى كـ(هَجَر اليمن) و (هَجَر المدينة)، مستشهداً ومرجّحاً بقرائن تدعم أن من ينتسب إلى (هَجَر) هو من (هَجَر إقليم البحرين التاريخي) خصوصاً أن بعضهم مذكور بنسبته إلى القبيلة وهي قبيلة عبدالقيس التي قطنت الساحل الشرقي من شبه الجزيرة العربية. ولا يخفى على من يتابع كتب المؤلف ومنها هذا الكتاب أنه يسلّط الضوء على الموضوع محل البحث متجاوزاً الاستطرادات التي لا تمت إلى صلب البحث بصلة.

تناول المؤلف شيئاً يسيراً من تاريخ قبيلة عبدالقيس التي نزحت إلى (هَجَر) والأسباب التي دعت لذلك النزوح بما يسمح به المقام، ومعرّجاً على دور الهجريين في رواية الحديث، حيث إن مقدمة المؤلف تكمن أهميتها بأن أبناء المنطقة ليسوا منغلقين على أنفسهم أو أنهم يحصرون اهتمامهم في زوايا معيّنة؛ بل أثبت أن لهم إسهاماتهم في إعمار الأرض بشتى السبل، ومنها حبّهم وإحيائهم للعلم مع مشاركتهم في الحفاظ على بيضة الإسلام فور بزوغه في جزيرة العرب والأحداث المصاحبة له.

أما خطة البحث فقد كانت واضحة المعالم، من حيث ذكره مستويات الحديث عند الهجريين الذين رصدهم المؤلف بين دفّتي كتابه، مع الإشارة إلى أن عدد من ذكرهم من الرواة يبلغ 54 راوياً هَجَرياً. ولا شك أن هناك آخرين لم يتطرق لهم المؤلف بيد أنه وضع مصنّفه ليساهم في توثيق هذه الزاوية من تاريخ المنطقة ذات البعد الحضاري.

وقفة قصيرة:
أشير في هذه الوقفة القصيرة أن المؤلف رغم الجهد الذي بذله في رصد هذه الأسماء فإن لي بعض الأمور إشارة وليس حصراً وهي على النحو الآتي:
1-    عدم ذكر تواريخ ولادة الرواة المعنيين محل البحث ووفياتهم، حيث إن ذكر هذه التواريخ أمر مهم في هكذا كتاب، وسأشير إلى بعضهم بشكل سريع.
2-    ص48 ترجمة إبراهيم بن مسلم الهجري: لإبراهيم الهجري سبعة طرق إلى رسول الله (ص) ذكر المؤلف أربعة وفاته ثلاثة طرق، وسأذكر ما فاته وهي: أن إبراهيم الهجري يروي عن أبي الأحوص عن عبدالله بن أبي أوفى عن رسول الله (ص)[1]، وعن عبدالله بن مسعود عن رسول الله (ص)[2]، وعن أبي عياض، عن أبي بكرة عن رسول الله (ص)[3].
كذلك روى عن مجموعة لم يتطرق لهم المؤلف وهم: عبيدالله بن معية السوائي من بني عامر بن صعصعة، وقيل عبدالله، وقد ورد اسمه في الرواية (رجل من بني سواءة)[4]. وقرط أبو توبة[5].
3-    كذلك فات المؤلف ذكر بعض الرواة الذين نقلوا عن أبي إسحاق الهجري (إبراهيم بن مسلم)، أمثال: أسباط بن محمد بن عبدالرحمن بن خالد بن ميسرة القرشي الكوفي (ت 200هـ)[6]، و الحسن بن دينار[7]، و زهير بن معاوية (ت173هـ)[8]، وغيرهم ممن فات المؤلف ذكرهم[9].
4-    تمنيتُ أن يذكر المؤلف أسماء الرواة كاملة دون الكنية وأقصد بهم الذين وردوا تحت فقرة (الراوي عنهم) و (الراوون عنه).
5-    ص78 ترجمة حوشب بن عقيل الهجري: أضيف إلى أن من روى عنهم أكثر من الذين ذكرهم المؤلف، منهم: أبو الزبير الدرمكي[10]، و عطاء بن أبي رباح المكّي (27 – 114هـ)[11]، و مسلم[12] بن يسار الأموي (ت 108هـ)[13]، أما من رووا عنه فإن بعض الأسماء فاتت المؤلف ومنها: إبراهيم بن أبي داود[14]، وإياس بن دغفل البصري الحارثي (أبو دغفل)[15]، وبكير بن عبدالعزيز[16]، وغيرهم.
6-    هذا ما وددت ذكره على سبيل العُجالة، وإن كان الكتاب يستحق وقفةً أكثر من هذه الوقفة القصيرة لما يمثله من أهمية علمية وتاريخية.
7-    يبقى الكتاب مهماً والنقاط المذكورة لا تقلل من شأنه ولا من قيمته العلمية، فلولا المؤلّف لما تحرّكت الأقلام لقراءته وتقديم الفوائد من هذا وذاك، حيّ الله المؤلّف وحيّ الله بصماته في توثيق تاريخ الأحساء.





[1]المتفق والمفترق، الخطيب البغدادي، 1/222. وقد وردت روايات عن أبي الأحوص عن عبدالله، بدون ذكر من يكون عبدالله هذا، هل هو ابن مسعود أم ابن أبي أوفى، والظاهر أنه عبدالله بن أبي أوفى الأسلمي، ذلك أنه أكثر من الرواية عنه. وقد وردت تلك الروايات في: الكامل في ضعفاء الرجال، ابن عدي الجرجاني، 4/544 + 9/162 + 1/346.
[2]الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر، 6/454.
[3]تاريخ جرجان، أبو القاسم الجرجاني، 321.
[4]تعجيل المنفعة، ابن حجر العسقلاني، 2/590. لعله عبيدالله بن معيّة السوائي من بني عامر بن صعصعة وقيل: عبدالله، ولد في صدر الإسلام في زمن النبي (ص) (والله العالم) تهذيب الكمال، المزي، 16/172.
[5]الثقات، ابن حبان، 9/22.
[6]تهذيب الكمال، المزي، 2/203 + 345.
[7]الكامل في ضعفاء الرجال، ابن عدي الجرجاني، 3/123.
[8]تهذيب الكمال، المزي، 2/203 + الجرح والتعديل، أبي حاتم الرازي، 2/131-132.
وقد ورد في بعض الروايات باسم (أبو معاوية) ولا أعلم إن كان هو أو شخص آخر، كما في: غاية المقصد في زوائد المسند، أبو الحسن الهيثمي، 1/216 + 1/402 وغيرها من المصادر.
[9] أشير إلى أن لدي ترجمة مفصّلة عن حال إبراهيم بن مسلم الهجري سترى النور قريباً بإذن الله تعالى.
[10] الكنى والأسماء، الدولابي، 2/527.
[11] أخبار مكة، الفاكهي، 1/291/599 + الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين – بيروت، الطبعة السابعة عشر – 2007م، 4/235.
[12] الكنى والأسماء، مسلم بن الحجاج، 1/305.
[13] الأعلام، الزركلي، 7/223 [أظنه مسلم بن يسار الأموي بالولاء، باعتباره سكن البصر وحدّث بها، وكذلك يكون في طبقة من روى مترجمنا عنهم] وإلا فالرواية في المصدر المذكور – الكنى والأسماء – لا تذكر شيئاً سوى أن اسمه مسلمٌ فقط.
[14] شرح مشكل الآثار، أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي (321هـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة – بيروت، الطبعة الأولى – 1415هـ (1994م)، 7/412.
[15] الكنى والأسماء، الدولابي، 2/527 + التاريخ الكبير، البخاري،  + تقريب التهذيب، ابن حجر، 1/116 (من السابعة).
[16] معجم الصحابة، البغوي، 2/351/711.

هناك تعليقان (2):

  1. محمد علي الحرز8 فبراير 2017 في 10:52 ص

    اشكر أخي وصديقي الغالي الأستاذ عبد الله الرستم على ملاحظاته القيم والتي أتمنى تجاوزها خلال الطبعات القادمة فله مني كل الود والمحبة

    ردحذف
  2. لك الشكر عزيزي أبا كاظم .. وأرجو أن تكون ملاحظاتي لها موقع من الكتاب ولم تبتعد عن كنهه.

    ردحذف

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...