السبت، 29 سبتمبر 2012

الإساءة لرسول الله (ص) كيف نتعامل معها؟!

الإساءة لرسول الله (ص) كيف نتعامل معها؟!
بقلم: عبدالله بن علي الرستم

         ليس جديداً علينا أن يُساء إلى الرموز الإسلامية، وأعظم رمزٍ يتفق المسلمون عليه هو شخصية رسول الله (ص)، سواءً كانت الإساءة من قبل المسلمين أو من غيرهم، مباشرة كانت أم غير مباشرة، في النهاية فإن الإساءة موجودة ومثبتة في كتب التاريخ.
         والمسألة ليست على أن تلك الإساءات موجودة أم لا!! بل المسألة مرتبطة بكيفية التعامل والتعاطي معها بشكل يتناسب مع حجم القضية، وهي متشعبة حسب تشعب دلالات القضية، ودلالاتها كبيرة بحجم الشخصية التي أُسئ إليها، ولن أتعاطى في هذه السطور الخفيفة إلا جانباً واحداً وبشكل مختزل؛ لأني أراه مهماً في هذا الصدد.
         على خلفية الإساءة الأخيرة لرسول الله (ص)، والطرق التي تم التعامل معها من قبل شريحة كبيرة من المسلمين بمختلف توجهاتهم وقومياتهم ولغاتهم، فإن بعضها مقبول وبعضها غير مقبول، وهذا ليس حديثي، ما أريد التصدي له هو على النحو التالي:
         ما مقدار معرفة المسلمين برسول الله (ص)؟! معرفة نظرية ناهيك عن المعرفة العملية التي تتشكل في أخلاقهم الروحية والعملية واقتدائهم به (ص) في جميع محطات حياتهم؟!! ولستُ مكلّفاً بالإجابة عن المسلمين أنفسهم، فإنه كما قالت العرب (رُبَّ حالٍ أفصحُ من مقال)، فحال المسلمين الأخلاقي ومدى تطبيقهم لهذه الجزئية من حياته (ص) لا يتناسب مع حجم التظاهرات التي خرجت ضد تلك الإساءة!!
         فتعال يا أخي العزيز إلى أحوال المسلمين في التعاملات التجارية، وكيف أن الغِشَّ يحتلُّ جزءاً كبيراً في التعاملات، والنصب والاحتيال في الدرجة الثانية، وتعال إلى أحوال المسلمين في السلوك الاجتماعي الفردي والجمعي، فإن معظمه قائماً على التهميش والمصلحة مصحوباً بالعنصرية والقومية والفئوية والحزبية، وتعال إلى كيفية انتهاك الأعراض تحت مسمّيات دينية وقانونية، وتعال وتعال ... الخ. فهل أصلح المسلمون أحوالهم في جوانب الحياة المختلفة ليتظاهروا ضد من أساء وهم في واقع الأمر أوّل من أساء!!
         لستُ متحاملاً على أحد، بل أقول إن واقع المسلمين الروحي والسلوكي في حالة مزرية، حتى جعلنا ذلك الرمز العالمي الخالد صاحب الرسالة العظيمة معرضاً للآخرين كي ينتهكوه.
         فحينما نثبت انتماءنا من خلال السلوك والتعاطي الحضاري مع هذه الشخصية، نستطيع أن نجعل الآخرين يحترمونه بدون أن نحرّك ساكناً، ولعل ذكرى مولده هي محطة مناسبة للتحدث عنه وعن مناقبه وتاريخه، وإن كانت كل الأيّام مناسبة للتذكير بفضله وبعطائه اللامحدود، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً[الأحزاب: 21].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...