الجمعة، 20 أبريل 2012

معرض الكتاب .. قوة شرائية أم قوة ثقافية؟!


صدرت الكثير من التصريحات في الصحف المحلية وفي بعض الفضائيات حول معرض الكتاب، وذلك من حيث أهميته من بين معارض الكتب في دول الخليج، والدليل على ذلك القوة الشرائية عند مرتاديه.. وفي هذه النقطة لا أختلف مع أي إنسان، ولكن!! عندي تساؤلٌ أطرحه وأجيب عليه بشكل موجز:
هل معرض الرياض الدولي للكتاب قوة شرائية أم قوة ثقافية؟!.
باستطاعتي القول: «إني ومن خلال متابعتي لمعارض الكتاب في مدينة الرياض وعلى مدى أكثر من عشر سنوات مضت، أن ظاهرة القوّة الشرائية موجودة ولا يختلف عليها إثنان؛ إلا أنّها في الإطار العام لا تعني أنها تشكلُ قوةً ثقافية!!، والدليل على ذلك غياب الوعي عند شريحةٍ كبيرةٍ من المرتادين للمعرض، إضافة إلى ذلك كثرة القصص التي سمعتُ عنها ورأيتها، والسلوكيات المختلفة في كيفية التعاطي مع شراء الكتاب وكأنه سلعةٌ كباقي السلع الاستهلاكية. فمن تلك القصص أني رأيتُ أحدهم يريد أن يشتري كتابًا بحجّة أنه كتاب جديد فقط، وآخر يسأل عن انتماءات أحَدِ الكُتّاب، وآخر وآخر... الخ.
ورغم ما ذكرتُ فهذا ليس دليلاً على أنه لا يوجد قُرّاء أو لا توجد قوّة ثقافية عند مرتادي المعرض!! بل إني رأيتُ الكثير ممن أعرف وممن لا أعرف، يبحثون عن الكتاب الجيّد الذي يريد أن يُضيف لهم شيئًا، إضافةً إلى وجود شريحة كبيرة تعرف كيف تتعاطى مع الكتاب وتبحث عنه، وكذلك فإنّ القوة الشرائية خصوصًا إذا تم توظيفها بطريقةٍ صحيحةٍ فإنها ستولّد لنا أجيالاً واعية ينتجون ويصدّرون الفكر والثقافة بدلاً من استيرادها.
وإني لأرجو أن تكون معارض الكتاب في السنوات المقبلة موسمًا ثقافيًا نستفيدُ منه كعطاءٍ فكريٍ وروحي، وليس مكانًا للتبضّع!!.


صحيفة المدينة المنورة (ملحق الأربعاء) الأربعاء 28 ربيع الآخر 1433هـ (أصداء)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م

  وجهة نظر حول المعرض الدولي للكتاب بالرياض 2022م   بقلم: عبدالله الرستم   يُعد موسم معرض الكتاب بالرياض من المواسم المهمة، حيث يجتمع تح...