المجتمع
الملائكي
الكثير من المُصلحين يحلمون ويطمحون في صناعة المجتمع الملائكي، وليس
ذلك بمستحيل، إلا أنه صعبٌ التحقيق، ذلك أن المجتمع تحكمه ثقافات وأمزجةٌ مختلفة،
ومهما كان ذلك المجتمع ينتمي إلى طائفةٍ أو تيّار بعينه لا يمكن أن يتحقق ذلك، حيث
الإنسان يمر بمراحل وظروف مختلفة، مقتضى تلك الظروف تغيّر الأفكار من حالٍ إلى
حال.
مسألة مهمة وهي: إن المؤلم في الأمر
هو حينما يصدرُ سلوكٌ من بعض المسلمين يخالف التعليمات النبوية والتي هي تعليمات
لتنظيم أمور البشر في حياتهم الدنيوية والدينية، وكأن هذا المسلم حينما يصدر منه
سلوكٌ يخالف الطبيعة البشرية يعيش خارج البيئة البشرية، ولا يمكن حصر تلك
التصرّفات لاختلاف مواقعها وظروفها، بيد أن بعضهم يمارس سلوكاً يؤدي في بعضه هدماً
لعلاقات اجتماعية، أو لفتنة مذهبية أو غير ذلك، حيث هذا التصرّف غير المسؤول لا يصدرُ
إلا من اتبع هواهُ دون مراعاةٍ لمن ينجو أو يغرق في مثل هذه المواقف.
ختاماً: ينبغي على كل مسلم
أن يتنبّه إلى كل مفردة تخرج عبر شفتيه، وإلى كل سلوك يصدر منه تجاه الآخرين،
وليتّقِ الله ربه في حقوق الناس، وليجعل الله نصب عينيه في كل صغيرة وكبيرة، وخير
وسيلة لمن لا يملك أدوات الإصلاح هي: الدعاء للآخرين بالإصلاح والتوفيق، فالدعاء
مخ العبادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق