بطاقة الكتاب:
اسم الكتاب: سيدة
الإماء "تحقيق في هوية وسيرة السيدة نرجس عليها السلام"
المؤلف: الشيخ أحمد
سلمان
الناشر: دار الولاء
– بيروت
تاريخ الطبع: الطبعة
الأولى – 1442هـ (2021م)
عدد الصفحات: 137 صفحة
بقلم: عبدالله بن علي الرستم
التعريف بالكتاب:
يتناول الباحث عن جزئية مهمّة من ملف
القضية المهدوية، والتي لا زالت بحاجة إلى أبحاث كثيرة رغم ما كُتب عنها من بحوث
في جميع زواياها، فسيرة أم الإمام المهدي عليه السلام السيدة/ نرجس، تعتبر شبه
غامضةٍ بشكل عام، لكن بمهارة الشيخ الباحث كشف الغموض عن بعض ما يلفها، وذلك
بمراجعة الكثير من المصادر ذات الصلة في هذا الأمر، حيث بدأ بكشف التهمة المنسوبة
إلى الشيعة الإمامية بأن لا مهدي موجود، بحجّة كثرة التسميات لوالدته التي تفيد أن
خلف المسألة مجموعة من الذين مارسوا صناعة هذه المسألة، إلا أن الشيخ جمع الروايات
الواردة في مسألة تعدد التسميات، وإزاحة اللثام عن الحقيقة بما يمتلك من أدوات
بحثٍ في هذا الموضوع، ليستقر رأيه في النهاية إلى أن اسمها (نرجس)
بناءً على مفاد الروايات، مع التعرّض إلى مناقشة الروايات التي قالت بغير ذلك، كذلك
التعريج على أن بعض التسميات لقبٌ وليس اسمٌ وهو ما فرضته طبيعة الظروف المحيطة
بولادة الإمام المهدي عليه السلام من رهاب السلطة العباسيّة.
تأتي المسألة الأخرى والتي ساهمت يراعة الباحث في كشف الغموض عنها، وهي: قصة سبيها وقدومها من الروم، أو أنها سنديّة أو مغربية أو نوبيّة، فإن الباحث يفنّد مسألة أنها روميّة الأصل وذلك بمتابعة ملف القضية إبّان أحداث تلك الفترة في كتب التاريخ وأن هذه الرواية من صنع الغلاة، وأن الراوي لها ليس محل اطمئنان وثقة، ومع مناقشة الآراء الواردة في أصل مجيئها فإنه يستقرّ على أنها نوبيّة ولدت في بيت السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام، عمّة الإمام الحسن العسكري عليهما السلام، وأنها تربية السيدة حكيمة والتي اعتنت بها منذ ولادتها، يضاف في هذا الصدد أن للسيدة نرجس مكانة عظيمة، يستفاد ذلك من الروايات الواردة على ألسن أئمة أهل البيت عليهم السلام، الذين نعتوها بنعوت المدح والثناء، بدءاً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وحتى حكيمة بنت الجواد عليها السلام، حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: (بأبي ابن خيرة الإماء ابن النوبيّة الطيبّة الفم، المنتجة الرحم ...الخ).
الأمر الآخر الذي كان محل بحث
وتنقيب، هو: أن السيدة نرجس سُجنت أكثر من مرّة من قبل العباسيين؛ نتيجة لجهودها
ونشاطها في الحفاظ على الشيعة نتيجة الرقابة التي فُرضت على بيت الإمام العسكري
عليه السلام، ودور جعفر الكذّاب في هذه المسألة بتواطئه مع العباسيين وأحداث أخرى،
وأنها بقيت بعد استشهاد العسكري عليه السلام إلى أكثر من عشرين عاماً، حيث سُجنت
في قصر أحد خلفاء بني العبّاس فماتت حينها في السجن.
ختاماً:
جزى الله الشيخ الباحث خير الجزاء،
على معالجته عدة مواضيع وتساؤلات ذات صلة بأم الإمام المهدي عليه السلام، والتي
نحن بحاجة إلى معالجة تلك الإشكالات وفق مصادر أوليّة وذات صلة بالموضوع، وإني
أنصح الأخوة المعنيين بالقضية المهدوية الاطلاع على هذا الكتاب؛ لأن هذه الأسطر لا
تفي بالتعريف، خصوصاً وأن في الكتاب مناقشات كثيرة لبعض المعلومات التاريخية
والروائية حرية باطلاع المهتمين.