كلمة الحق
لعل من المسائل المهمة في
حياتنا اليومية، هي: (كلمة الحق)، والتي لها أبعاد ودلالات وأسباب، وكلمة الحق
مهما كانت جميلة فإنها في الوقت ذاته تدل على سلوكٍ نبيلٍ وإنساني وحضاري، كذلك في
الطرف المقابل بحاجة إلى حسن توظيف خصوصاً في معترك الحياة اليومية، والتي التبس
فيها الحق بالباطل.
فقد ورد عن أمير المؤمنين
عليه السلام أنه قال: [ما ترك لي الحق من صديق]، مما يعني أن الظرف الذي عاشه أمير
المؤمنين ظرفاً عصيباً، جعله يضع عدة أساليب في توظيف كلمة الحق، فتارة نراه يحيي
كلمة الحق عبر اتخاذ موقفٍ معارض بطريقة سلميّة، وتارة يستخدم التلميح وأخرى
بالتصريح، وتارة يستخدم فيها السيف، وحتى نستوعب كل هذه الأساليب وغيرها، علينا
استقراء كل سلوكٍ قام به الأمير عليه السلام، خصوصاً وأن هذه الشخصية الربّانية
بحاجة إلى استثارة في حياتنا بين الحين والآخر.
وفي تصوري أن كل شخصية
نحتت اسمها على جبين الزمن في تجسيد المبادئ والقيم الإنسانية المنبثقة من فطرة
الإنسان، ينبغي إحياء آثار تلك الشخصية وفهمها؛ ليتسنّى لنا الاستفادة منها في
ترسيخ تلك المبادئ المستلّة من العقل الفطري الذي ينبذ الغش والخداع ونحو ذلك من
الممارسات التي لا تتواءم مع الحياة البشرية.