الجمعة، 20 أبريل 2012

الكتاب المستعمل .. ظاهرة صحية

الكتاب المستعمل .. ظاهرة صحية
بقلم: عبدالله بن علي الرستم


يُعَدُّ الكِتَابُ أَحد وَسائلِ الثَّقافةِ وأقدمها مقارنة بالوسائل الأُخرى، حيث لا يكاد يخلو بيت عالِمٍ أو مثقفٍ أو متعلمٍ من وجود مكتبةٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ في بيته، ومع تغيُّر وسائل التثقيف والحصول على المعلومة بدأ الكتابُ بأخذِ مكانة ضئيلةً عند بعضهم لأسباب كثيرة، أو أنه أخذ مكانة أقل من مكانته في السنوات السابقة، في حين أنّ شريحةً كبيرةً لا تزال تتعامل مع الكتاب بشكل قوي رغم وجود الوسائل الحديثة. 

ولعل مدينة الرياض - مقارنة بمدن المملكة الأخرى - تُعدُّ الأبرز في احتضان الكتاب وخصوصاً الكتاب المستعمل لاعتبارات كثيرة، أبرزها البحث عن كتب المناهج الدراسية، التي ما إن تفتح الجامعات أبوابها إلا وترى سيلاً من البشر يتردّد على أماكن بيع وشراء الكتاب المستعمل إلى وقتٍ متأخرٍ من الليل، والتي تُعَد ظاهرةً بارزةً في مدينةٍ مترامية الأطراف كالرياض، والأمر ليس حكراً على الكتب والمناهج الدراسية فحسب!! بل حتى الكتب الأُخرى، كالثقافية والدينية والتاريخية وغير ذلك، بل إنّ المتابع لحركة البيع والشراء لهذه المكتبات يرى أنّ الكتاب المستعمل يلقَى رواجاً كبيراً من قِبَل المهتمّين بمتابعة الجديد والقديم. 

فمن خلال تعاملي مع مكتبات الكتاب المستعمل لمدة تزيد على الخَمْسَ عشرة سنة، فإني تحصّلتُ على كتبٍ قيّمةٍ، وبسعر مناسبٍ، وكذلك أرى هذه المكتبات في ازدياد مطّرد، ذلك أنّ بعض أبناء المثقفين يضطرون لبيع مكتبات آبائهم لتعارض الميول بين الوالد والأبناء، أو لميول الأبناء إلى الطرق الحديثة في التعامل مع الحصول على المعلومة، كالمكتبات الإلكترونية وغيرها، حيث إني ومن خلال اقتنائي بعض الكتب فإني وجدتُ أسماء أصحاب بعضها، والبعض الآخر وجدت عليه إهداءات وتواقيع كُتّاب مشهورين. 

وقد بات وضع الكتاب المستعمل يتطوّر إلى مراحل متقدمة، وذلك لحصوله على دعمٍ من قِبل الجهات المعنية، منها: جامعة الملك سعود التي دعمته هذه السنة في معرض الرياض الدولي للكتاب، إلا أنّ دور النادي الأدبي بالرياض يُعدُّ داعماً أكبر خلال ثلاث سنواتٍ مضت بالتعاون مع جمعية السرطان، وذلك من خلال إنشائه معرضاً للكتاب الجديد والمستعمل في آنٍ واحدٍ وبسعرٍ مناسب، وقد حظي بإقبال كبيرٍ من الجمهور باختلاف توجهاته، وهذا الإقبال الكبير يبشّر بالخير في ظل وجود الوسائل الحديثة، كذلك يُعَد دلالة على إيمان الجمهور بهذه الظاهرة الثقافية التي نرجو لها الاستمرار، واستنساخها في مناطق أُخرى من وطننا الغالي.


صحيفة الجزيرة (ورّاق الجزيرة) الأحد 16/6/1433هـ (8/4/2012م) العدد رقم: 14437


معرض الكتاب .. قوة شرائية أم قوة ثقافية؟!


صدرت الكثير من التصريحات في الصحف المحلية وفي بعض الفضائيات حول معرض الكتاب، وذلك من حيث أهميته من بين معارض الكتب في دول الخليج، والدليل على ذلك القوة الشرائية عند مرتاديه.. وفي هذه النقطة لا أختلف مع أي إنسان، ولكن!! عندي تساؤلٌ أطرحه وأجيب عليه بشكل موجز:
هل معرض الرياض الدولي للكتاب قوة شرائية أم قوة ثقافية؟!.
باستطاعتي القول: «إني ومن خلال متابعتي لمعارض الكتاب في مدينة الرياض وعلى مدى أكثر من عشر سنوات مضت، أن ظاهرة القوّة الشرائية موجودة ولا يختلف عليها إثنان؛ إلا أنّها في الإطار العام لا تعني أنها تشكلُ قوةً ثقافية!!، والدليل على ذلك غياب الوعي عند شريحةٍ كبيرةٍ من المرتادين للمعرض، إضافة إلى ذلك كثرة القصص التي سمعتُ عنها ورأيتها، والسلوكيات المختلفة في كيفية التعاطي مع شراء الكتاب وكأنه سلعةٌ كباقي السلع الاستهلاكية. فمن تلك القصص أني رأيتُ أحدهم يريد أن يشتري كتابًا بحجّة أنه كتاب جديد فقط، وآخر يسأل عن انتماءات أحَدِ الكُتّاب، وآخر وآخر... الخ.
ورغم ما ذكرتُ فهذا ليس دليلاً على أنه لا يوجد قُرّاء أو لا توجد قوّة ثقافية عند مرتادي المعرض!! بل إني رأيتُ الكثير ممن أعرف وممن لا أعرف، يبحثون عن الكتاب الجيّد الذي يريد أن يُضيف لهم شيئًا، إضافةً إلى وجود شريحة كبيرة تعرف كيف تتعاطى مع الكتاب وتبحث عنه، وكذلك فإنّ القوة الشرائية خصوصًا إذا تم توظيفها بطريقةٍ صحيحةٍ فإنها ستولّد لنا أجيالاً واعية ينتجون ويصدّرون الفكر والثقافة بدلاً من استيرادها.
وإني لأرجو أن تكون معارض الكتاب في السنوات المقبلة موسمًا ثقافيًا نستفيدُ منه كعطاءٍ فكريٍ وروحي، وليس مكانًا للتبضّع!!.


صحيفة المدينة المنورة (ملحق الأربعاء) الأربعاء 28 ربيع الآخر 1433هـ (أصداء)

قراءة في تحقيق النسخة الواحدة (تاريخ خليفة بن خياط نموذجاً)

قولٌ في تحقيق النسخة الواحدة ( تاريخ خليفة بن خيّاط نموذجاً ) بقلم: عبدالله بن علي الرستم   لا يخفى على المختصين ما لتحقيق كتب التراث ...